جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فيما تواصل روسيا عمليتها العسكرية على أوكرانيا، بدأت الشركات تعلن الهروب من السوق، ما ينذر بتداعيات خطيرة على عدد من الصناعات أهمها السيارات، والأغذية، والطيران.
وأمس، أعلنت شركة صناعة السيارات الألمانية "فولكسفاغن" عن وقف إنتاجها في مصنعين بسبب نقص الإمدادات إثر الأزمة الأوكرانية، كما علقت "نستله" الإنتاج في مصانعها في أوكرانيا. فيما أعلنت شركة "إيرباص" أنها تقوم بتحليل تأثير العقوبات التي أعلنتها المفوضية الأوروبية ضد روسيا على صناعة الطيران.
وفي سوق الشحن، تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في اضطرابات كبيرة في أسواق السلع، حيث أصيبت حركة الشحن والنقل بصدمة كبيرة. وذكرت وكالة "بلومبيرغ"، في تقرير حديث، أن سفينتي بضائع على الأقل أصيبتا منذ بدء قوات روسيا الهجوم على جارتها هذا الأسبوع. وأوضحت أن شركات التأمين إما لا تعرض تغطية تأمينية للناقلات، أو أنها تطالب بزيادات هائلة للقيام بذلك.
شركات ضخمة تعلق إنتاجها
وفي بيان، صرح متحدث باسم شركة صناعة السيارات الألمانية "فولكسفاغن"، أن الشركة تعتزم وقف إنتاجها في مصنعين لبضعة أيام. ووفق وكالة "رويترز"، قال المتحدث باسم الشركة، إنه تقرر وقف إنتاج الشركة لبضعة أيام الأسبوع المقبل في مصنعين ألمانيين، وهو ما يرجع إلى تأخير في تصنيع قطع الغيار في أوكرانيا. وأوضح أن النقص في سلسلة التوريد سيؤثر على المصانع في دريسدن، وتسفيكاو.
في سياق متصل، قالت شركة "إيرباص" عملاق صناعة الطائرات الأوروبية، إنها تحلل تأثير العقوبات التي أعلنتها المفوضية الأوروبية ضد روسيا على صناعة الطيران. وأوضحت الشركة وفق بيان، أنه من السابق لأوانه التعليق على تبعات تلك العقوبات.
وقال متحدث باسم الشركة، "ما زلنا نحلل تأثير العقوبات المعلنة على روسيا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، ومن السابق لأوانه التعليق بالتفصيل على تأثيرها، وسنلتزم جميع العقوبات والقوانين المعمول بها بمجرد دخولها حيز التنفيذ". وتابع أن "الشركة تراقب الوضع عن كثب مع شركائها وعملائها ومورديها، قائلاً "من المقلق أن نرى الوضع الأمني يتدهور بهذه السرعة في أوروبا".
في الوقت نفسه، أعلنت شركة "نستله" السويسرية العملاقة في مجال صناعة المأكولات، تعليق أعمالها مؤقتاً في مصانعها، ومخازنها في أوكرانيا. وقالت المجموعة السويسرية في بيان، إن "ضمان أمن موظفينا وحمايتهم أولويتنا، ولهذا السبب أغلقنا مؤقتاً مصانعنا ومخازننا وشبكتنا التموينية".
ونصحت "نستلة" موظفيها بالبقاء في منازلهم، واتباع تعليمات السلطات الحكومية والمحلية، مؤكدةً بقاءها على اتصال مستمر مع موظفيها. وأكدت أنها وضعت خطة طوارئ لإعادة إطلاق إنتاجها "عندما تسمح الظروف الأمنية"، لتتمكن من تأمين الإنتاج الغذائي للسكان المحليين.
في سوق الشحن، تسببت العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا في حالة من الاضطراب في شحن ونقل السلع، ومن المتوقع أن يطال الصراع عمليات شحن البضائع. وذكرت وكالة "بلومبيرغ" أن سفينتي بضائع على الأقل أصيبتا منذ بدء قوات روسيا الهجوم على جارتها هذا الأسبوع. وأضافت أن شركات التأمين إما لا تعرض تغطية تأمينية للناقلات، أو أنها تطالب بزيادات هائلة للقيام بذلك.
