جفرا نيوز -
جفرا نيوز - اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب الخميس بـ"العدوان" على موسكو على مدى عقود وحذر من أنه إذا أراد الغرب محاولة التغلب على روسيا في ساحة المعركة فليحاول، لكن هذا من شأنه أن يجلب مأساة لأوكرانيا.
جاءت تصريحاته في الوقت الذي يستعد فيه وزير خارجيته سيرجي لافروف لاجتماع مغلق مع نظرائه في مجموعة العشرين في إندونيسيا الجمعة، وستكون هذه أول مرة يلتقي فيها لافروف وجها لوجه مع أشد المعارضين للحرب في أوكرانيا التي بدأت في فبراير شباط.
وفي أوكرانيا، قالت السلطات إن قذائف روسية سقطت على شرقي البلاد قبيل هجوم جديد متوقع، في حين لقي ثلاثة أشخاص حتفهم في مدينة خاركيف شمال شرقي البلاد.
وقال بوتين في تصريحات لقادة برلمانيين بثها التلفزيون "سمعنا مرات عديدة أن الغرب يريد قتالنا حتى آخر أوكراني. إنها مأساة للشعب الأوكراني، لكن يبدو أن كل شيء يسير في هذا الاتجاه".
وأضاف بوتين أن الغرب فشل في محاولته لكبح روسيا، وأن العقوبات التي فرضها على موسكو تسببت في صعوبات ولكن "ليس بالحجم المقصود". وقال إن روسيا لم ترفض محادثات السلام، لكن كلما استمر الصراع، زادت صعوبة التوصل إلى اتفاق.
ورفض كبير المفاوضين الأوكرانيين ميخايلو بودولياك تصريحات بوتين.
وقال "لا توجد ’خطة جماعية’ عند الغرب"، ملقيا باللوم فقط على الجيش الروسي "الذي دخل أوكرانيا التي تتمتع بالسيادة وقصف المدن وقتل المدنيين".
وفي وقت سابق، فقدت كييف أحد مؤيديها الدوليين الرئيسيين بعد أن قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه سيتنحى. وقالت أوكرانيا إنها تتوقع استمرار دعم بريطانيا وشكرت جونسون لدفاعه عن مصالحها، بينما لم تخف موسكو فرحتها بانتهاء الدور السياسي لزعيم لطالما انتقدته بسبب تسليحه كييف بقوة.
وقال متحدث باسم جونسون إن رئيس الوزراء البريطاني المستقيل قال للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في اتصال هاتفي "أنت بطل، الجميع يحبك".
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور "دعم بريطانيا لأوكرانيا لن يتغير أيا كان ما يحدث في أروقة السلطة في لندن. لقد أكد لنا بوريس وجميع أصدقائنا في المملكة المتحدة ذلك".
تأتي استقالة جونسون في وقت تشهد فيه بعض الدول الأوروبية الأخرى التي تدعم كييف اضطرابات داخلية، وسط شكوك في استمرار دعمهم لما أصبح صراعا طويل الأمد.
وبدأ اليوم مع مراسم اتسمت بالتحدي لرفع العلم الأوكراني على جزيرة الأفعى التي استعادتها القوات الأوكرانية في البحر الأسود، والواقعة على بعد نحو كيلومترا جنوب ميناء أوديسا.
وسارعت موسكو بالرد، حيث قصفت طائراتها الجزيرة الاستراتيجية بعد ذلك بوقت قصير ودمرت جزءا من الكتيبة الأوكرانية هناك.
كانت روسيا قد تخلت عن الجزيرة في نهاية يونيو حزيران فيما قالت إنها بادرة حسن نية، في انتصار لأوكرانيا كانت تأمل أن يخفف حصار موسكو لموانئها.
وقال زيلينسكي "دع كل ربان روسي، على متن سفينة أو طائرة، يرى العلم الأوكراني في جزيرة الأفعى ليعلم أن بلدنا لن ينكسر".
خاركيف وكراماتورسك
قال الحاكم الإقليمي لمدينة خاركيف شمال شرقي البلاد في وقت متأخر من مساء الخميس إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب خمسة آخرون بعد قصف القوات الروسية للمدينة.
في أعقاب ذلك، شوهدت جثث على الأرض بالقرب من مقعد في حديقة وقد غطتها خدمات الطوارئ.
وقال أحد السكان ويدعى يوري تشيرنوموريتس إن امرأتين خرجتا لإطعام القطط في المنطقة لقيتا حتفهما.
وانهار رجل على ركبتيه باكيا بينما وضع جثمان زوجته في كيس للجثث وقبَّل يدها.
وقال رجل هو ابنهما "أبي لقد ماتت، انهض أرجوك".
وتواصل القوات الروسية في شرقي أوكرانيا الضغط على القوات الأوكرانية التي تحاول الحفاظ على خط يمتد على الحدود الشمالية لمنطقة دونيتسك.
وبعد تعزيز سيطرتها الكاملة على منطقة لوجانسك الأوكرانية، لم تخف موسكو عزمها الاستيلاء على أجزاء من منطقة دونيتسك التي لم تفرض سيطرتها عليها بعد. ولا تزال كييف تسيطر على بعض المدن الكبيرة.
وقال رئيس بلدية مدينة كراماتورسك في دونيتسك إن القوات الروسية أطلقت صواريخ على وسط المدينة خلال غارة جوية يوم الخميس مما أدى لمقتل شخص واحد على الأقل وإصابة ستة.
وكتب حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو، إن الصواريخ ألحقت أضرارا بستة مبان بينها فندق ومبنى سكني في المركز الصناعي الكبير.
الذي اشتكى من قصف روسي مكثف في الأيام الأخيرة، على تطبيق تيليجرام أن الروس قتلوا سبعة مدنيين في المنطقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه التصريحات من مصادر مستقلة.
وفي كراماتورسك، ساعد أرتتشوك، وهو ميكانيكي أصبح جنديا، في تقوية الدفاعات لمواجهة هجوم روسي وشيك، وعلى مقربة من المكان عبّر المزارع فاسيل أفرامينكو عن أسفه لخسارة محاصيل حلت محلها الألغام.
وقال أرتتشوك لرويترز، معرفا نفسه باسمه الحركي، "إنهم (الروس) يحلمون باحتلال هذه المدن، لكنهم لا يتوقعون مستوى المقاومة. ليس من الحكومة الأوكرانية فقط، بل الشعب الذي يرفض قبولهم".
بدأ بوتين الحرب في 24 فبراير شباط، واصفا إياه بأنه "عملية عسكرية خاصة"، لنزع سلاح أوكرانيا، واستئصال شأفة من قال إنهم قوميون خطرون وحماية المتحدثين بالروسية.
وتقول أوكرانيا وحلفاؤها إن روسيا تشن عملية هدفها الاستيلاء على الأراضي بشكل توسعي أشعل أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
رويترز