بصمات اخوانية على اول محاولة لتنظيم نشاطات حراكية بمخيمات عمان وتقارب بين حراك البقعة ونشطاء الطفيلة
الإثنين-2012-06-04 03:06 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لا يبدو تنظيم الإسلاميين في الأردن لأول مسيرة شعبية من نوعها في مخيم الحسين للاجئين الفلسطينيين بقلب العاصمة عمان الجمعة الماضية حدثا معزولا عن أجندة التيار الأخواني التي تلفت نظر النظام السياسي لإنها لم تفقد بعد كل أوراقها وأنها تستطيع اللعب بورقة المخيمات الحساسة لتعزيزموقعها ضمن سياقات الحراك الشعبي الذي تصلب عوده تقريبا وإن كان قد ترنح على أعتاب غياب التنظيم والجسم الموحد عدة مرات.
وقد كان مخيم الحسين في وسط الحدث الحراكي الأردني تحت رافعة التيار الأخواني الذي إستطاع حشد ما يقارب 250 شخصا فقط تجولوا لعشرات الأمتار داخل المخيم رافعين شعارات سياسية أردنية لأول مرة منذ إنطلق الحراك الشعبي في المحافظات قبل عام ونصف العام. صحيح أن الوقفة الإحتجاجية في قلب المخيم كانت قصيرة وسريعة وظهر في هوامشها بعض كبار قادة الأخوان المسلمين وبينهم حمزة منصور وشارك فيها نشطاء من خارج المخيم وفقا لممثلي المخيمات في البرلمان الأردني.
وصحيح أنه لا يمكن القول بأن هذه الوقفة التي برزت كرسالة سياسية مباشرة تقرع جرس الأنذار أمام مؤسسات القرار هي ممثلة لأهالي المخيمات أو توحي بقرب ركوبهم لحافلة الحراك الشعبي.
لكن الصحيح أيضا انها وقفة لا يمكن تجاهلها ليس فقط لإنها المرة الأولى التي تشهد نشاطا داخل مخيم للاجئين تحت عنوان سياسي أردني إنما لإنها من حيث الإخراج والتنظيم والسيناريو مشهد منتج في مطبخ الأخوان المسلمين الذين خففوا صخب مشاركتهم في حراك عمان ودخلوا في حالة سبات تكتيية ترقبا لما سيجري في مصر ثم عادوا لكي يقولوا ضمنيا للسلطات الأردنية بأن جولات الحراك لم يقف نموها بعد وبأنهم - أي الأخوان المسلمين - لم يلعبوا بعد بورقة المخيمات.
بالنسبة للناشط السياسي البارز في مخيم البقعة للاجئين خالد عرار لا زالت أغلبية المخيمات مقتنعة بأن المخيم يخرج للشارع فقط من أجل فلسطين لافتا لإن الحركة الإسلامية موجودة في المخيمات لكنها ليسيت المسيطرة دون بقية القوى السياسية.
وبالنسبة للقيادي البارز في الحراك والمثقف السياسي جمال طاهات يقول الإسلاميون عبر وقفة مخيم الحسين نحن هنا وسنبقى هنا.
ضمنيا يعترف حتى نشطاء المخيمات المسيسيين بأن العناوين السياسية للحراك لا زالت غير جاذبة للوسط الفلسطيني لكن قصة الأسعار مختلفة لإن أهالي المخيمات يكتوون بنيران الأسعار كغيرهم تماما بل وأكثر.
من هنا يرى النشط جمال فوزي أحد الباحثين في سايكلوجيا المخيمات بأن الأخوان المسلمين وغيرهم يستطيعون إيجاد موطيء قدم لهم في أوساط مخيمات اللاجئين عندما يتعلق الأمر بقصة معيشية فيما يختلف معه عرار الذي يؤيد أن لا يخرج أهالي المخيم للشارع في نشاط سياسي إحتجاجا على سعر الدجاجة أو البنزين بل فقط وحصريا من أجل حق العودة وفلسطين.
الخلاف بين فوزي وعرار يعكس محاذير القلق في أوساط المخيمات الأردنية بعد محاولات متواصلة لإشراك الأوساط الفلسطينية بالحراك الشعبي وعناوينه الإصلاحية في الأردن وهي مسألة تثير الكثير من حساسيات جميع الأطراف فتم إستبدالها بتكتيك حراكي من طراز آخر حيث يحضر ممثلون لحراك الطفيلة مثلا نشاطات شعبية أو سياسية للمخيمات ويشارك نخبة من نشطاء مخيم البقعة في حضور نشاطات الطفيلة الحراكية بصفة رمزية دوريا. ورغم أن مشهد أول وقفة إحتجاجية في مخيم الحسين مثيرا للدهشة والسؤال إلا أن الحدث الأبرز تمثل في أن الأخوان المسلمين نظموا المناسبة في المخيم دون غيرهم وأرسلوا رسالتهم للنظام السياسي عشية بروز سيناريو إسقاطهم تماما من الحساب فيما يتعلق بحوارات قانون الإنتخاب قبيل إنتخابات 2012 التي اعلن الإسلاميون شروطا للمشاركة فيها.

