النسخة الكاملة

استراتيجية الحائط الوهمي.. كيف تستفيد الفرق من الركلات الحرة وتطورها؟

الخميس-2022-04-08 11:12 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - توّج مانشستر يونايتد بلقب كأس الاتحاد الإنكليزي بقيادة لويس فان غال، وفي طريقه إلى النهائي واجه شروزبري في 22 شباط/فبراير 2016، ضمن منافسات الدور الخامس من البطولة. في تلك المباراة، فاز اليونايتد بثلاثة أهداف مُقابل لا شيء، ومن بينها الهدف الأجمل الذي سجله خوان ماتا من ركلة حرة في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول.

بعد المباراة، صرّح فان غال أنّ فكرة تنفيذ خوان ماتا الركلة الحرة، مستوحاة من استراتيجيات فريق ميتلاند الدنماركي، الذي كان خصم مانشستر يونايتد في الدور الـ32 من بطولة الدوري الأوروبي.

أخرج مانشستر يونايتد ميتلاند من البطولة حينها. وليتحقق ذلك، تعيّن على مُساعدي فان غال دراسة جميع الضربات الثابتة التي لعبها ميتلاند، لكونه أحد أفضل الفرق في أوروبا ابتكاراً لاستراتيجيات الركلات الحرة والركلات الركنية، بحسب قول نيكوس أوفرهول، الذي عمل سابقاً مع ناديي برينتفورد وميتلاند كمحلل أداء وكشّاف لاعبين.

من هو ماثيو بنهام "المعلم"؟
هناك شيء واحد يشترك فيه العديد من مدربي الكرات الثابتة في أوروبا، هو أنهم عملوا في مرحلة ما تحت إشراف ماثيو بنهام؛ مالك نادي برينتفورد الإنكليزي ونادي ميتلاند الدنماركي.

في محاضرات تحليل الأداء التي يُنظمها المصري حسن بلتاجي، محلل أداء المنتخب الألماني، يقول جيسون مورينو، محلل أداء نادي برايتون الإنكليزي السابق، إن برنامج "سبورتس كود"، وهو من البرامج التي يعتمد عليها لتنظيم تحليل الضربات الثابتة الخاصة بالخصوم، يساعد كثيراً في عملية تطوير الضربات الثابتة وفهمها، إذ يصف البرنامج كل كرة ثابتة لعبها الخصوم في مبارياتهم خلال الموسم. 

على سبيل المثال، يحصي البرنامج اللاعبين الذين يُدافعون في داخل المنطقة خلال الكرة الثابتة، والنظام الذي يُدافعون به (الرقابة الفردية ورقابة المنطقة)، وعدد اللاعبين الذين يتمركزون على حافة الصندوق في حال لُعبت الكرة بشكل قصير، كما يحصي عدد لاعبي الفريق الذين يُهاجمون في الكرة الثابتة (ضربة حرة أو ركلة ركنية)، وموقع لعب الكرة أو كما يُطلق عليها بالإنكليزية "Delivery Area".



كان ماثيو بنهام، ولا يزال، أحد أبرز الأشخاص الذين يؤمنون بالداتا في كرة القدم، ويعتبر مع توني بلوم، رئيس نادي برايتون، أحد أهم قادة ثورة إدخال علم تحليل البيانات إلى كرة القدم بشكل واسع، وسبق أن عملا سوياً في شركة استشارية للمراهنات، قبل أن ينفصل بنهام عن بلوم ويتجه إلى مساره الخاص. 

‏يقول راسموس أنكرسن المدير الرياضي في نادي برينتفورد: "إذا أراد الطرف الأضعف التفوق على الطرف الأقوى، فلا يمكنه فعل ذلك باستخدام أسلحة الطرف الأقوى نفسها". لذلك، فإنه يتفق مع مالك النادي بنهام؛ خريج الفيزياء من جامعة أوكسفورد الذي قضى عقوداً من عمره ليصبح عالِمَ كرة قدم، وهو يدرك أن الطرف الأضعف لا يمكن أن يفوز من خلال الاعتماد على أسلوب البقية نفسه. لذلك، قرر الاعتماد على تحليل بيانات كرة القدم.

