جفرا نيوز - جمال فخيده
شهد الأردن في آخر 20 عاماً أحداث عصفت به بعضها وصف بالكارثي ومنها ما أحدث ضجة في الرأي العام و تأثيراً على الساحة المحلية ، لعل أهمها ما جاء في الأزمنة التي تسلمت فيها الحكومات المتعاقبة في تلك الفترة .
"جفرا نيوز" تطرقت لتلك الأحداث بدءاً من حكومة عبدالسلام المجالي في العام 1998 وحتى حكومة بشر الخصاونة في وقتنا الحالي .
1998 حكومة عبدالسلام المجالي .. وقضية تلوث مياه عمان .!؟
كانت حكومة عبدالسلام المجالي تدير شؤون البلاد والذي ترأس الحكومة لمرتين ما بين عام 30 مايو 1993 – 7 يناير 1995 وللمرة الثانية مباشرة في 19 مارس 1997 – 20 أغسطس 1998 حيث حدثت واقعة في فترة ولايته بما تعرف بقضية تلّوث المياه في عمّان عام 1998 والتي استدعت استقالة وزير المياه والريّ وقتها منذر حدّادين.
و في ذات السياق حملت الجهات القضائية رموزا في حكومة عبد السلام المجالي السابقة مسؤولية تلوث مياه الشفه التي تغذي غرب عمان، وقد أدت تلك الازمة الى تدخل الراحل المغفور له الملك حسين بن طلال مباشرة من مستشفى مايو كلينيك الذي كان وقتها يتلقى العلاج ضد سرطان العقدة اللمفية.
ومن تبعات تلك الازمة تم اقالة وزير المياه الأسبق منذر حدادين قبل عشرة ايام من استقالة حكومة عبد السلام المجالي.
و في تداعيات الحادثة، أعلن تعيين هاني الملقي وزيراً للمياه والطاقة في حكومة فايز الطراونة آنذاك مصرحاً انه تم معالجة التلوث نهائيا بعد شهرين من نشوبها، وقد نظم الملقي جولة ميدانية لاطلاع الصحافيين على مصادر وخطوط توزيع ومحطات معالجة المياه من منبعها في الشمال مرورا بمحطة زي في السلط وانتهاء بخزانات التجميع قبل توزيع هذه المادة على سكان عمان.
2005 تفجيرات عمان حكومة عدنان بدران ..!؟
الأربعاء الأسود هكذا ما سماه الأردنييون في تفجيرات عمان التي طالها الإرهاب الجبان الذي إستهدف ثلاث فنادق في وسط العاصمة عمان الذي راح ضحيتها 57 شهيدا و 115 جريح بتفجير احزمة ناسفة في حفلة زفاف لعائلة أردنية بفندق الراديسون الذي كان سببا في إرتفاع عدد الضحايا آنذاك.
كانت الحادثة هذه في أيام حكومة عدنان بدران حيث أعلن تنظيم القاعدة في (العراق) المسؤولية عن الهجمات كما نشروا إعلان أسماء المنفذين و التي كانت: أبو خبيب وأبو معاذ وأبو عميرة وأم عميرة، وكلهم عراقيون وكان أفراد من الحكومة الأردنية بدؤوا في توجيه أصابع الإتهام للجماعات الإسلامية المسلحة والذي يعد أبو مصعب الزرقاوي أردني الجنسية أحد أبرز مسؤوليها في ذلك الوقت، حيث أعلنت لاحقاً الحكومة الأردنية سحب الجنسية منه.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي نور المالكي في صباح 7 يونيو 2006، عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي تصنفه السلطات العراقية على أنه تنظيم إرهابي في غارة أمريكية.
2007 حكومة البخيت وتلوث مياه منشية بني حسن .!؟
في عهد رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت، كشف الإعلام عن تلوث مياه منشية بني حسن والذي اشغل الشارع الأردني بعد إصابة ( 650 بأمراض مختلفة) بأعراض مرضية تتمثل بالإعياء العام والقيء والإسهال، بعد تعرض مياه المنطقة للتلوث و التي وصفت وقتها بـ (البلدة المنكوبة) .
