النسخة الكاملة

بوتين يصل طهران وإيران تجدد لتركيا رفضها لعملية عسكرية في سوريا

الخميس-2022-07-19 05:56 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران الثلاثاء لعقد قمة مع نظيريه الإيراني والتركي تتمحور حول النزاع في سوريا مع التطرق لتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأتى وصول بوتين، في زيارته الخارجية الثانية منذ بدء قواته عملية عسكرية في أوكرانيا أواخر شباط/فبراير، بعيد تكرار إيران على مسامع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التحذير من عملية يلوّح بشنّها ضد الأكراد في شمال سوريا.

يستضيف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نظيريه أردوغان وبوتين في أول لقاء ثلاثي على مستوى الرؤساء منذ عام 2019 ضمن إطار "عملية أستانا للسلام" الرامية لإنهاء النزاع السوري المندلع منذ 2011.

وتأتي زيارة بوتين لطهران بعد أيام من زيارة للمنطقة قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن، وأكد فيها أن بلاده لن تترك فراغا في الشرق الأوسط يملأه خصومها روسيا والصين وإيران.

وستتمحور القمة الرئاسية في العاصمة الإيرانية حول الملف السوري، على وقع تلميحات تركية بشنّ هجوم قريبا.

وأبلغ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للبلاد، أردوغان أن العملية المحتملة لأنقرة في الشمال السوري، "ستعود بالضرر" على مختلف دول المنطقة.

وقال خامنئي "ستعود بالضرر على سوريا، ستعود بالضرر على تركيا، وستعود بالضرر على المنطقة"، وذلك وفق بيان نشر على موقعه الإلكتروني.

وحذّر من أن الخطوة التركية المحتملة ستحول دون تحقيق "الدور السياسي المتوقع من الحكومة السورية أيضا"، وستصبّ في صالح "الإرهابيين"، معتبرا أن على "إيران وتركيا وسوريا وروسيا حل هذه المشكلة من خلال الحوار".

أدت كل من روسيا وإيران وتركيا دورا محوريا في النزاع السوري منذ اندلاعه. وقاد دعم موسكو وطهران للرئيس بشار الأسد إلى تغيير المعادلة على الأرض لصالح قواته، بينما دعمت تركيا فصائل معارضة له.

ويلوّح أردوغان منذ شهرين بشنّ عملية عسكرية ضد مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، تنطلق من الحدود التركية وتمتد إلى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سوريا. وتسيطر تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 2016 على مناطق حدودية متاخمة في الشمال.

وتخشى أنقرة وجودا قويا لأكراد سوريا عند حدودها قد يعزّز موقع حزب العمال الكردستاني المتمرد داخلها والذي تصنفه منظمة إرهابية.

وأكد خامنئي لأردوغان استعداد طهران "بالتأكيد للتعاون معكم في مكافحة الإرهاب"، مشددا على ضرورة "التصدي للإرهاب، لكن هجوما (تركيا) في سوريا سيصبّ في صالح الإرهابيين، والإرهابيون ليسوا مجموعة محددة" حصرا.

وتوجه لأردوغان بالقول "نحن نعتبر أمن تركيا وحدودها من أمننا، وأنتم أيضاً اعتبروا أمن سوريا مثل أمنكم".

وخلال مؤتمر صحافي، اعتبر الرئيس التركي أن التنظيمات الكردية "مشكلة كبيرة للبلدين"، أي إيران وتركيا.

وأضاف "علينا أن نقاتل ضد هذه المنظمات الإرهابية بالتكافل والتحالف".

ودون مسعى أرودغان للحصول على موافقة إيران وروسيا لشنّ العملية حسابات معقّدة، إذ سبق لموسكو أن أعربت عن أملها في أن "تُحجِم" أنقرة عن شنّ الهجوم، بينما حذّرت طهران من عملية تؤدي إلى "زعزعة أمن المنطقة".

- الحبوب من أوكرانيا -

وصل أردوغان إلى طهران ليل الإثنين، وأقام له رئيسي صباح الثلاثاء استقبالا رسميا في مجمع سعدآباد التاريخي في شمال العاصمة.

وإضافة إلى لقائه المسؤولين الإيرانيين، سيجتمع أردوغان الذي تعد بلاده من أبرز دول حلف شمال الأطلسي، مع بوتين، في أول لقاء بينهما منذ بدء القصف الروسي لأوكرانيا، يتخلله بحث في آليات تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ ، خشية نشوب أزمة غذائية عالمية.

وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف الاثنين "أولًا، نحن مستعدون لمواصلة العمل في هذا الاتجاه، ثانيًا، سيتمّ البحث في هذه المسألة بين الرئيسين".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن "وثيقة نهائية" ستكون جاهزة قريبًا للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا، في أعقاب مباحثات بهذا الشأن استضافتها اسطنبول الأربعاء الماضي بين موسكو وكييف.

وتسبب وقف تصدير الحبوب إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الطاقة بسبب العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا ردا على الغزو.

وتهدف الاتفاقية التي تم التفاوض عليها من خلال الأمم المتحدة إلى إخراج نحو 20 مليون طن من الحبوب المحجوزة في الصوامع الأوكرانية عبر البحر الأسود بسبب الهجوم الروسي.

أما في الشق الروسي-الإيراني، فتوقع خبراء أن يبحث الجانبان بشكل "معمّق وجدي" في الجهود المتعثّرة لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.

تشارك روسيا في مباحثات بدأت قبل أكثر من عام بين إيران والقوى الكبرى لإحياء الاتفاق الذي أتاح رفع عقوبات دولية عن الجمهورية الإسلامية في مقابل تقييد برنامجها النووي.

وكشف البيت الأبيض قبل فترة قصيرة أن روسيا تعتزم الحصول على طائرات مسيّرة إيرانية لاستخدامها في أوكرانيا. ورفض الكرملين التعليق على ذلك، بينما اعتبر وزير الخارجية الإيراني أن "لا أساس" لهذه المزاعم.

أ ف ب


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير