جفرا نيوز -
جفرا نيوز - النيجري المقدسي عاش في العاصمة الأردنية عمان خلال فترة السبعينيات و الثمانينيات وحتى التسعينيات وكان يذهب إلى وسط البلد بالعاصمة وهناك من يتذكر هذا الرجل وهو اشهر بائع فول سوداني في الأردن ..الذي كان يبيع الفول السوداني الساخن على قارعة الطريق، هذا الرجل الذي كنت أشاهده يوميا وانا في طريقي بالعام1979 وكان يثير فضولي دائما بسبب ملامحه الأفريقية الحاده، بقيت سنوات طويله وأنا أراه يقف في نفس المكان القريب من حلويات حبيبة النابلسي وفرع البنك العربي ولا يغير مكانه أبدا.
في يوم قررت أن أتحدث معه فذهبت لشراء بعض الفول السوداني منه وسألته عن حاله وأحواله فكان كثير الحمد، سألته من أين أنت؟ فنظر إلي مبتسما وقائلا أنت الرقم مليون الذي يسألني نفس السؤال والرقم مليون الذي سأجيبه نفس الجواب.
تابع قائلا: أنا أصلا هوساوي من نيجيريا ذهبت وأنا طفل صغير مع والدي رحمه الله تعالى في قافلة إلى مكة للحج والرحلات كانت في ذلك الوقت تستغرق شهورا طويلة، وتابع قائلا بعد إنقضاء شعائر الحج إنفصلنا عن القافلة وذهبت برفقة والدي إلى القدس الشريف لزيارة المسجد الأقصى وبعد فترة بسيطة من وصولنا لبيت المقدس مات والدي ودفنته هناك وبعد ذلك قررت أن لا أفارق والدي في مماته كما لم أفارقه في حياته، فبقيت هناك وعشت وترعرت في القدس وأصبحت واحدا من أهلها إلا أنه أثناء حرب 1967 كنت في عمان ولم أستطع العودة إلى القدس فبقيت فيها أعمل وأعيش وكم أتمنى أن أعود للقدس وأموت وأدفن فيها وكانت عيناه تذرفان الدموع عندما كان يتحدث عن القدس، وتابع قائلا لايوجد مثل رائحة القدس وهواء القدس وبركة الله كلها في القدس، رحمه الله وغفر له فلقد عاش ومات في عمان ولم يستطع العودة للقدس التي عشقها أكثر من أية بقعة أخرى .