حيث تفجرت قضية التلوث حينما كشفت وثائق رسمية بوسائل الإعلام أن وزير المياه الأردني حفظ معاملة توصي بتغيير أنابيب كان لها علاقة بالكارثة التي حلّت بسكان المنشية، مما دفع أهالي المنشية بالمطالبة باستقالة وزير المياه ومعاقبة المسؤولين عن معاناتهم.
وعلى أثر الحادثة أعلنت رئاسة الوزراء آنذاك عن استقالة وزيري المياه و الصحة الدكتور سعد الخرابشة و ظافر العالم رحمه الله في بيان رئاسة الوزراء مؤكدة فيه، أن الوزيرين من ناحية "المسؤولية الأدبية و المعنوية والآخر إدارية - فني" ولأن الوزيرين المعنيين مباشرة كانا على قدر من المسؤولية الأدبية والأخلاقية فلقد تقدما اليوم باستقالتيهما وقد نسّبت لجلالة الملك وصدرت الإرادة الملكية السامية بقبولهما.
واشار البخيت الى ان الوزيرين قدما جهدا وعملا دؤوبا ومخلصا خلال الأزمة .. لكنها المسؤولية الأدبية.. ولعلنا بهذا نكرّس مفهوما راقيا متقدما بترسيخ مفهوم المسؤولية المعنوية لدى المسؤول الأول في أي وزارة أو دائرة تجاه أفعال وأداء وسلوكيات أي موظف مهما كان موقعه ووظيفته.
2015 حكومة عبدالله نسور .. وفيات حصيلة حريق الجمارك "الألعاب النارية"
وقعت في عهد حكومة النسور الحادثة المعروفة بحريق جمارك عمان "الألعاب النارية"، والتي راح ضحيتها 8 أشخاص 5 عمال يحملون الجنسية المصرية و3 أردنيين و إصابة عاملين مصريين.
الحريق الذي التهم نحو 10 مركبات بالكامل كانت مركونة في كراج الجمارك هناك، تشكل غيمة دخانية كبيرة خيمت على سماء عمان.
وأشرف رئيس الوزراء عبدالله النسور على عمليات إطفاء الحريق، وأوعز بتشكيل لجنة تحقق للوقوف على أسباب الحادثة، فيما طالبت السفارة المصرية في عمّان تشكيل لجنة التحقق لكونه كان هنالك وفيات من الجنسية المصرية.
و على أثر ذلك قرر مجلس الوزراء آنذاك اقالة مدير عام الجمارك اللواء منذر العساف و محاسبته.
2018 حكومة عمر الرزاز ... حادثة وفاة الأطفال في سيول البحر الميت ؟!
فجعت الأردن بتاريخ 25 / 10 / 2018 بفاجعة أليمة ومحزنة في عهد حكومة الدكتور عمر الرزاز، التي وقعت مجرياتها في وادي زرقاء ماعين بجرف السيول رحلة مدرسية كانت في المنطقة والتي تسببت بوفاة 21 ضحية و43 إصابة معظمهم طلاب وكانت تتراوح أعمارهم بين إحدى عشرة وثلاثة عشر سنة، كانوا في رحلة مدرسية للمنطقة ومن بينهم معلمين و أدلاء سياحين إضافة لانهيار جسر مغلق منذ مدة، وقد كان الحادث سببه السيول الكبيرة التي اجتاحت الوادي ومنطقة شاطئ البحر الميت.
و على أثر الحادثة ألغى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين زيارة عمل إلى البحرين، التي كانت مقررة بشكل رسمي حيث كان سيلقي كلمة في مؤتمر أمني؛ وذلك لمتابعة التطورات المتعلقة بالحادث مع الجهات المختصة، و قد غرد الملك على تويتر معلقاً على الحادث (أعزي نفسي وأعزي الأردن بفقدان أفراد من أهلي وأسرتي الكبيرة فمصاب كل أب وأم وأسرة هو مصابي»، وأضاف كذلك: «حزني وألمي شديد وكبير، ولا يوازيه إلا غضبي على كل من قصّر في اتخاذ الإجراءات التي كان من الممكن أن تمنع وقوع هذه الحادثة الأليمة).
