النسخة الكاملة

سلوكيات خاطئة داخل الأندية تعود سلباً على اللاعبين

الخميس-2022-04-24 12:35 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - اعتبر عدد كبير من الرياضيين المتابعين والمختصين في شأن كرة القدم الأردنية، أن اللاعب الأردني بشكل عام، لم يصل إلى درجة الاحترافية، بسبب غياب الثقافة الكاملة التي تخول أغلب نجوم الكرة المحلية اقتحام نادي المحترفين بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وبين المختصون أن اللاعب الأردني، يواصل ممارسة سلوكيات خاطئة، تنزع منه لقب اللاعب المحترف، وهو ما يؤكده التخطيط البياني لمستوى اللاعب خلال المباريات الممتدة خلال الموسم الكروي الواحد، أو خلال أكثر من موسم.

وأجمع متحدثون أن اللاعب الأردني يمتلك المواصفات التي تؤهله لاقتحام نادي المحترفين، ويحتاج فقط لإدراك طبيعة المتطلبات الحقيقية التي تجعل منه لاعبا محترفا بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

ويرى جبرين مناصرة الخبير البدني والطبي في الكرة الأردنية، أن اللاعب الأردني مؤهل لأن يكون محترفا حقيقيا، وفقا لإمكاناته الجسدية والفكرية، ولكنه يحتاج إلى الثقافة الكروية التي تساعده في الحفاظ على جاهزيته لممارسة كرة القدم بمستويات فنية ثابتة تقريبا، وفي جميع الأوقات.

واعتبر مناصرة أن الأندية شريكة في إبعاد اللاعب الأردني عن "نادي المحترفين الحقيقيين”، بسبب ممارسات خاطئة، أبرزها الفحوصات الطبية الوهمية التي تجرى للاعب، من أجل رفع التقارير إلى اتحاد الكرة.

وأضاف: فحوصات القلب التي تجرى للاعب الأردني في أغلب الأحيان هي فحوصات طبية وهمية، أو فحوصات غير مكتملة لا تفي بالغرض الحقيقي الذي أنشئت من أجله هذه الفحوصات.

وأضاف: فحوصات القلب مكلفة للأندية التي تعاني أصلا من أزمات مالية، ما يجبر تلك الأندية على إجراء فحوصات شلكية أو غير مكتملة، ما قد يتسبب في مشاكل للاعبين، ناهيك عن غياب فحوصات مهمة أخرى يحتاجها لاعب كرة القدم.

وبين مناصرة أن اللاعب الأردني يعاني من مشكلة مهمة، سببها غياب المختصين في الأندية، أو غياب الثقافة الكاملة عند اللاعب نفسه، وتتمثل في إهمال الانتظام في تدريبات اللياقة البدنية في صالة "الجم”.

وقال: "الأندية عادة ما تخصص شهرا واحدا في بداية مرحلة الإعداد، لإخضاع اللاعبين لتدريبات القوة في الجم، قبل أن تهجر تلك التدريبات، ما يتسبب في إصابات بليغة للاعبين، ما قد ينهي مسيرتهم الرياضية، مؤكدا أن إخضاع اللاعبين لتدريبات في صالة الجم، يجب أن يستمر على مدار الموسم الكروي، للحفاظ على عضلات نجوم الكرة”.

واعتبر مناصرة أن غياب التغذية المناسبة، يعد سببا في عدم احترافية اللاعبين، حيث الابتعاد عن الأكل الصحي المطلوب للاعب كرة القدم، والاعتماد على الوجبات السريعة بعيدا عن أي نظام صحي.

وقال: "عملية التغذية السليمة للاعب، يمكن تشبيهها بالسيارة التي تستخدم البنزين السوبر والبنزين العادي، فاللاعب المحافظ على تغذيته يشبه سيارة البنزين السوبر القادرة على العطاء والتقدم والتفوق والحفاظ على نفسها، فيما التغذية غير الصحية يمكن أن تلعب دورا في نفاد طاقة اللاعب أو عدم مساعدته على أن يكون في قمة تألقه”.

بدوره اعترف نجم فريق الحسين إربد السابق عارف حسين، بغياب الفكر الاحترافي عند اللاعب الأردني في الوقت الحالي، ما تسبب في إبعاده عن الاحتراف الحقيقي، بل أنه أفقد الكثير من المواهب فرصة التألق والاحتراف الخارجي في الوقت الحالي.

وقال: "خلال فترة لعبي في المنتخب الوطني ونادي الحسين إربد، لم يكن هناك احتراف في الأردن، وبالرغم من ذلك كنا كلاعبين نحافظ على أنفسنا قدر المستطاع وضمن الإمكانات الموجودة، بحثا عن النجومية والتألق، وكنا نستطيع التحليق أعلى في عالم الاحتراف لو كان هناك تطبيق للاحتراف في أوقاتنا”.

وبين عارف حسين أن غياب الإمكانات المادية عند الأندية، وعدم تطبيق الاحتراف، كان يتسبب في بعض الاحيان بسلوكيات غير احترافية عند اللاعبين، ولكن بشكل عام اللاعب السابق كان أكثر التزاما من اللاعب الحالي.

وطالب نجم المنتخب السابق جميع اللاعبين الحاليين بدخول عالم الاحتراف الحقيقي، من خلال الابتعاد عن السلوكيات الخاطئة مثل السهر وغياب الجدية في التدريبات، وضرورة الأكل الصحي والنوم الكافي، مشيرا إلى أن الفترة الحالية تعد ملائمة للاعبين لتحقيق مكاسب مادية ومعنوية في ظل إمكانية الاحتراف في أفضل الأندية.

أما المدير الإداري لفريق النادي الفيصلي حاتم عقل، الذي يعتبر أحد أبرز نجوم المنخب الوطني والنادي الفيصلي سابقا، فقد اعترف أن اللاعب الأردني يحتاج إلى ثقافة رياضية تقحمه في عالم الاحتراف الحقيقي.

وأضاف: الأردن زاخر بالمواهب الكروية القادرة على الاحتراف في أفضل الأندية المحلية والعربية والآسيوية بل والاحتراف أيضا في أوروبا، وهناك العديد من النماذج، ولكن بالوقت نفسه هناك مواهب كروية لم تستطع الاستمرار والصعود في عالم كرة القدم، نتيجة ظروف معينة أو ممارسات خاطئة بعيدة عن الاحترافية.

وبين عقل أن اللاعب الأردني مطالب بالحفاظ على نفسه، بعيدا عن رقابة المدرب أو النادي، فاتباع السلوكيات الرياضية من تغذية سليمة، والابتعاد عن السهر، مطلب أساسي، ناهيك عن دور الجهاز الفني في صقل موهبة اللاعب والحفاظ عليه من خلال التدريبات السليمة والمدروسة القادرة على بناء اللاعب بدنيا وصحيا وفنيا.

وأبدى عقل دهشته لعدم التزام لاعبين في دوري المحترفين بالممارسات الصحية، موجها لهم النصيحة بضرورة الالتزام إذا ما أرادوا الاستمرار طويلا في الملاعب، وإذا ما رغبوا بالحفاظ على نجوميتهم والتألق على صعيد المنتخبات الوطنية أو الأندية، لافتا النظر إلى اللاعب البرتغالي كرستيانو رونالدو الذي يواصل العطاء بتألق حتى الآن، رغم تقدمه بالعمر، بسبب حفاظه على التدريبات الجماعية والفردية، وعلى سلوكياته خارج الملعب، وهو ما يعكس فكره الاحترافي النموذجي والمتكامل.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير