النسخة الكاملة

فتاة تروي لجفرا تعرضها لعملية احتيال من قبل رجل يدعي العلم الروحاني تحت مسميات "جلب الحبيب ورد المطلقة " مقابل بعض الدولارات

الخميس-2022-06-12 01:42 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تقرير -  فرح سمحان 

"تفضلي ايش مشكلتك" بهذه العبارة يتجاذب كل من العالم الروحاني أو "المشعوذ" كما يسميه البعض وطالب العمل أطراف الحديث ، لحل مشكلة أو أمر ما قد حدث معه أو تعرض له على أمل أن يجد  ضالته ويححق مبتغاه . 

اللجوء للعلماء الروحانيين أو من يقرأون الطالع ويفتحون بالفنجان وغيرها من الحرف التي يمتهنوها باتت ملاذاً لمن ضاقت بهم السبل و يسعون لحل مشكلة كفتاة تركها حبيبها أو مخطوبة ومتزوجة وقرر خطيبها البعد عنها ، ومنهم من يقرر أذية غيره فيلجأ لهؤلاء السحرة ومن يتقنون فنون الشعوذة لتحقيق غايتهم أياً كانت النتيجة . 

جلب الحبيب راكعاً ومعتذراً ليطلب السماح أو تعجيل زواج العانس كما يسمونه أو تقريب المسافات بين المتباعدين وتسيير أمور الرزق والعمل ، كلها منشورات على صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي التي تحمل أسماء الشيوخ الروحانيين في كل دول العالم لجذب الناس وتحديداً الفتيات فالقلب يغلب العقل عندما يتعلق الأمر بالمحبوب أو الخطيب أو الزوج . 

وما أن يدخل طالب العمل أو اللجلب لإحدى هذه الصحفحات حتى يجد منشورات وفيديوهات توضح كيفية قيام الساحر أو العالم الروحاني كما يسمون أنفسهم بطرق جلب الحبيب وفك السحر الذي يصنف لعلوي وسفلي ، كما تتضمن أدعية وطلاسم وصور بعضها غير مفهوم والأخر عبارة عن  آيات قرانية لإيهام وتضليل للحقيقة حتى يطمئن طالب العمل لهذا العالم أو المشعوذ بأنه يعمل في القرآن ولا شيء سواه قد يغضب الله لكن الحقيقة قد تكون بعيدة عن ذلك تماماً  . 

تروي "ر .م " فتاة جامعية متعلمة تبلغ من العمر 27 عاماً في حديثها لـ جفرا نيوز ، قصتها أثناء جولتها في العالم الروحاني لإيجاد حل لمشكلتها ، فقالت إن خطيبها قرر تركها ورفض فكرة الزواج منها بشكل قاطع وهي كانت تحبه حباً جما إلا أن ذلك لم يغير من مراده شيء وبقي مصمماً على رأيه ، وعندما تسكرت أمامها الأبواب وضاقت بها السبل قررت البحث عن عالم روحاني أو شخص لديه المقدرة بإذن الله على إعادة خطيبها لها كما كان في السابق بغية الزواج . 

وتابعت قائلة : وضعت الفكرة في رأسي ولم أفكر في أي اعتبارات أخرى وقررت البحث عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة عن شيخ روحاني ليساعدني ، فوجدت الكثير من الصفحات منها في الأردن وأخرى في المغرب وبعضها بفلسطين وفي أماكن أخرى من العالم ، كما أن بعضها يضع أرقاماً مختلفة عن المكان فمثلاً هناك من يقطن في تركيا ورقمه في بنغلادش وهكذا ، الا أن ذلك لم يجعلني أفكر قليلاً بأن بعضهم أو كلهم مشروع لعملية احتيال مكتملة الأركان فكما يقال "الغريق يتعلق بقشة"  ! 

وبينت ر.م  قائلة :  تواصلت مع أحدهم فطلب مني  أن أعرض مشكلتي بالكامل لكي يتمكن من مساعدتي، وبالغعل سردت له ماحدث وكيف كانت علاقتي بمن أحب قبل بعده عندي ، فطلب حينها معلومات كالعمر وتاريخ الميلاد والأسم بالكامل وأسم الأم ، ثم قال  إنه سيجري كشف لمعرفة الطالع الخاص بي وبعد ساعة سيخبرني بالنتيجة . 

