النسخة الكاملة

إصابات كورونا هبطت إلى الحدود الدنيا وانتهاء الجائحة منوط بمنظمة الصحة العالمية

الخميس-2022-05-10 09:53 am
جفرا نيوز -
جفرا  نيوز - معدلات الإصابة الأسبوعية بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 هبطت إلى الحدود التي لا تذكر في الأردن ولم نسجل اي وفيات على مدار اسبوع كامل وبالتالي التساؤلات كثيرة: هل اختفت كورونا أو تعايشنا معها أم بات خطرها وراء ظهورنا أو انتهت الجائحة ؟.

أسئلة كثيرة تدور في الاذهان ولكن برأي المختصين قد يختلف الوضع وقد تكون الإجابة مختلفة، فقد قال مستشار رئاسة الوزراء لشؤون الصحية مسؤول ملف كورونا الدكتور عادل البلبيسي إن انتهاء الجائحة غير منوط بدولة بل هو منوط بمنظمة الصحة العالمية فقط وهي من تعلن انتهاء الجائحة عالميا كما اعلنتها عالميا من خلال لجنة على مستوى عالي من الخبرات، مؤكدا أنه لا يمكن لأي سلطة صحية إعلان ذلك.

هذا العنوان يحتاج إلى أكثر من تفسير ورأي الخبراء يمكن أن يكون لم ولن تنتهي فالفيروسات ستبقى ولكن بإمكاننا التعايش مع كورونا ويمكن أن نقول سنودعه بعد الآن والسبب بحسب الدكتورة ميرال القدسي أخصائية الأمراض المعدية والسريرية أنه يمكن الآن القول أن عددا مقبولا من البشر باتوا يمتلكون ما يُطلَق عليه «المناعة الهجينة» (Hybrid Immunity)، وهي المناعة التي يكتسبها الجسم بسبب تلقي اللقاح بعد أشهر من الإصابة بالفيروس مثل أميركا الجنوبية، التي عصفت بها الإصابات الا أنها تسير حاليا نحو تلقيح نسبة كبيرة من السكان.

وقالت الدكتورة القدسي، إن كثيرا من الدراسات تقول أن ذوي المناعة الهجينة تستطيع أجسامهم إنتاج أجسام مضادة أكثر قوة من أولئك الذين تلقوا اللقاح دون إصابة سابقة (8) مرات، وأن هذه الأجسام المضادة نجحت في مقاومة عدة متحوِّرات من «كوفيد-19» ومقاومة أيضا للفيروس المتسبب في مرض «سارس» (SARS).

خبير الامصال والمطاعيم الدكتور وجيه عزام قال لـ»الدستور» إن هذه الدراسات ارجعت السبب بتفسير هذه المناعة الهجينة المكتسبة «لخلايا الذاكرة المناعية بي» (Memory B cells)، التي تستغرق وقتا طويلا نسبيا حتى تنضج وتتمكَّن من إنتاج الأجسام المضادة الفتاكة. في حالة الإصابة بالفيروس قبل تلقِّي اللقاح بعدة أشهر، تتمكَّن الخلايا «بي» من النمو على مهل، وعند تلقِّي أولى جرعات اللقاح، يتعزَّز رد الفعل المناعي بوجود هذه «الذاكرة» السابقة للتعرُّض للبروتين نفسه الخاص بالفيروس.

وأضاف هذا يفتح بابا علميا آخر يشير الى أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاح ولم يصابوا نعول مع الوقت ومنذ أخذ الجرعات المعززة أن تتمكن هذه الخلايا من إنتاج أجسام مضادة تصل إلى درجة المناعة الهجينة. 

واضاف نتأمل وهو أمر ليس غريب أو بعيد ومع حصول المناعة الكافية ان يتحوَّر الفيروس إلى أقل أشكاله خطورة ويتحوَّل إلى فيروس موسمي متوطِّن يُسبِّب نزلات البرد فقط وهو أمر وارد ونعول دائما على سلاح اللقاح. 

وتوضح استشارية علم الأدوية البرفسور دانيا المصري انه لا بد ان نتذكر دائما أن وصف المرض بالمتوطن لا يعني بالضرورة أنه بسيط. «هناك بعض الأمراض المتوطنة التي تقتل الكثيرين على سبيل المثال مرض الجدري الذي كان مرضا متوطنا، لكنه قتل ثلث من أصيبوا به. كما تعتبر الملاريا من الأمراض المتوطنة، لكنها تتسبب في مقتل 600 ألف شخص سنويا.

فيما يخص كوفيد 19 نرى منذ الآن إشارات إلى أنه أصبح أقل فتكا في حين أصبحت أجسامنا أكثر مقاومة له.

وتقول يعد المرض «متوطنا» في نظر علماء الفيروسات الذين يدرسون معدلات انتشار الأمراض، عندما تكون مستويات الإصابة به بقدر من الثبات يعني يمكن التنبؤ بمسارها المستقبلي.

ولكننا الى الآن ما زلنا نشهد إصابات ولكنها أقل بكثير من ناحية الانتشار، الا أن هناك رأيا علميا آخر يشير إلى أن المرحلة التي لا يعود فيها انتشار المرض مدعاة لاتخاذ إجراءات تقيد سير الحياة يعني أنه في طور النهاية والسبب المناعة التي أحدثها اللقاح والذي ساهم كثيرا في العمل على إنهاء الجائحة وعلينا أن ننتظر الخريف والشتاء وقد تكون النهاية قريبة. 

الدستور