جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: حمادة فراعنة
الحلقة الأولى
سجّل رأس الدولة الأردنية أنه أول زعيم عربي يلتقي مع الرئيس الأميركي بايدن بعد أن تسلم سلطاته الدستورية في واشنطن يوم 20/1/2021، حيث استقبل الملك عبدالله يوم 21/7/2021، وسجل رأس الدولة الأردنية أنه الزعيم الوحيد الذي يلتقي مع الرئيس الأميركي للمرة الثانية يوم الجمعة 13 أيار 2022.
وهذا يعود إلى ما قاله الرئيس بايدن على ان الأردن «شريك محوري للولايات المتحدة» في المنطقة العربية و»عنصر أساسي لتعزيز الاستقرار»، على قاعدة «الشراكة الاستراتيجية» في العناوين والقضايا الثلاثة: 1- تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، 2- محاربة الإرهاب، 3- مواجهة سياسات التطرف والأطراف الإقليمية المثيرة للمشاكل والتعقيدات وعدم الاستقرار.
في زياراته للولايات المتحدة يحرص رأس الدولة الأردنية على اللقاء مع ثمانية مؤسسات أميركية هي: 1- الرئيس، 2- نائب الرئيس، 3- الخارجية، 4- لجان مجلسي النواب والشيوخ، 5- المؤسسة العسكرية الجيش، 6- المؤسسة الأمنية المخابرات المركزية، 7- الطائفة اليهودية المتنفذة، 8- مؤسسات الإعلام المختلفة.
ولهذا يتمتع الملك عبدالله بمكانة مرموقة داخل الولايات المتحدة، تجعل من رؤيته وما يقدمه للمجتمع الأميركي، مأخذ الجد والمصداقية، حتى حينما يقدم ويتخذ موقفاً يتعارض مع رؤية الإدارة أو الخارجية أو بعض لجان الكونغرس.
فقد سبق ورفض قرار إدارة الرئيس ترامب الذي أعلنه يوم 6/12/2017 بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، وحينما أعلن ترامب بحضور نتنياهو يوم 28/1/2020 «صفقة القرن» كمشروع تسوية، وشكل في حينه رأس حربة سياسية في دعم الموقف الفلسطيني وفي رفض الموقف الأميركي.
في زيارته لواشنطن السابقة في شهر تموز 2021، والحالية في شهر أيار 2022، كان لفلسطين، الأولوية في القضايا التي ناقشها وبحثها مع الإدارة ومع الخارجية ولجان الكونغرس ومع غيرهم من المؤسسات، سواء من حيث ضرورة جمع الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة مفاوضات جدية تؤدي إلى حل الدولتين بما يضمن الإنسحاب الإسرائيلي وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، أو وقف الاستيطان، أو احترام المقدسات الإسلامية والمسيحية، واحترام حرمة المسجد الأقصى باعتباره مسجداً للمسلمين فقط، ودعم السلطة الفلسطينية والأونروا والعناوين التفصيلية الأخرى، إضافة إلى الموقف نحو سوريا والعراق وغيرهما، وهو بذلك يعمل على «الحفاظ على مصالح الأردن العليا باعتبارها الغاية والهدف».
الولايات المتحدة منشغلة بمصالحها الاستراتيجية التي تتعرض للاهتزاز، خاصة بعد المبادرة الروسية في اجتياح أوكرانيا يوم 24 شباط 2022، إلى الآن، ولهذا تعمل على إطفاء الحرائق وتهدئة المشهد السياسي في المناطق الساخنة، وهذا ما فعلته في فرض وقف إطلاق النار في اليمن، وهذا ما تسعى إليه في ليبيا، وما نجحت في فرضه على المستعمرة الإسرائيلية بوقف اجتياحات المستوطنين لحرمة المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان، وهكذا تسعى فقط من أجل إبراز شيطنة روسيا وإظهار المقاومة الأوكرانية، لأن الصراع في أوكرانيا هو روسي أميركي بأدوات أوكرانية، وحقيقة هو صراع على النفوذ العالمي حول ما يُسمى إنهاء سياسة القطب الواحد الأميركي والعودة إلى ما قبل نهاية الحرب الباردة بوجود القطبين الأميركي والروسي.