وبالفعل بعد ساعة عاد لي برسالة طويلة مفادها أن خطيبي كان يحبني وما زال إلا أن هناك سيدة قررت عمل سحر تفريق ونفور لنا عن طريق أسمائنا ويجب فكه ومن ثم عمل الجلب له حتى يعود كما كان ، فطلبت منه أن يخبرني من هي السيدة التي فعلت ذلك فقال إنه سيفصح لي عن أسمها لحين فك العمل ثم طلب مني تحويل مبلغ 200 دولار للبدء بفك العمل عن طريق إحدى مكاتب الصرافة وم ثم تصوير الوصل حتى يبدأ بعمله . 


وتابعت ر.م  : لم أكترث لفكرة أنه قد يكون نصاب ومحتال ولم أفكر ايضاً بالمبلغ فكنت على استعداد أن أدفع أكثر من ذلك مقابل عودة حبيبي لي ، لكن الوساوس بقيت مستمرة خوفاً من أن يقوم هذا الرجل الذي يصف نفسه بالعالم الروحاني بالنصب علي وأن اخرج بلا نتيجة فقررت حينها البحث في صفحته التي تواصلت معه م خلالها ، فوجدت أن عدد كبير من الأشخاص يمدحون بالشيخ لأنه حقق لهم مطالبهم وأعاد لهم من يحبون وهذا كان مثبتاً بسكرين شوت لمحادثات بينه وبين بعضهم لكن من السذاجة تصديق ذلك فالمحادثات وارد جداً أن تكون مفبركة وغير حقيقة ، والمريب أن الحسابات التي تعلق عند العالم الروحاني وتمدحه هي ذاتها في كل المنشورات ، وهذا ما دفعني للتواصل مع أحدهم لقطع الشك باليقين . 

وما أن قمت بإرسال رسالة لفتاة تقول إنها استفادت من هذا الشيخ حيث رد لها حبيبها ، حتى ردت علي قائلة : إن الشيخ الفلاني صادق والنتيجة عنده مضمونة ، هذا جعلني أطمأن قليلاً بأن الشيخ ليس محتالاً ، وتابعت بعدها في التنسيق معه لتحديد موعد العمل وإرسال المبلغ الذي طلبه وبالغعل اتفقنا على ذلك ، وفي اليوم ذاته شعرت بأنني سأرتكب ذنباً كبيراً إذا مضيت قدماً في هذا الطريق والشكوك لا تزال تنتابني بأنه رجل محتال فقررت إعادة البحث من جديد لحين قرأت تعليق لسيدة تقول إنه رجل محتال ولا نتيجة لعمله وأن سلب منها مبلغ كبير دون فائدة أو نتيجة تذكر ، وهنا قررت التواصل معها فأكدت لي ما كنت اخشاه . 

وأخبرتها أن كل الأشخاص الذين يقومون بمدح هذا العالم أو مدعي جلب الحبيب يعملون معه أي بمعنى أصح متواطئين مقابل مصالح مشتركة بينهم ، وأنه سلب منها قرابة 900 دولار دون أي نتيجة تذكر . 


وتستطرد ر.م حديثها قائلة : بعدما اكتشفت حقيقة هذا العالم الروحاني "المحتال" ايقنت حينها أنني اسير في الطريق الخاطئ والمظلم الذي لا يحمل أية نهاية مضمونة ، ومن جانب فإن وازعي الديني لم ينم لحظة إلا أن حبي وتعلقي بالشاب الذي أحببته دفني لذلك دون التفكير حتى بأنني فتاة متعلمة ومثقفة ومن هنا أدركت تماماً أن العلم والثقافة لا علاقة بالقناعات التي تدفع الشخص للسير وراء هذه الخرافات . 


في الواقع هناك نظرية أخرى تقول إن اختيار العالم الروحاني المناسب والمعروف عنه اتقان عمله في جلب الحبيب وغيرها كفيل بتحقيق نتيجة مضمونة ، هذا ما أكدته سيدة متزوجة قررت عمل جلب لزوجها بهدف الاستماع لكلامها وعودة وصال الود والحب بينهما كالسابق ، مؤكدة أن تمكنت من ذلك عندما تواصلت مع عالم روحاني يقطن في تركيا وله سمعة في هذا المجال أن أعماله لها نتيجة قوية وفعالة . 

السؤال الأهم هو كيف يتم ردع هؤلاء الأشخاص ممن يدعون أنهم يملكون مفاتيح رد المطلقة وجلب الحبيب والزواج والتقريب والتفريق بأعمال يقال أنها روحانية والواقع أنها ليس سوى شعوذة وكفر بالله وضرر للأخرين عبر ممارسات منافية للدين والأخلاق ؟ سؤال برسم الإجابة لمديرية الأمن العام ووحدة الجرائم الإلكترونية .