النسخة الكاملة

ثلاثة عوائق تمنع شحن الحبوب من أوكرانيا

الخميس-2022-06-12 10:36 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - مع تصاعد المخاوف من حصول أزمة غذائية حادة في العالم نتيجة الحرب في أوكرانيا، أحد كبار مصدري الحبوب، أبدت فرنسا استعدادها للمساعدة على فك الحصار عن ميناء أوديسا.

وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير، إلى توقف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مما يثير شبح أزمة غذاء عالمية.

وقال مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "نحن في تصرف الأطراف لبلورة عملية تتيح الوصول إلى ميناء أوديسا في شكل آمن، أي تمكين السفن من العبور رغم وجود ألغام في البحر".

وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إن أزمة جوع مزمنة قد تؤثر على نحو 19 مليونا آخرين حول العالم على مدى العام المقبل بسبب نقص صادرات القمح وسلع غذائية أخرى من أوكرانيا وروسيا.

ورغم العرض الفرنسي، هناك عقبات كبيرة تقف في طريق إتمامه وإتمام خطة للأمم المتحدة لشحن الحبوب من أوكرانيا، بما في ذلك إقناع روسيا بتخفيف حصارها على الموانئ الأوكرانية، وإقناع كييف بإزالة الألغام التي زرعتها، ثم إقناع شركات الشحن والتأمين بأن الممرات آمنة للاستخدام.

وكانت تركيا قالت، هذا الأسبوع، إن خطة الأمم المتحدة لإقامة ممر بحري لصادرات الحبوب الأوكرانية، تشرف عليه أنقرة، "معقولة"، لكنها تتطلب مزيدا من المحادثات مع موسكو وكييف لضمان سلامة السفن.

وتريد الأمم المتحدة من الجانبين، وكذلك من جارتهما في الحدود البحرية بالبحر الأسود، تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، الاتفاق على ممر.

وتضيق المساحة الزمنية وينفد الوقت مع عدم وجود مساحة تخزين كافية لموسم الحصاد القادم في أوكرانيا ابتداء من نهاية يوليو.

خطة الأمم المتحدة 
وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اجتماع الأربعاء الماضي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بأنه مثمر، لكنه قال إن هناك حاجة لمزيد من المحادثات.

وقال لافروف إن مسؤولية حل مشكلة شحن صادرات الحبوب الأوكرانية تقع على كييف من خلال تطهير موانئها من الألغام. وأضاف أنها إذا فعلت ذلك، فستضمن روسيا ممرا آمنا للشحن بمساعدة تركيا.

لكن كييف تقول إنها بحاجة إلى "ضمانات أمنية فعالة" قبل أن يكون ممكنا لها بدء أعمال الشحن، معربة عن مخاوفها من أن موسكو قد تستخدم الممر المحتمل في مهاجمة ميناء أوديسا.

وقال مدير اتحاد الحبوب الأوكراني، سيرهي إيفاشينكو، الأربعاء، إن تركيا، التي لديها ثاني أكبر جيش في حلف الأطلسي وأسطول قوي، لا تملك القوة اللازمة لكي تلعب دور الضامن للممر الآمن.

وأضاف أن إزالة الألغام الموجودة في موانئ أوكرانيا على البحر الأسود هي عملية قد تستغرق ما يصل إلى شهرين أو ثلاثة أشهر وأنه ينبغي مشاركة القوات البحرية التركية والرومانية فيها.

عقبات أخرى
حتى إذا تم التوصل لاتفاق، فمن المرجح أن تكون تكلفة التأمين لأي سفينة تعبر في ممرات الشحن بالبحر الأسود مرتفعة للغاية، حسبما تتوقع رويترز.

وأصبح الوضع أشد إلحاحا بسبب نقص مساحة تخزين الحبوب في أوكرانيا.

ومن الممكن لمحصول 2021 استنفاد ما يصل إلى 35 في المئة من إجمالي سعة التخزين في أوكرانيا البالغة 61 مليون طن عندما يحل موعد الحصاد الجديد اعتبارا من يوليو، وفقا لمركز الأبحاث إيه.بي.كيه-إنفورم.

الشحن برا.. مستحيل؟
تعمل منظومة السكك الحديدية الأوكرانية بمعايير ومقاييس مختلفة عن الجيران الأوروبيين مثل بولندا، لذلك يتعين نقل الحبوب إلى قطارات مختلفة على الحدود التي لا يوجد فيها كثير من مرافق النقل أو التخزين.

وتكثف كييف أيضا جهودها للشحن عبر ميناء كونستانتا الروماني على البحر الأسود. لكن، اعتبارا من منتصف مايو، لم يمر سوى حوالي 240 ألف طن من الحبوب أي واحد بالمئة من الكمية العالقة في أوكرانيا.

وتتضمن إعادة توجيه الحبوب إلى رومانيا النقل بالسكك الحديدية إلى الموانئ على نهر الدانوب وتحميل الشحنات على المراكب للإبحار نحو كونستانتا، وهي عملية معقدة ومكلفة.

أهمية الحبوب الأوكرانية
تصدر روسيا وأوكرانيا معا ما يقرب من ثلث إمدادات القمح العالمية، وزادت أهميتهما بعد حظر الصادرات الهندية علاوة على سوء الأحوال الجوية بالنسبة للمحاصيل في أميركا الشمالية وأوروبا الغربية.

وأدت الحرب، إلى جانب العقوبات الغربية على روسيا، إلى ارتفاع أسعار الحبوب وزيت الطهي والأسمدة والطاقة.

ويثير هذا بدوره مخاوف من حدوث أزمة غذاء في البلدان الفقيرة، التي يعتمد بعضها على روسيا وأوكرانيا في توفير أكثر من نصف وارداتها من القمح.

وتعتبر أوكرانيا أيضا دولة مُصدِرة رئيسية للذرة والشعير وزيت دوار الشمس وزيت بذور اللفت، في حين أن روسيا وبيلاروس، التي تدعم موسكو في الحرب وتخضع أيضا لعقوبات، تصدران أكثر من 40 في المئة من الصادرات العالمية من البوتاس الذي يغذي المحاصيل .

مقدار الحبوب العالقة في أوكرانيا
الحبوب واحدة من الصناعات الرئيسية في أوكرانيا، حيث بلغ إجمالي قيمة صادراتها 12.2 مليار دولار عام 2021، وتمثل ما يقرب من خُمس صادرات البلاد.

وقبل الحرب، كانت أوكرانيا تصدر 98 في المئة من الحبوب والبذور الزيتية عبر البحر الأسود، بمعدل يصل إلى ستة ملايين طن شهريا.

وقال النائب الأول لوزير السياسة الزراعية والغذاء في أوكرانيا، تاراس فيسوتسكي، هذا الأسبوع، إنه مع إغلاق الموانئ وعدم قدرة منظومة السكك الحديدية على حمل الكميات الإضافية، لن تتمكن البلاد إلا من تصدير مليوني طن كحد أقصى من الحبوب شهريا. 

وفي مايو، زادت صادرات أوكرانيا من الحبوب والبذور الزيتية والزيوت النباتية بنسبة 80 في المئة على أساس شهري إلى 1.74 مليون طن، لكنها لا تزال أقل بكثير من مستويات مايو 2021، بحسب بيانات رسمية. 

وتتهم واشنطن روسيا باستخدام الغذاء كسلاح في أوكرانيا. ويقول الكرملين إن الغرب هو من تسبب في الأزمة بفرض عقوبات على موسكو.

وهناك حوالي 22 مليون طن من الحبوب عالقة في أوكرانيا منذ أوائل مايو بسبب تحديات البنية التحتية والحصار البحري. 

ومع ارتفاع الأسعار، تضطر وكالات الأمم المتحدة إلى خفض الحصص الغذائية للاجئين، بما يصل إلى النصف في أجزاء من منطقة الساحل الأفريقي على سبيل المثال بسبب النقص الهائل في التمويل.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير