النسخة الكاملة

الازمة الروسية الأوكرانية:محلل إماراتي لـ"جفرا"موسكو ستخوض أخطر حرب منذ الحرب العالمية الثانية .. و"الجوارنة"تركيا أمام أختبار صعب

الخميس-2022-02-21 12:26 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- تقرير أمل العمر 

في ظل المناورات الميدانية  وتصاعد التحذيرات من مغبة غزو أوكرانيا على روسيا تأجج التوتر على الحدود بين الدولتين فاكد الرئيس الأميركي جو بايدن إن مواجهة التصعيد الروسي لن يقتصر على العقوبات الاقتصادية وفي حال غزت روسيا فان واشنطن تتجهز لضربة تزلزل أقتصاد موسكو ، فهل المؤشرات تدل على أن روسيا تعتزم شن هجوم شامل على أوكرانيا ؟ وما هي الحسابات الميدانية والسياسية بشأن الأزمة الأوكرانية ؟ وإلى أي مدى ستذهب تركيا لدعم أوكرانيا ؟ هذه هي الاسئلة الأكثر تداولا و نقاشا في الأوساط السياسية وعلى شاكلة هذه الأسئلة تتقافز مئات الإجابات. 

 هل المؤشرات تدل على أن روسيا تعتزم شن هجوم شامل؟

يقول السفير الاردني السابق في اوزبكستان صالح الجوارنة لموقع "جفرا نيوز" أنه وبالرغم من التحذيرات والتهديدات من الطرفين لا اعتقد بأنها ستنشب حرب شاملة لكن قد يكون هناك اعتداءات على بعض الاجزاء من البلدين بالأضافة الى تبادل القصف لكن لن تصل الى "حرب عالمية ثالثة" كما قال رؤساء الدول امام مؤتمر ميونخ للأمن ويعود ذلك لقوة الترابط والتقارب  الشعبي الموجود في روسيا وأوكرانيا فجزء من الاوكرانيين المتواجدين في روسيا أصولهم تعود الى روسيا والعكس صحيح بالاضافة الى أن روسيا وأوكرانيا كانتا اعضاء في الاتحاد السوفيتي لذلك لن تجر البلدين الى حرب شاملة تؤدي الى حرب عالمية ثالثة .

من جانبه قال الرئيس التنفيذي لتريندز للبحوث " المحلل الاماراتي محمد العلي" : لاشك بأن المؤشرات الميدانية مقلقة، فقيام موسكو بحشد ما بين 100 و150 ألف جندي وقيامها بنقل مئات الآليات والقاذفات الاستراتيجية والصواريخ  الى الحدود مع أوكرانيا واجراء المناورات العسكرية، والتأكيدات الغربية،ولا سيما الأمريكية، القاطعة بأن روسيا تستعد للغزو، تمثل كلها مؤشرات على  احتمال قيام موسكو بخوض أكبر و أخطر حرب في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك تظل فرص استبعاد سيناريوالحرب كبيرة بالنظر إلى التأكيدات الروسية المتكررة بأن الحديث عن غزو روسي لأوكرانيا هو مجرد هستيرياغربية ،وبالنظر كذلك إد إدراك روسيا والغرب (الأوروبي والأمريكي) بأن تكلفة الحرب ومخاطرها ستكون باهظة على كل الأطراف، ولاسيما في ظل التهديدات الأمريكية والأوروبية بفرض عقوبات غير مسبوقة على موسكو ومحاولة عزلها دوليا . 

سيناريو الهجوم الشامل أمر محتمل في ظل حالة الحشد الميداني الحالي وأزمة الثقة بين الجانبين وعدم نجاح الناتو شرقا ، لكن فرص السلام وحل الأزمة تظل قائمة في ظل محاولات الوساطة المستمرة والإدراك المشترك لمخاطر الحرب على الجميع .

وبين هذين الاحتمالين يبرز احتمال اخر وقد يبدو مرجحا في حال فشلت جهود تجنب الحرب وهو قيام موسكو بتوجيه ضربات محددة الى أهداف استراتيجية في أوكرانيا دون عبور الحدود او الدخول في غزو شامل قد يكون مكلفا لروسيا عسكريا واقتصاديا وذلك بهدف الضغط على الغرب لتلبية الحد الادنى من المطالب الروسية وقد يكون هذا السيناريو الاخير أقرب الى سيناريو 2014 عندما قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم الى اراضيها . 

