النسخة الكاملة

منتخب الأردن إستفاد من اختبار سيراليون قبل مواجهة العراق بتصفيات المونديال

الأحد-2012-05-27 01:42 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز- خرج المنتخب الأردني لكرة القدم بعدد من الفوائد من اختبار نظيره السيراليوني في المواجهة الودية التي جمعتهما يوم أمس السبت على استاد عمان الدولي في إطار تحضيرات منتخب "النشامى" لإستضافة نظيره العراقي يوم الثالث من الشهر المقبل بإفتتاح التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقررة في البرازيل 2014.


نقول بأن منتخب النشامى تزود بالفوائد والتجربة الغنية للوقوف على نقاط الضعف، في وقت قد يتساءل فيه البعض عن ماهية الفوائد التي استنبطها منتخب الأردن وهو يواجه منتخبا ظهر محدودا بقدراته، معدوما بخطورته، متواضعا بأدائه.


في البداية علينا القول بأن محافظة المنتخب الأردني على مسيرة الإنتصارات في اللقاءات الودية يعد عاملا مهما في مرحلة الإعداد الحالية كون تحقيق الإنتصارات دون النظر لهوية المنتخبات التي يواجهها يكسب اللاعبين الثقة في قدراتهم في قادم اللقاءات مثلما تمنحهم الفرصة لتكريس ثقافة الفوز وترفع من منسوب المعنويات.


والفوز على لبنان بهدفين ثم على سيراليون بالأربعة - دون النظر للمستويات الفنية للمنتخبات التي يواجهها الأردن- ، فيها فائدة معنوية مهمة كان منتخب النشامى في قمة الحاجة لها، ولكم أن تتخيلوا لو لعب المنتخب الأردني لقاء وديا أمام منتخب البرازيل على سبيل المثال لا الحصر، وخسر النشامى بالخمسة، هل ستكون الفائدة هنا كبيرة..؟، قطعا لا... لأن الخسارة بهذه النتيجة "تحطم" المعنويات وتجعل اللاعبين بحاجة لوقت ليس بالقصير للخروج من الحالة النفسية المتردية التي سيعيشونها في حال الخسارة بهذه النتيجة حتى وإن كانت المواجهة "ودية"، ولأن الوقت لا يسمح في اخراج هؤلاء اللاعبين من وطأة هذه الحالة النفسية بوقت قصير، فإن الوقوع في المحظور سيكون أمرا حتميا والنتائج في اللقاءات الرسمية ستكون عكسية.. سلبية!!.


علينا ألا ننظر لطبيعة المنافس، والمدير الفني للمنتخب الأردني العراقي عدنان حمد أعلنها على الملأ قبل نحو شهر بأن كافة المنتخبات المتأهلة للدور الحاسم تجد صعوبة بالغة في تأمين اللقاءات مما يفرض على هذه المنتخبات خوض المواجهات الودية بغض النظر عن طبيعة وقوة المنتخب الذي سيواجهه، ذلك أن اللقاءات الودية تعود بالنفع على جاهزية المنتخبات أكثر من التدريبات اليومية، لأن الإحتكاك يعد مكسبا فنيا مهما قبل كل شيء.
ماذا استفاد المنتخب الأردني من مواجهة سيراليون؟.. ونقول بأن المستفيد الأول هو المدير الفني للمنتخب الأردني عدنان حمد الذي استخلص الدروس والعبر، فعرف من هو اللاعب الذي يمتلك القدرة الأكبر على استيعاب التعليمات وتنفيذها بالصورة المطلوبة، وبات يعرف من هو اللاعب الأكثر فاعلية في بعض مراكز اللعب التي يتنافس عليها لاعبين أو ثلاثة مثلا .


حمد تابع كل لاعب من كوكبة منتخب النشامى على حدا، ودوّن ملاحظاته "بالقلم والورقة" حول نقاط القوة والضعف في كافة مراكز اللعب وذلك لإيجاد الحلول الفورية قبل مواجهة العراق، مع التأكيد بأن فرص استكشاف قدرات اللاعبين والوقوف على ما يعانون منه من نقاط ضعف قد لا تظهر في التدريبات كما تظهر في اللقاءات الودية .

ومن الفوائد أيضا بأن حمد منح للمهاجم ثائر البواب فرصة المشاركة وبرغم أن الأخير لم يقدم شيئا في مباراة الأمس لكن لا يزال الحكم عليه سابقا لأوانه، وهذا اللاعب وبناء على سيرته الذاتية ومشاهدتنا لأكثر من شريط للقاءات خاضها في رومانيا، قد يكون لاعبا مؤثرا في صفوف المنتخب الأردني، لكن ليس في مباراة العراق المقبلة لأن الوقت لن يخدمه بعد لينسجم مع اللاعبين بالصورة المنشودة، ولكن أثر اللاعب سيظهر في قادم اللقاءات التي تلي مباراة العراق.. فما يريده حمد من البواب في الوقت الحالي هو الإنسجام وليس الأداء مع رفاقه اللاعبين.


المنتخب الأردني أمام سيراليون، طبق جمل تكتيكية هجومية مميزة في الشوط الأول وهذه الجمل سرعان ما تراجعت في الشوط الثاني، وهذا التراجع مبعثه الحسم المبكر لمنتخب الأردن للمواجهة حيث تقدم بالهدف الثاني في الدقيقة "30" إلى جانب أن اللقاءات الودية بطبيعتها تختلف عن اللقاءات الرسمية، وحماس واندفاع اللاعب وحرصه على تقديم جل عطائه على امتداد شوطي المباراة وتنبهه المستمر لخطورة اللاعب الخصم يتضاعف في اللقاءات الرسمية بصورة تفوق كثيرا اللقاءات الودية.


وبعيدا عن الفوائد، يجب علينا الإعتراف أن السلبية الأهم في لقاء منتخب سيراليون تكمن بالمنظومة الدفاعية للمنتخب الأردني التي لم تُختبر بالصورة السديدة نظرا لتواضع القدرات الهجومية لمنتخب سيراليون وهي حقيقة يجب الأخذ بها، وهو ما سيفرض على حمد بطبيعة الحال ومن خلال التدريبات المقبلة التركيز على الشق الدفاعي وبخاصة أن منتخب العراق يمتلك منظومة هجومية أقل ما يمكن وصفها ب"المرعبة".
عموما.. المنتخب الأردني قدم أداء متطورا أمام سيراليون على فترات شوطي المباراة، وشهدت المباراة في بعض دقائقها فتورا وتراجعا على اعتبار أن المباراة صبغت بالطابع " الودي ... والتجريبي" قبل كل شيء.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير