النسخة الكاملة

تحذيرات عالمية من أزمة جوع قادمة نحو العالم وهي الأخطر في التاريخ الحديث !!

الخميس-2022-06-12 12:35 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تتخوف منظمة الصحة العالمية والجهات الأخرى المختصة والدول من أزمة جوع قادمة على مستوى العالم هي الأخطر في التاريخ الحديث .هذه الأزمة تأتي مع وجود تغير في المناخ واضطرابات سياسية وارتفاع أسعار، اضافة لما خلفته جائحة كورونا من أضرار اقتصادية على مستوى العالم ، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود لأرقام قد تكون غير مسبوقة وربما تكون الأزمة الحالية الأخطر على الإطلاق.

وحذرت المنظمة من أن ضحايا الأزمة الغذائية ستكون أكثر بكثير من ضحايا جائحة كورونا والتي تقدرها المنظمة بـ 15 مليون شخص ماتوا نتيجة تفشي كورونا ، مشيرة الى أن خطر الموت من سوء التغذية ومن نقص الغذاء سيكون أكبر من ذلك .

بيانات منظمة الصحة العالمية تؤكد ان ثلث الوفيات لدى الأطفال من سوء التغذية ، مع أنه نادرا ما يتم إدراجه كالسبب الرئيسي ، لكن لجنة الأمم المتحدة الدائمة المعنية بالتغذية تؤكد إن سوء التغذية هو السبب الأول للأمراض على الصعيد العالمي .

وسوء التغذية مصطلح علمي طبي يعني أن الجسم لا يحصل على كل المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها، أو على جزء منها وحدة سوء التغذية بحسب أخصائية التغذية رولا الكردي وهناك حالات شديدة جدا تترك أعراض وأضرارا غير قابلة اصلا للعلاج حتى ولو بقي الإنسان على قيد الحياة .

وأكد اختصاصيون أن سوء التغذية يتطور إلى أن يساهم باضرار كبيرة جدا ،وهو مرض يحتاج إلى التدخل الفوري لكل الفئات العمرية الا أن الخطر الأكبر هو على الأكبر سنا والأطفال ، مشيرين الى ان الحقبة القادمة مظلمة حيث أن بوادر الأزمة الغذائية واضحة ولكن الوقت الأخطر هو القادم حسب مسؤول التغذية في جامعة جون هوبكتز اشرف الدليمي والذي أكد لـ أن الخطر القادم هو في الـ 6 أشهر القادمة حتى لو انتهت الحرب بين روسيا واوكرانيا لان انتهاء الحرب يعني أن العالم يحتاج إلى عام كامل من أجل التعافي إضافة إلى المخاطر الأخرى الموجودة مثل التغير المناخي وارتفاع درجة الحرارة في الصيف بشكل واضح وقبله كان الشتاء قارسا في بعض البلدان .

وأضاف ان المتابع لهذا الشأن يجد أن بوادر الأزمة بدأت في ارتفاع أسعار المواد الأساسية ، فالزيوت النباتية ارتفعت بما يقارب 40% وأسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل قياسي لتعود للارتفاع مرة أخرى بنسبة 21% بسبب الحرب الدائرة أما القمح فارتفعت اسعاره 60% ، اضافة الى قيام الدول المنتجة بوقف تصديره حسب برنامج الغذاء العالمي .

وبين ان كل المؤشرات تؤكد ان الأزمة الحالية وقادم الأيام بالنسبة للغذاء سيكون اسوأ من الأزمتين الغذائيتين في 2008 و2011 ، ومن أجل ذلك وبحسب الدليمي قالت المنظمة أن الجائحة القادمة هي اقسى من كورونا وقد تتسبب في وفاة ملايين الأشخاص حول العالم.

من جهته قال اختصاصي الصحة العامة الدكتور سعد خطاب » ان سوء التغذية يؤدي للوفاة لانه يترك اثارا صحية مفجعة على جسم الإنسان ، مضيفا ان التشخيص قد لا يكون سهلا ولكن عندما تكون هناك أزمة غذائية معروفة يصبح سوء التغذية في أول سلم الاشتباه .

وبين أن سوء التغذية يشكل خطرا على الجهاز المناعي وتضعفه ويؤدي إلى فقدان الشهية والشعور الدائم بالتعب وعدم التركيز والشعور الدائم بالبرد والاكتئاب وزيادة خطر الإصابة بالامراض المختلفة وارتخاء في العضلات وصعوبة التئام الجروح ، لذلك فان من يعاني من سوء التغذية يتعرض إلى الكثير من المضاعفات عقب العمليات الجراحية ، مبينا أنه عندما يكون سوء التغذية مرتبطًا بنقص في الطعام، أو بفهم خاطئ للحاجات الغذائية هنا يأتي دور التوعية من قبل الطبيب أو مسؤول الرعاية الصحية من أجل وقف المشكلة ومنع حدوثها من خلال الاهتمام بتوفير كميات كافية من الطعام، ومن خلال التوعية لأساليب التغذية السليمة .