محللو الضربات الثابتة الذين يعملون مع بنهام، يُقدمون باستمرار نماذج شاملة لتحليل الضربات الثابتة، وأفكاراً جديدة يُمكن تنفيذها، متسلحين ببيانات بنهام، في محاولة منهم لرفع نسق التطور في برينتفورد أو ميتلاند في الضربات الثابتة.

تطوير الضربات الثابتة

بالعودة إلى السنوات الماضية، حقق نادي ميتلاند أول لقب له على الإطلاق في الدوري الدنماركي (موسم 2014-2015). في ذلك الموسم، سجّل الفريق 25 هدفاً من أصل 65 من الضربات الثابتة في 33 مباراة. أما أقرب المنافسين، فسجل 11 هدفاً من ضربات ثابتة. 

كان مادز بوتيغريت، المُدرب المتخصص بالضربات الثابتة، أحد أهم أسباب تحقيق نادي ميتلاند ذلك الإنجاز، ويصفه زملاؤه بالقول إنه أنشأ سحراً خاصاً بالكرات الثابتة، وكان مُدرباً مُبتكراً يطور أفكاره بشكل متواصل، مع اعتماد الفرق المنافسة في الدنمارك وأوروبا على خططه.

وقد أكد أن أفكاره مستوحاة جزئياً من نهائي دوري أبطال أوروبا 2012، عندما فشل بايرن ميونيخ في هز شباك تشيلسي من 20 ركنية، في حين سجل ديدييه دروغبا التعادل من الركنية الوحيدة لتشيلسي.

في بطولة أمم أوروبا الأخيرة "يورو 2020"، سجّل منتخب الدنمارك هدفاً لا يُنسى ضد إنكلترا في المباراة الافتتاحية عبر ميكيل دامسغارد. سُدّدت الركلة الحرة بشكل جميل من حوالى 28 متراً، وسقطت تحت العارضة. هذه الكرة كانت لحظة خاصة بالنسبة إلى بوتيغريت، مدرب الكرات الثابتة الذي عمل مع منتخب الدنمارك في "يورو 2020"، قبل أن يُصبح لاحقاً ضمن طاقم هانزي فليك مع منتخب ألمانيا.


قبل أن تُنفّذ الركلة الحرة، شكّل المدافعون أندرياس كريستنسن وسيمون كيير ويانيك فيسترغارد، وهم 3 من أطول لاعبي الدنمارك، جدارهم الخاص أو كما يُطلق عليه "الحائط الوهمي"، على بعد أمتار قليلة من جدار منتخب إنكلترا. كانت هناك فجوة صغيرة بين كريستنسن (اللاعب الذي كان في نهاية جدار الدنمارك) وهاري كين (اللاعب في نهاية جدار إنكلترا)، ولكن عندما بدأ دامسغارد باتخاذ خطواته للتسديد، اتخذ زملاؤه خطوة إلى يمينهم، وأغلقوا مجال رؤية حارس إنكلترا جوردان بيكفورد في اللحظة الأخيرة.

الفكرة الأساسية من الحائط الوهمي الذي نفذه لاعبو الدنمارك بهدف دامسغارد، كان تشتيت تركيز الحارس بيكفورد أثناء تنفيذ الضربة الحرة، لكن هذه ليست الاستفادة الوحيدة فقط من الحائط الوهمي، فهناك أساليب مختلفة يُمكن اللجوء إليها.

أسرار الضربات الحرة
فريق آرهوس الدنماركي من الفرق التي تعلّمت العديد من الأفكار حول الضربات الثابتة من فريق ميتلاند، قبل أن تقرر المضي قدماً بابتكار أفكار جديدة لتنفيذ الضربات الحرة، وبشكل مختلف. وكانت لاستراتيجية الحائط الوهمي نصيب من ذلك.

في إحدى مباريات الفريق في العام 2020، عندما حصلوا على ركلة حرة مباشرة، شكّل 3 لاعبين من آرهوس جداراً بشرياً أمام الجدار البشري الخاص بالخصم، مع وقوف لاعبين أمام الكرة لتنفيذ الركلة الحرة. أثناء تمويه اللاعب الأول بأنه سيلعب الكرة، تفكك الحائط البشري لفريق آرهوس، ثم اتجه اللاعبون إلى داخل الصندوق في العمق والجهة البعيدة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير