النسخة الكاملة

التفاصيل الكاملة لعملية إنقاذ الطفل ريان

الخميس-2022-02-05 10:56 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تمكن عناصر الوقاية المدنية المغربية من إخراج الطفل ريان العالق في بئر منذ يوم الثلاثاء، في قرية من ولاية شفشاون شمال المملكة المغربية. وأظهرت لقطات مصورة نقلتها وكالة أسوشيتد برس نقل الطفل على متن سيارة إسعاف انطلقت به على الفور، وسط تطويق شديد من عناصر الوقاية المدنية، ويرجح أنه تم نقله إلى أحد مستشفيات الرباط.

وقددخلت فرق الإسعاف المغربية بعد ظهر السبت النفق الذي عملت على حفره، إلى أن وصلت إلى الطفل ريان البالغ من العمر خمسة أعوام، في البئر البالغ عمقها 32 مترا حيث سقط عرضا.

وأشار المسؤول في اللجنة المشرفة على عملية الانقاذ عبد الوهاب الثمراني مساء السبت، إلى انهيار خفيف للحجار داخل النفق، "لكنه لم يلحق ضررا"، فيما أوضح مصدر في السلطات المحلية لوكالة فرانس برس أن الجزء الأخير من الحفر، "تم بشكل يدوي وبحذر شديد لتفادي أي انجراف". وكان الترقب كبيرا في محيط النفق، الذي يتجمع فيه الكثير من المواطنين بانتظار نهاية سعيدة.

وبذلت جهود مضنية منذ الأربعاء للتمكن من إخراج ريان حيا، علما أن الوضع الصحي للطفل غير معروف حتى الآن. وكان والداه ينتظران داخل سيارة إسعاف، وضعت رهن إشارة الطفل على أمل إخراجه حيا، وفق ما شاهد مراسل وكالة فرانس برس.

وكانت فرق الإنقاذ عملت على تزويد ريان بالماء والأوكسيجين خلال الأيام الأخيرة، لكنها لم تتأكد من أنه استعملهما، حسب مراسلي وكالة فرانس برس.

وساد اعتقاد الجمعة بأن العملية اقتربت من نهايتها. لكن العمل تباطأ ولجأ المنقذون إلى الحفر اليدوي طوال الليلة الماضية بسبب مخاوف من انهيار للتربة وبعدما واجهتهم صخرة "أخرتنا كثيرا"، حسب الثمراني الذي أشار أيضا إلى المخاوف "من انهيار البئر".

وسعت فرق الوقاية المدنية إلى تأمين فتحة أفقية تمتد على ثلاثة أمتار تقريبا أملا بالنفاذ منها لاخراج الطفل، حسب السلطات المحلية، بعد دراسة تقنية لمهندسين طوبوغرافيين وأخصائيي الوقاية المدنية لطبيعة التربة المحيطة بالبئر بهدف تأمين جنبات الفتحة.

وكان الطفل البالغ خمس سنوات سقط عرضاً بعيد ظهر الثلاثاء في هذه البئر ذات القطر الضيق والتي يصعب النزول فيها، في قرية بمنطقة باب برد قرب مدينة شفشاون (شمال)، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية.

وروت والدته لوسائل إعلام محلية: "تجندنا جميعا للبحث عنه بمجرد أن اختفى (...) إلى أن علمنا أنه سقط في البئر". وقال والده لقناة التلفزيون العامة الثانية الجمعة: "أشكر كل الناس الذين يعملون على إنقاذه وكل الذين يدعموننا في المغرب وخارجه".

وحاول متطوعون من أبناء القرية وفرق الإنقاذ في البداية النزول إلى البئر لانتشال الطفل لكنّ قطرها الضيق حال دون ذلك.

وجرى التفكير أيضا في توسيع قطر البئر لكن المخاوف من انهيار التربة جعلت المنقذين يعدلون عن هذا الخيار، ليتم العمل على حفر نفق مواز وسط صعوبات وحذر شديد لتفادي أي انهيار.

"محدودية الآليات"

على الرغم من هذه التعقيدات نبه المسؤول في وزارة التجهيز أحمد بخري إلى "محدودية الآليات (...) التي لا تتجاوز قدرتها حفر 20 مترا في اليوم".

واضاف لموقع هسبريس المحلي الجمعة "كان بالإمكان النجاح في إنقاذه في أقل من 48 ساعة"، لولا "صعوبة وصول آليات بقدرة حفر أكبر تصل إلى 100 متر في اليوم" إلى موقع الحادث.

ويثير الحادث متابعة وتعاطفا على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، في المغرب والخارج. وغرد مدونون من بلدان كثيرة مثل الجزائر والعراق واليمن وكندا والولايات المتحدة بلغات متعددة للتعبير عن رجائهم إنقاذ الطفل.

وكتب أحدهم على "تويتر": "الملايين عبر العالم يحبسون أنفاسهم في هذا السباق مع الزمن لإنقاذ ريان". بينما وجه مدون آخر التحية لفرق الإنقاذ "الأبطال الحقيقيون (...) واصلوا هكذا العالم أجمع يعول عليكم".

وأعاد إلى الأذهان حادثا مماثلا في إسبانيا العام 2019 حين سقط طفل يبلغ عامين عرضا في بئر، انتهى بمأساة اذ عثر عليه ميتا بعد 13 يوما من عمليات البحث، مسببا حزنا كبيرا في البلاد.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير