النسخة الكاملة

داودية في ذكرى وفاة والده : أغبط -ولا أحسد- الأبناء الذين عاشوا في ظلال آبائهم وما يزالون

الخميس-2022-02-26 09:11 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - استذكر الوزير السابق محمد داودية وفاة والده عن عمر يناهز ال(٢٩) عاماً وروى داودية احداث وفاة والده في المستشفى الطلياني عبر صفحته الشخصية فيسبوك ، وتالياً ما نشره … 

ذكرى عزيزة ...
في مثل هذا اليوم 1949.2.26 أَسلمَ الروحَ، والدي حسن سليمان الداودية أبو علي، في المستشفى الطلياني بعمان عن 29 عاما.
كان يعمل في الدائرة الزراعية في شركة I.P.C، شركة نفط العراق البريطانية. 
ولدتُ في الإجفور (H.4. حيفا 4) التي تسمى اليوم الرويشد، صبيحة السبت 1947.6.28.
أُدخِل والدي المستشفى الطلياني بعمان يوم الثلاثاء 1949.2.1، وتوفي فيها يوم السبت 1949.2.26. 
كانت كلفة الأيام ال 26 التي أقامها في المستشفى 26 دينارا. 
كان عمري حين وفاة والدي سنة و7 شهور و26 يوما. 
ظللت طيلة 68 عاما، اجهل كم كان عمري عندما توفي والدي. 
علمت بتاريخ الوفاة يوم الثلاثاء 2018.5.8 من مدير المستشفى الطلياني العريق، السيد نسيم سماوي، الذي عثر على ملف والدي الطبي وصوّره لي متفضلا.
أغبط -ولا أحسد- الأبناء الذين عاشوا في ظلال آبائهم وما يزالون. وأولئك الأبناء الذين قالوا بابا، ولم تظل حبيسة صدورهم. وأولئك الأبناء الذين تعرضوا لتأنيب آبائهم أو إلى تعنيفهم أو أكلوا من آبائهم لوزا و عسلا و كفّا.
ما زلت أذكر كيف كانت والدتي تغني لي، تهدهدني وهي تمددني على رجليها ودموعها تسح بهدوء على وجهها النبيل:
(حسرتي عالطير قصوا جناحه،
طير(ن) بلا جنحان كيف يطير).
لقد نما يا أماه جناحا الطائر الصغير، ورفرف، وما يزال يتعلم الطيران والتحليق.
يرحم الله والدي. 
يرحم  الله والدتي. 
يرحم الله أمواتنا أجمعين.