العمل طريق الاصلاح

  جفرا نيوز- بقلم د. عماد محمود اخو عميره

 نعيش اليوم في تخبط ممزوج بعدم ثقة وعدم رضا عن ما يحدث في مملكتنا الحبيبة من سياسات وقرارات في جميع المجالات حتى أصبحت النظرة سوداوية تلوح في كل مجلس وحديث , هذا الأمر الذي بدأ يتغلغل في مفاصل الدولة مما تسبب بإحباط واسع ممزوج بوضع اقتصادي يوصف بالاسوء , ناهيك عن الأبواق التي يتم تسليطها من الخارج لبث الإحباط .....

هنا لا بد لنا إن نتوقف قليلا لنتفكر بما يحدث من حولنا وما هو المخرج من ذلك الإحباط , يا سادة يا كرام لا بد أولا معرفة ما لنا وما علينا والإلمام بحقوقنا وواجباتنا وتغيير ثقافتنا التي أصبحت بلا معنى مبتعدة عن ثقافتنا الإسلامية وعن القيم والأخلاق , فالكل متخبط والكل يبحث عن ما يسمى المصلحة سواء أكان في القطاع العام أو الخاص متجاهلين بأنهم مكون في هذا الوطن الذي يضم الجميع , يتجهون نحو الاستقرار الفردي وتجاهلوا ما مصير الأجيال القادمة ومن ضمنهم أولادهم وأحفادهم ولم يسألوا ماذا تبقي لهم وما هو مستقبلهم , المسؤولين يبحثون عن الثبات والاستمرارية حتى أصبحت بعض القطاعات متعفنة لا تقدم ولا ازدهار ولا يجول في خاطرهم إلا التفكير والتخطيط لبقائهم , والمواطن في ضل عدم وجود الثقة أصبح بلا انتماء محبط , وكل تلك المجريات تتجه نحو الفشل وهنا للنظر الى القطاع العام مثالا .

إلا انه لا بد من شعاع للأمل يضع النقاط على الحروف والتغيير قادم لا محالة رغم العصف القوي الذي يجتاح جميع مراكبنا الخارجية والداخلية, إلا انه لا بد من التغيير على جميع المستويات في القطاع العام حتى نصل لثقافة المجتمع , ولا بد من النظر بأفق أوسع لمصلحة الوطن ليصبح أقوى أمام التحديات الخارجية المأزومة على الحدود , القيادة الهاشمية التي نفخر بها لم تتوانى في التوجيه والتسويق والتخطيط إلا أن ما يسمون أنفسهم الصفوة السياسية والقيادات الادارية في القطاع العام لم نسمع عنهم أي انجاز يذكر إلا من رحم ربي , وبعد خروجهم من مناصبهم يبدأ الكلام والانتقاد .....الخ مما زاد الشرخ وهم أولى بالمعاقبة من الذي يطلب الاصلاح في الشارع لما كان لديهم من أدوات للتغيير لم يحصل عليها من هو في الشارع.

الأيام القادمة تتطلب منا الكثير رغم التحديات التي أطبقت على أنفاس الوطن والمواطن , فيجب أن نعمل من إيماننا العميق بالله ونعلم ما هي واجباتنا وحقوقنا وان نؤديها بكل حذافيرها رغم الألم مدعومين بارادة ملكية تدعوا الى الاصلاح والتغيير , وان يتعلم من هم يتصدرون المشهد من الوصوليين بأنكم من هذا الوطن فمطلوب منكم أن تحافظوا عليه ولكم ثواب وعقاب سيأتي لاحقا فمن لا يستطيع التغيير إيجابا ليرحل من اجله ومن اجل الوطن والاجيال القادمة ولأننا اكتفينا من الخطط الورقية دون عمل وجد واجتهاد .

ليس الكل سيصبح معالي ولا سعادة ولا عطوفة الا انه لكل فرد في هذا المجتمع دور فعال واساس في بنيان شامخ اسمه الوطن .

ولنرجع إلى الأوراق النقاشية الملكية فهي خارطة طريق من المواطنة إلى أن تصل إلى إنفاذ القانون على الجميع , حفظ الله الأردن وقيادته الهاشمية من كل سوء والقادم اجمل بهمة الشرفاء .