 الحسابات الميدانية والسياسية بشأن الأزمة الأوكرانية ؟

حول الحسابات الميدانية والسياسية للطرفين أكد الجوارنة أن الطرفين سيكونان خاسران لكن خسارة اوكرانيا اقوى من روسيا و يعود ذلك لان القوى العسكرية والاسلحة العسكرية اكبر وعدد من الدول تقدم الدعم المستمر لهم اما أوكرانيا والداعمين لها ستتأثر بطريقة أقسى ذلك لما تتأثر به اتفاقيات الغاز الروسي عن طريق أوكرانيا بالرغم من تواجد خط أخر لتمرير الغاز .

الطرفين لديهما الحنكة السياسية خاصة ان معلومات تقول بأن هناك  لقاءات عدة بين الرئيسيين الروسي والأوكراني لمحاولة حل الصراع الدائر لتفادي نتائج الحرب ان حصلت لافتا ان الأردن يدعو الجميع الى الحل السلمي والمنطقي للطرفين لعدم الوصول لحرب ثالثة لها أطراف عدة . 

العلي :  بالنسبة لأطراف الأزمة المباشرين، وأعني بهم روسيا وبيلاروسيا من جانب وأوكرانيا وحلفاءها الأمريكيين
والأوروبيين من جانب آخر، فالحسابات تختلف بحسب كل طرف، فروسيا التي حشدت كل هذه القوات والآليات العسكرية على الحدود لن تتراجع من دون تلبية الحد الأدنى من طلباتها الأمنية والمتمثلة في الحصول على ضمانات مكتوبة بعدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو وسحب قوات الحلف من الدول الشرقية المجاورة لروسيا، ومن الناحية الميدانية تستعد موسكو لكل الاحتمالات ولهذا فهي محاصرة أوكرانيا من مختلف الجهات: من الشمال بيلاروسيا، ومن الجنوب وجود روسي في  شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ومن الشرق دونباس حيث تدور حرب مع انفصاليين موالين لروسيا.

وأردف بتصريح خاص لـ"جفرا نيوز" أن تركيز الولايات المتحدة والغرب ينصب على دعم أوكرانيا عسكريا وتجهيز قائمة عقوبات ضخمة لعزل روسيا وضرب اقتصادها، وهنا نلاحظ أنه يتم الترويج لنظرية المؤامرة التي تقول إن الولايات المتحدة لا تقدم تنازلات لروسيا من أجل دفعها للقيام بالغزو لأستنزاف قدراتها وعزلها دوليا بمنظومة عقوبات غير مسبوقة؛ ما يسهم في إضعاف موسكو في النظام العالمي مستقبلا.

أما على المستوى العالمي فستخلق الحرب اذا اندلعت على الاغلب وضعا شبيها بحالة الحرب الباردة حيث ستنضم بعض الدول لدعم وتأييد روسيا وستقف أخرى داعمة لأوكرانيا وحلفائها الغربيين فيما سيقف اغلب العالم على الحياد .

إلى أي مدى ستذهب تركيا لدعم أوكرانيا؟

تبدو تركيا في موقف صعب بكل تأكيد فهي ترتبط بعلاقات مع كل من أوكرانيا وروسيا وفي حالة غزو روسي محتمل لأوكرانيا ستكون تركيا أمام اختبار صعب فهي من جانب عضو في حلف شمال الاطلسي (ناتو)وموقفها بالتالي يجب ان يتفق بالضرورة مع مواقف الحلف في الازمة والذي سيكون حتما داعما لأوكرانيا ولكنها في الوقت نفسه ترتبط بعلاقات قوية مع روسيا وتعتمد بشكل اساسي على الغاز الروسي كمصدر للطاقة هذا الى جانب العلاقات الاقتصادية القوية ، ومن هنا فهي لديها الكثير لتخسره لو وقعت الحرب وهذا ما يفسر لماذا تحاول لعب دور الوساطة في الازمة الاوكرانية الروسية ولكن اذا وقعت الحرب فلا شك بان الخيار الاول لأنقرة هو الأصطفاف الى جانب باقي أعضاء حلف الناتو مع توقع ان يكون هذا الاصطفاف في حده الأدنى حسب حديث العلي والذي اتفق معه الجوارنة فأكد الاخر انه  ليس من مصلحة تركيا التدخل بين البلدين وتقديم الدعم لأوكرانيا لذلك لن تقدم الدعم لكلا البلدين وان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حكيم ودبلوماسي في مثل هذه القضايا ويستطيع مقابلة الرئيس الروسي والحديث بكافة الملفات مضيفا ان الازمة سيتم حلها قريبا بواسطة لقاءات بين الطرفين او تدخل طرف ثالث لحل النزاع .