النسخة الكاملة

كنائس القدس : الوصاية الهاشمية سندنا الوحيد

الخميس-2022-04-24 09:50 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لم يسلم مسيحيو القدس هذا العام من التضييق عليهم خلال صلواتهم في الاسبوع الاخير من الصيام الاربعيني، وكان الخناق قد اشتد على المصلين خاصة يومي الجمعة العظيمة وسبت النور، بحسب التقويم الشرقي.

الكنائس ومصلوها عانوا هذا العام من حرمانهم من الوصول الى القبر المقدس او حتى باحات كنيسة القيامة، ومنهم من منع دخول المدينة القديمة كلها باجراءات وصفت بانها «خطيرة وغير مسبوقة».

الاحتلال حاول هذا العام ان يكبل كلتا الذراعين في فلسطين، من جهة ما يحدث من اضطهادات في المسجد الاقصى - الحرم القدسي الشريف، ومن جهة اخرى ما حدث في ساحات كنيسة القيامة وتجاه روادها لصلاة سبت النور.

رؤساء كنائس في الارض المقدسة اعربوا عن ألمهم لما يحدث تجاه المصليين العزل مسيحيين كانوا ام مسلمين، مؤكدين ان كل سياسات الاحتلال التي تحاول زعزعة الوضع التاريخي القائم في القدس مرفوضة تماما، كما ان المساس بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس لن يكون امرا مقبولا ولا باي حال من الأحوال.

البطريرك ثيوفيلوس الثالث

البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن، قال «ان العنف والترهيب الذي مورس على ابنائنا القادمين للصلاة يوم سبت النور المقدس هو تصرف غير مبرر من قبل الشرطة الاسرائيلية، كما ان التضييق على آلاف الحجاج القادمين للصلاة، هو عمل غير منطقي، وسابقة تاريخية خطيرة تجاه المسيحيين في القدس، ورسالة سلبية موجهة لمسيحيي العالم، فكل هذه القرارات الصادرة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية تتناقض مع الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وتُشكل تحديا مرفوضا من قبلنا للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المحتلة، هذه الوصاية التي غدت السند الوحيد والداعم لنا في القدس».

واضاف اننا نرفض منع ابناءنا القادمين الى كنيسة القيامة من ممارسة حقهم في حرية العبادة كما نرفض منع إخوتنا المسلمين أيضاً من عباداتهم خلال الشهر الفضيل، ونستنكر كل ما يجري هذه الأيام من أحداث عنيفة في كنيسة القيامة وساحاتها وفي المسجد الاقصى- الحرم القدسي الشريف ومحيطه».

واستكمل غبطته الحديث قائلا : «نؤكد موقفنا الرافض مع كل الكنائس في القدس لما يمارس ضد مسيحيي هذه الارض، والذي بات سياسة تفريغ لهم من ارضهم، ونؤكد ايضا موقفنا التاريخي الثابت والراسخ من الوصاية الهاشمية لجلالة الملك عبد الله الثاني على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الذي سيبقى الداعم الاول لنا من اجل حماية مقدساتنا والحفاظ على نسيج مدينة القدس وتنوعها الحضاري والديني».

المطران ياسر عياش

النائب البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك المطران ياسر عياش قال : ان التعامل مع المصلين والمعتكفين في داخل المسجد الأقصى او الذين يريدون ان يصلوا في الكنائس بمدينة القدس كلها، بهذا الاسلوب المرفوض يؤدي الى صدامات قاسية لا يقبلها احد، وكلنا نرفض مثل هذه الصدامات وهي عباره عن خسائر من كل الاطراف ولا يجوز في اي حال ، فنحن نأتي للقدس لنصلي في هذه الايام، ولا نأتي من اجل شيء اخر.