واضاف أن النقص بمادة غذائية واحدة فقط مثل فيتامين معين يُعتبر هو الآخر سوء تغذية ، وهذا النقص يحدث إذا لم يحصل الجسم على واحد أو أكثر من العناصر الحيوية والمطلوبة للقيام بوظائفه بصورة طبيعية، أو بسبب سوء امتصاص المواد الغذائية الموجودة في قسم من الطعام رغم توفر الكمية والعناصر المطلوبة فيه.

، ولكن المشكلة الكبرى عندما لا يتوفر الطعام لانه السبب الابرز لسوء التغذية بسبب قلة تناول الطعام أما لعدم توفر السلع واحتكارها بسبب ارتفاع الأسعار أو بسبب عدم وجودها اصلا أو لان الغالبية العظمى لن تستطيع شراءها .

اختصاصية طب الأطفال الدكتور منى أيوب قالت لـ « الدستور» أن سوء التغذية له آثار سيئة جدا على الأطفال لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الموجودة حاليا ووجود أزمة غذاء قادمة بشكل واضح وبدأت فعليا في عدة دول والأطفال من أكثر الفئات تعرضا لمخاطر سوء التغذية ويترك آثارا سلبية جدا على الصحة مثل بطء في النمو، وفقدان الوزن ،والتعب وفقدان الطاقة والقلق وصعوبة في التعلم والبطء الشديد في التصرفات وردود الفعل .

وأضافت أيوب أن الأطفال الرضع معرضين بشكل أسرع لضرر سوء التغذية، وسينجم عن ذلك إصابتهم بالنحول، وتأخر النمو والتطور، وفقر الدم، وعلامات نقص الفيتامينات ، مشيرة الى أن نقص الغذاء بشكل عام يؤدي لحصول الولادة المبكرة التي تترك اثارا سلبية صحية ونفسية أيضا على صحة الجنين وآلام.

وقالت أن نقص بعض الفيتامينات او المعادن مثل حمض الفوليك في غذاء الحامل يؤدي إلى أضرار خلقية في الجهاز العصبي لدى الجنين، كما أن عدم الحصول على الفيتامين بـ 12 من شأنه أن يُؤدي لنقص في هذا الفيتامين لدى الطفل الرضيع ، مؤكدة ان سوء التغذية خطير على كل الفئات ولا يستثنى احد .

وبين اختصاصي الصحة العامة وطب الأسرة الدكتور مخلد حجازي أن سوء التغذية في جميع أشكاله يسبب الهزال والتقزّم ونقص الوزن، ونقص الفيتامينات أو المعادن، وفرط الوزن، والسمنة، والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي.

وأشار لـ « الدستور» الى انه في الوقت الحالي قد يتعرض الإنسان إلى نقص في التغذية لعدم المعرفة ولكن الخطورة في أن تكون أزمة عالمية في الغذاء فهو أمر خطير على كل الفئات ونخص بالذكر الأطفال .

واوضح ان بيانات الصحة العالمية تشير إلى أن 52 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من الهزال، و17 مليونا من الهزال الوخيم، و155 مليونا من التقزم، في حين يعاني 41 مليون طفل من فرط الوزن أو السمنة وكل ذلك بسبب سوء التغذية ، مشيرا إلى أن ما نسبته 45% تقريباً من وفيات الأطفال دون سن الخامسة هي بسبب نقص التغذية ، ومعظم هذه الوفيات تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ، وفي الوقت ذاته، تتزايد نسبة فرط الوزن والسمنة بين الأطفال في هذه البلدان نفسها.

واشار إلى أن العبء القادم على العالم اقتصاديا واجتماعية وطبيا خطير جدا بالنسبة للبلدان والمجتمعات والأفراد والأسر، مبينا أن الأزمة الغذائية بدأت وهناك 20 دولة اعتبرتها المنظمة «بؤرة ساخنة للجوع» .

وبحسب التقرير الصادر عن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا فإن الأزمة الروسية الأوكرانية ستتسبب بارتفاع أسعار الغذاء والطاقة حول العالم، الأمر الذي قد يؤدي إلى وفاة الملايين في أنحاء العالم جراء الجوع وسوء التغذية.

وقال التقرير أن ذلك قد يتسبب في معاناة الملايين من سوء التغذية الحاد؛ والإصابة بالأمراض ، مطالبا بضرورة بذل جهود كبيرة لمواجهة الجائحة القادمة وعلى العالم إن لا يقع في نفس الخطأ «الكلاسيكي» المتمثل في الاهتمام فقط بالأزمات التي تشبه التهديد الأخير الذي واجهه العالم.

وقال تقرير صادر عن برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة «الفاو» أن 750 ألف انسان يواجهون المجاعة حاليا في اليمن والصومال وأفغانستان وإثيوبيا وجنوب السودان، ونيجيريا ، مشيرا الى أن كلا من سوريا والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهاييتي ومنطقة الساحل، لاتزال بلداناً تثير قلقاً بالغا.

 الدستور -  كوثر صوالحة