جفرا نيوز -
جفرا نيوز- بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
لقد تعودنا في النظام العسكري وجلالته حفظه الله ورعاه جزءا من هذا النظام ، على عدة أنواع من الخطابات او التواصلات التي عادة ما تجري ما بين الرؤساء والمرؤسين .
فمثلا الخطابات التي تكون عادة بالمديح والثناء يتم إصدارها في حالة أن العسكر أو الوحدة العسكرية قد أبدعوا وقاموا بواجباتهم بطريقة فنية واحترافية اعجبت المسؤولين عنهم ، فإنهم يبعثون لهم برسائل شكر وتقدير وعرفان ، حتى يحفزون الأخرون من الأفراد أو المجموعات على الإقتداء بهم ولكي يشجعهونهم على المسير بنفس هذا النهج أو الطريقة.
أما الرسائل الأخرى من التواصل تكون عادة ما بين العسكري وقائده الذي لا يعلم حقيقة معضلة ما قد جرت في وحدته ، ولم يستطيع هذا العسكري أن يتجرأ على قولها للقائد أو لم يتمكن حتى من مقابلته لشرحها له ، فإن العادة جرت بأن يبعث العسكري برسالة توضح فيها الأبعاد والمسائل المخفية عن القائد ، لكي يتدبرها ويعالجها ويقف على حقيقتها .
ولكن هناك رسائل أخرى عادة ما يتجنب القائد إرسالها خطيا ، وهي التي تكون في حالة أن العسكري أو المجموعة التي تحت إمرته لم تقوم بواجباتها او قصرت بآدائها أو أخطأت بالتعامل مع قضية ما وكان أثرها سلبي ، فإن القائد يطلب المقصرين والمسؤولين عنهم إلى مكتبه ويرشقهم بوابل من البهادل والتوبيخات والتحذيرات أو أنه يحاكمهم على سوء افعالهم أو يحبسهم أو يفرض عليهم عقوبات معينة تجعلهم أو حتى أنه يطردهم من الخدمة ليجعلهم عبرة للأخرين .
وهنا انا أتساءل ومن باب الفضول والنصيحة !! لماذا توجه مثل هكذا رسائل ملكية للمسؤولين تتضمن وجود أخطاء حكومية أو تقصيرات واهمالات أو تقاعصات بالواجبات والأداء .
ولهذا فإن كل ما نريده من جلالة الملك أن يكون هناك وسائل إعلام علنية ترصد طلب هؤلاء المقصرين إلى اجتماعات محاسبية للمسؤولين ، يتم فيها توبيخهم ومسائلتهم فيما قصروا أو اهملوا وتقاعصوا عن أداء الواجبات المنوطة بهم .
ولنستذكر كلنا ما شاهدناه أثناء فاجعة تعطل ونقص الأوكسجين بمستشفى السلط ، وكيف توجه جلالة الملك الى المستشفى فورا ، ووقف على الحدث ، وقام ببهدلة المقصرين والمسؤولين في وزارة الصحة ، وقام عندها وزير الصحة بتقديم استقالته ثم تم إحالة المقصرين إلى القضاء ، لقد تم تداول هذه الزيارة وتبعاتها على كل مواقع التواصل الأجتماعي المحلية والعالمية ، وكان لها صدى إيجابي عند الشعب وحققت فوائد جمٌة عادت على الخدمة العامة في المستشفيات وعلى نفسيات المواطنين وذوي الضحايا .
كذلك كلنا نشاهد احيانا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي يخرج في كل اجتماعاته واحتفالاته عن المألوف ولا يصمت ، بحيث أنه يسأل ويحرج المسؤولين في كل زياراته ، ويهدد ويحاسب المقصرين فورا من مكان الحدث أو الإحتفال ، ولقد صرح بأن من يؤذي مصر أو المصريين فإنه سوف يخفيه من على وجه الأرض .
كذلك كلنا رصدنا أيضا الرئيس الراحل المغفور له بإذن الله صدام حسين ، الذي كان يحاسب ويعاقب علنا وامام الشعب وعلى كل وسائل الإعلام .
الرسائل التي يجب أن نسمعها من مقامكم السامي يا سيدي هي رسائل الاعتزاز والفخر والأعجاب والثناء على كل مسؤول قد أدى وواجباته على أكمل وجه ، اما الآخرين من المسؤولين المقصرين والمهملين فإننا نريد منك محاسبتهم ميدانيا وبموقع الحدث وعلى كل وسائل الإعلام ، ليكونوا عبرة لمن يعتبر .
حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الخير خطاكم.