وأدى ذلك إلى تعقيد أسواق تجارة النفط وشحنه، إذ بدأت سوق النفط اتخاذ الحذر، خصوصاً في ما يتعلق بالصفقات الروسية. فيما قال محامون تجاريون، إن السلع القادمة من روسيا يجب أن يتم الإبقاء على تدفقها في نهاية المطاف، لكن هذا الحذر ربما يكون على المدى القريب والوضع يتغير بشكل سريع.
وقال هالفور إيليفسين، وهو وسيط ناقلات لدى شركة "فيرنلي أيه أس" في أوسلو، "أنا وسيط سفن منذ أكثر من 30 عاماً، ولا يوجد شيء في ذلك الوقت يمكن مقارنته بالفوضى التي نشهدها الآن... الجميع يأمل فقط في أن يتم حل ذلك بشكل سلمي قدر المستطاع".
وتسبب العدوان الروسي على أوكرانيا في زيادة حدة الضغوط المفروضة على سلاسل التوريد، التي تفاقمت بالفعل بسبب موجات تفشي فيروس كورونا، والقيود المفروضة على السفر، والعجز المتكرر في المكونات الرئيسة مثل الرقاقات الدقيقة. ومن المتوقع أن تتأثر حركة نقل البضائع من الصين إلى أوروبا، حيث تمر السفن عبر هذه المنطقة.
تجارة الحبوب تواجه أزمة خانقة
في الوقت نفسه، تعرضت صادرات السلع الأساسية من أوكرانيا، وهي أحد أهم موردي الحبوب في العالم، إلى حالة من الفوضى بعد أن أجبر الغزو الروسي الموانئ والسكك الحديدية على البدء في الإغلاق. وقال مكتب الرئاسة الأوكرانية في بيان، إن الموانئ مغلقة، في حين ذكر أحد أكبر مستخدمي السكك الحديدية أن الحكومة أوقفت حركة النقل.
وفي وقت سابق من الجمعة، كشفت مصادر مطلعة، أن الموانئ الأوكرانية ما زالت تقوم بتحميل وتفريغ البضائع من السفن الراسية بالفعل، لكن التجار لم يعد بإمكانهم حجز السفن لنقل البضائع من موانئ البلاد وإليها. فيما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" أن تجارة الحبوب العالمية تواجه أزمة خانقة بسبب المعضلة الأوكرانية، فقد حددت مصر، وهي أكبر مستورد للقمح، موعداً لتقديم مناقصة شراء يوم الخميس، لكنها مددت الموعد النهائي لتقديم الطلبات بعد أن تلقت عرضاً واحداً فقط.
وأشارت المصادر إلى أن سفينة واحدة على الأقل كانت تحمل القمح بميناء في أوكرانيا لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر، لكنها توقفت، وعاد الطاقم إلى الفندق مرة أخرى. وأوضحت المصادر أن تجار الحبوب كانوا يكافحون من أجل الحصول على تمويل للمكاييل المخزنة في صناديق في جميع أنحاء البلاد.
من ناحية أخرى، فرضت البنوك قيوداً على تمويل نقل السلع الأساسية داخل أوكرانيا، فقد انسحب بعض السكان تماماً، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. وأشارت المصادر إلى أن بعض البنوك الأوروبية بدأت أيضاً في تقييد التعرض لتجارة السلع الأساسية في روسيا وأوكرانيا قبل الغزو تحسباً لعقوبات محتملة.
وتسببت الأزمة في ارتفاع تكلفة الزراعة بالفعل، فقد زادت أسعار أسواق القمح والذرة عن الحد الأقصى المسموح به في بورصة شيكاغو. وقفزت العقود الآجلة للمحصولين بأكثر من 5 في المئة، في حين ارتفعت أسعار القمح في باريس بنسبة 16 في المئة إلى مستوى قياسي جديد.
وقالت وكالة النقل البحري والنهري الفيدرالية الروسية في بيان، إن الموانئ الروسية على البحر الأسود وأماكن أخرى تعمل بشكل طبيعي، لكن الشحن في بحر آزوف متوقف.