في تداعيات الحادث، اجتمع الملك مع مجلس السياسات الوطني؛ حيث طالب الملك بالسير الحثيث ومسار التحقيقات لكشف أسباب الحادث، وطالب الراي العام الأرلادني باستقالة وزير التربية والتعليم، واتهموه بالتملص من مسؤولياته ومحاولة إلقاء اللائمة على إدارة المدرسة، وكذلك اتُهم عدد من الوزراء بالتقصير خصوصاً وزراء السياحة والأشغال والصحة.
وفي يوم 1 تشرين الثاني من عام 2018 قدم كل من وزيري التربية والتعليم و البحث العلمي عزمي محافظة و وزير السياحة والآثار لينا عناب استقالاتهما.
وغردت عناب على تويتر معلقة حول إستقالتها :( في ظل المناخ السياسي العام والحالة المؤلمة التي مر ويمر بها وطننا الحبيب وضعت اليوم استقالتي من منصبي في الحكومة الموقرة كوزير للسياحة والآثار بين يدي دولة رئيس الوزراء لاتخاذ ما يراه دولته مناسباً حفظ الله الأردن وشعبه العظيم تحت القيادة الهاشمية الكريمة).
2022 حكومة الدكتور بشر الخصاونة .. انفجار صهريج غاز الكلورين في ميناء العقبة
في هذا العام و الشهر ذاته وقعت فاجعة أعتبرت بالكارثية او بما يسمى الخطرة جراء سقوط أحد صهاريج غاز الكلورين اثناء تحميلها من على ظهر الشاحنة الى الباخرة جراء انقطاع الحبل و كانت محملة بـ 25 طن من الغاز المكثف الثقيل والتي ادت الى وقوع 12 وفاة و 260 إصابة وبينهم أردنيون وأجانب، التي كادت ان تكون كارثة كبيرة ستحصد أرواح الكثيرين.
و على ضوء ذلك غادر عمان مسرعاً رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة يرافقه وزير الداخلية مازن الفراية و وزير الصحة الدكتور فراس الهواري الى مدينة العقبة، للإطلاع على الأوضاع هناك.
وترأس جلالة الملك عبدالله الثاني، يوم الثلاثاء، اجتماعا في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات للوقوف على آخر التفاصيل المتعلقة بتسرب الغاز الذي حصل بالعقبة يوم الاثنين والآثار الناجمة عنه.
وأعرب جلالة الملك، خلال الاجتماع، الذي حضره من العقبة عبر تقنية الاتصال المرئي سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، عن تعازيه الحارة لأسر "شهداء الواجب" الذين قضوا جراء الحادثة المؤلمة، داعيا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويمن على المصابين بالشفاء العاجل.
وشدد جلالته، الذي كان يتابع وسمو ولي العهد منذ اللحظات الأولى، تفاصيل الحادثة وعمليات جهود الإجلاء والإنقاذ، على ضرورة تقديم توضيحات شفافة للرأي العام لكل ما حصل من خلال نتائج التحقيق، وتحديد الأخطاء ومحاسبة المقصرين وفق القانون.
ولفت جلالة الملك إلى أهمية اتخاذ الإجراءات الاحترازية والاحتياطات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا.
على أثر الحادث تابع سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، خلال زيارة ميدانية الأوضاع في مدينة العقبة جراء حادثة تسرب الغاز السام.
واطمأن رئيس الوزراء على المصابين في ميناء العقبة و في صباح الثلاثاء برفقة وزيري الداخلية والصحة في تصريحات للصحافيين قال الخصاونة "الأوضاع باتت تحت السيطرة بالكامل والميناء يعمل بشكل طبيعي".
النسخة الكاملة
