جفرا نيوز - تأتي تأكيدات جلالة الملك عبد الله الثاني على ضرورة أن تلبي برامج الأحزاب وخططها طموحات المواطنين بكافة شرائحهم، في سياق الرؤية الملكية للتنمية السياسية التي تنطلق من حياة حزبية متطورة ووجود أحزاب قوية وفاعلة تمثلها برامج عمل واضحة، تعكس معها متانة النسيج الوطني بمختلف ألوانه وأطيافه السياسية والاجتماعية، ووفقا لهذه الرؤية الإصلاحية فالمطلوب دور أساسي للأحزاب في هذه المرحلة التي تشكل فرصة لتحقيق التنمية الشاملة وتعزيز المسيرة الديمقراطية.
جلالته وخلال لقائه أمس، في قصر الحسينية وبحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، شبابا ناشطين بالعمل السياسي والاجتماعي من مختلف المحافظات، شدد على دور الشباب في مسار التحديث السياسي، و ضرورة توفير الحماية لمشاركتهم في الحياة السياسية، والى أهمية تشكيل أحزاب وطنية تستند إلى برامج سياسية واقتصادية واجتماعية، بحيث يكون للشباب صوت قوي فيها، قائلا «نريد أحزابا قائمة على برامج، لا أشخاصا».
فالرؤية الملكية عكست فلسفته للحكم ومشاركة الأحزاب من خلال الأوراق النقاشية التي طرحها جلالته، حيث تُعد انعطافا للعمل السياسي الأردني، واهتمامه بالأحزاب والنظرة المستقبلية لمستقبل الأردن السياسي من خلال الأوراق النقاشية, ولقاءاته مع الشخصيات والفعاليات الحزبية والنقابية والشبابية.
كما أن التوافق على طرح الملك باتجاه الديمقراطية المتجددة والحكومات البرلمانية، في ظل وجود احزاب متآلفة أو متعاونة مع قوى سياسية من نفس الاتجاه قادرة على المساهمة في تشكيل حكومات، وهو ما يتطلب من الأحزاب السياسية تطوير برامجها وخططها وفق رؤية شمولية تعزز مكانتها وتكسبها تأييد المواطنين، ما يمكنهم من القيام بدور سياسي واقتصادي يرتقي بمستوى معيشة المواطنين.
الوزير الاسبق سميح المعايطة، قال إن رؤية جلالة الملك تقوم على توسيع المشاركة في اتخاذ القرار وتحديد مسارات الدولة في حل المشكلات سواء في البرلمان او الحكومات، مشيرا الى أن الأداة الاهم وهي الاحزاب التي تملك برامج ورؤى اقتصادية وتنموية واجتماعية تساعد في اتخاذ القرارات الاصلح للدولة.
وأضاف المعايطة أن الحزب البرامجي هو المطلوب، والقادر على أن يوسع قاعدته التنظيمية والشعبية عبر تقديم نفسه وبرامجه للاردنيين؛ ومن ثم الحصول على اصواتهم لدخول البرلمان ومن ثم الحكومة، لافتا الى أن البرامج هي مضمون الحزب وليس الشعارات العامة.
الدكتورة ميسون تليلان رئيسة الاتحاد النسائي الأردني العام, ثمنت الاهتمام الملكي في دعم المشاركة السياسية للمراة الاردنية، والتمييز الإيجابي من خلال الكوتا، مشيرة الى حرص جلالته على أن تكون المراة الاردنية حاضرة في التنافس و في الشأن العام.
وقالت تليلان إن مشاركة وانخراط المرأة بالأحزاب يشكل رافعه مهمة في مشاركة الجميع في الشأن العام في سياق احزاب برامجية، لافتة الى أن ما يقوم به الاتحاد النسائي العام من جهود تتؤاءم والتوجهات الملكية في تعزيز دور المرأة الأردنية ومشاركتها في برامج تدريب المترشحات للانتخابات.
وأشارت تليلان الى اهتمام جلالة الملك ليقود بنفسه عملية الاصلاح, من خلال تكليف اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، مثمنة اصرار جلالته على تفعيل دور المرأه والشباب في الحياة السياسية من خلال دسترة كل من شأنه ان يزيد من مشاركة المرأة في الشأن السياسي من خلال تعديل قانوني الانتخاب والاحزاب ليتم تشريع قوانين من شأنها زيادة مشاركة المرأة في الشأن العام.
وقالت رئيسة الاتحاد إن التشريعات وقانوني الانتخاب والأحزاب التي ستكون بناء على التعديلات الجديدة وعلى مدار العقود القادمة تحقق رؤية جلالة الملك بضرورة تبني النهج الديمقراطي, من خلال الرافعة الاساسية لتطبيقها الا وهي الاحزاب المبنية على برامج قابلة للتنفيذ مبتعدين عن العشائرية الضيقة لتحويله من مجلس خدمات الى مجلس تشريعي رقابي عبر انتخابات نزيهة تتسم بالشفافية.
الرأي