واضاف نحب ونشكر كل من تدخلوا لتهدئة الأوضاع ومن أجل أن تكون الاحتفالات سلمية وتعبر عن الشوق ومحبة لله تعالى، نقدم امتناننا بشكل خاص لجلالة الملك عبدالله الثاني ونثمن وصايته الهاشمية على المقدسات المسيحية والاسلامية في القدس خصوصا بهذه الايام وتدخلاته ووساطته وعلاقته الدولية والمحلية لتهدئة الاوضاع في مدينة القدس والتي كان لها الفعل الكبير ، فللوصاية الهاشمية ولتدخلات جلالته تاثير عالمي يحترمه الجميع، نحن اليوم في القدس نعتمد كثيرا على وصاية جلالة الملك عبد الله على المقدسات المسيحية والاسلامية لما لها من فعل كبير في جميع الاوساط، ندعو الله تعالى ان تنتشر المحبة بدلا من الكراهية والعنف في أرض السلام.

المطران وليم الشوملي

النائب البطريركي للاتين في القدس المطران وليم الشوملي قال «للاسف هذا العام كان هناك تحديد حرية الدخول الى القدس القديمة وتقييدها بالحواجز وفرض دخول 4 الاف شخص فقط الى القدس القديمة من المسيحيين الذين يريدون صلاة سبت النور، وهذه اول مرة يحدث هذا الشيء، وكم هو مؤسف تقييد الحريات رغم أن بطريركية الروم الأرثوذكس رفعت قضية لمنع تحديد اعداد معينة في يوم سبت النور لان للجميع الحق ان يصل الى القدس القديمة ويحتفل بظهور النور من كنيسة القيامة».

واضاف» نحيي جميع الذين يعملون لخير القدس ونحيي الحكومة الاردنية الداعمة لقضايا القدس وجلالة الملك عبدالله الثاني صاحب الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الذي يتميز بالحكمة والوفاء، وأتمنى لجميع المحتفلين بالفصح المجيد بحسب التقويم الشرقي أطيب الامنيات».

أمين مفتاح كنيسة القيامة أديب الحسيني

وعن الاجراءات في ساحات كنيسة القيامة قال أمين مفتاح كنيسة القيامة وحامل ختم القبر المقدس اديب الحسيني :» تم مساء أمس الأول الجمعة وقبل اغلاق كنيسة القيامة ابوابها اجتياح قوات الاحتلال لها وافراغها من الوافدين اليها، حيث تم اخراج اعداد من الحجاج الاقباط من الكنيسة بالقوة، كان حدثا اليما داخل كنيسة القيامة ومحاولة الدفاع عن الحجيج الأقباط وهم كهول سارت دون جدوى».

واضاف «استيقظ سكان مدينة القدس على مئات الحواجز العسكرية والتي اغلقت المداخل الرئيسية لاسوار القدس القديمة كما انتشرت قوات الشرطة المعززة بالاسلحة في زقاق البلدة القديمة ومنعت منذ الصباح الباكر الحجاج والوافدين من الدخول والوصول الى كنيسة القيامة، حتى اولئك الحجيج والوافدين والذين يملكون تصاريح دخول الى داخل الكنيسة للاحتفال بطقوس سبت النور تم تحديد الساعة التاسعة صباحا لكي يسمح لهم بالعبور الى الكنيسة مما اضطر المئات من الانتظار المطول والمذل على الحواجز العسكرية المنتشرة.

واكمل الحديث قائلا : «لا فرح في القدس ، حتى العيد ممزوج بالمرارة والاسى والدم، في ظل التعامل اللاانساني للاحتلال حيال ابناء القدس،الامور ليست بخير طبعا ، فهناك اغلاقات واعتداءات على الحجيج والمحتفلين المصلين، كان يوما صعبا جدا، فقد تم اعتداء الشرطة الاسرائيلية على احد الرهبان والذي يرتدي الزي الديني خلال مراسم الاحتفال بسبت النور،ربما هذا العام من اسوأ الاعوام على المدينة المقدسة».

واكد « في ظل ما يحدث نجدد وقوفنا معا الى جانب صاحب الوصاية الهاشمية الملك عبدالله الثاني والذي لم يقصر يوماً في خدمته الشريفة للقدس واماكنها المقدسة فهو الراعي الامين لهذه الوصاية، ونجدد العهد والوعد له ان نكون معه الخادمون الاوفياء للقدس ارض السلام».

الدستور