النسخة الكاملة

أكثر من 65 قتيلا في اشتباكات في الحسكة بين "داعش" الإرهابي والأكراد

الخميس-2022-01-21 09:24 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يشهد شمال شرق سوريا، الجمعة، اشتباكات عنيفة بين القوات الكردية ومقاتلين من تنظيم "داعش" الإرهابي تسببت بمقتل 62 مقاتلا من الطرفين وخمسة مدنيين، بعد هجوم نفذه "داعش" على سجن وأدى إلى فرار عدد من المعتقلين فيه.

في العراق، وفي تحرك لمجموعة أخرى من تنظيم "داعش" الإرهابي، قُتل 11 جندياً في هجوم استهدف مقراً للجيش العراقي فجر الجمعة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، كما ذكر مسؤول عسكري محلي.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحين هاجموا ليل الخميس إلى الجمعة سجن غويران الكبير في مدينة الحسكة الذي يضم آلافا من عناصر التنظيم.

وهو الهجوم الأكبر الذي يشنه تنظيم "داعش" الإرهابي منذ دحره في سوريا في آذار/مارس 2019.

وتصدّت قوات سوريا الديمقراطية وعمادها مقاتلون أكراد، للعملية. ودارت اشتباكات بين الطرفين لا تزال مستمرة، وأوقعت، وفق المرصد، 39 قتيلا من تنظيم "داعش" الإرهابي و23 من القوات الأمنية الكردية وخمسة مدنيين.

وتتواصل الاشتباكات داخل السجن وفي محيطه، بحسب المرصد الذي يستقي معلوماته من شبكة واسعة من المصادر في سوريا.

وتبنى تنظيم "داعش" الإرهابي عبر وكالة أعماق على تطبيق تلغرام "الهجوم الواسع" على السجن بهدف "تحرير الأسرى المحتجزين بداخله"، مشيرا الى أن "الاشتباكات لا تزال جارية في محيط السجن وأحياء أخرى".

وأشار المرصد إلى أن سجناء لم يحدد عددهم تمكنوا من الفرار ولا يزال "العشرات" منهم "طليقين"، فيما تم القبض "على نحو مئة".

وتسببت عملية التنظيم بحال من الفوضى في الحسكة، وبانقطاع التيار الكهربائي، ما اضطر مئات الأشخاص إلى مغادرة المنطقة.

وقالت أم ابراهيم (38 عاماً) لوكالة فرانس برس وهي تغادر منزلها في حي الغويران "المنطقة تشهد منذ أمس (الخميس) إطلاق نار وتحليق طيران واشتباكات وقتل شباب". وأضافت "الوضع سيئ جداً. لقد غادرنا بيتنا بسبب الاشتباكات. خفنا على أطفالنا".

وأشارت إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي "قتل أربعة شبان" من جيرانها "بينهم شقيقان".

دروع بشرية

وتحصّن مقاتلو تنظيم "داعش" الإرهابي في منازل المدنيين في حيّ الزهور القريب من السجن، واتخذوها "خنادق" لهم، بحسب بيان لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مستخدمين "المدنيين (...) دروعا بشرية"، فيما كانت القوات الكردية تطارد السجناء الفارين وتسعى إلى استعادة السيطرة الكاملة على الحيّ.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها "أحبطت محاولة فرار جماعية أخرى" الجمعة، موضحة أنها "ألقت القبض على 89 مرتزقاً في محيط السجن" بعدما "طوقتهم".

ولاحظت في بيانها أن "خلايا التنظيم" في حيّ الزهور "تطلق النار بشكل مكثف في محاولة لتوجيه رسائل أمل إلى المعتقلين داخل السجن".

ويضم سجن غويران نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات تنظيم "داعش" الإرهابي، استناداً إلى المرصد.

"خطر وجودي"

وأكد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وقوع الاشتباك، مشيرة إلى وقوع خسائر في صفوف القوات الكردية.

واعتبر التحالف في بيان أن تنظيم "داعش" الإرهابي، "لا يزال يشكل خطراً وجودياً ولا يمكن السماح له بأن يجدد نفسه".

ورأت المحللة في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة أن "عمليات الفرار من السجون وأعمال الشغب داخلها شكلت عنصراً أساسياً في معاودة تنظيم "داعش" الإرهابي الظهور في العراق وتشكل اليوم تهديداً خطيراً في سوريا".

وأشارت الى أن عددا من السجون في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد السوريون والتي يُحتجز قسم كبير من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، هي أصلا مدارس تُستخدم سجوناً وغير مناسبة تالياً لاحتجاز معتقلين مدة طويلة.

وتضم السجون الواقعة في المناطق الواسعة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا نحو 12 ألف مسلح من نحو 50 جنسية، وفق السلطات الكردية.

واندلعت الحرب في سوريا في آذار/مارس 2011 إثر قمع تظاهرات مؤيدة للديموقراطية، وباتت أكثر تشعبا على مر السنوات وشاركت فيها قوى إقليمية ودولية وشهدت تصاعدا لنفوذ المسلحين.

في آذار/مارس 2019، أعلن كلّ من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي إسقاط "دولة الخلافة" التي أقامها تنظيم "داعش" الإرهابي على مساحات واسعة في العراق وسوريا، وذلك بعد أن دحر آخر مقاتلي التنظيم من آخر معقل له في بلدة الباغوز في شرق سوريا.

ومنذ ذلك الحين، انكفأ مقاتلو تنظيم "داعش" الإرهابي بشكل رئيسي في خلايا متعددة إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق.

وكان العراق أعلن في أواخر 2017 انتصاره على تنظيم "داعش" الإرهابي بعد طرد المسلحين من كل المدن الرئيسية التي سيطروا عليها في 2014، فيما قتل زعيم التنظيم في عام 2019.

وتراجعت مذاك هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي بشكل كبير، لكن القوات العراقية ما زالت تلاحق خلايا نائمة في مناطق جبلية وفي البادية، لا سيما في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى حيث وقع هجوم الجمعة.

وقال مسؤول عراقي في ديالى طلب عدم كشف هويته إن "11 جنديا بينهم ضابط برتبة ملازم قتلوا في هجوم لعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي بأسلحة مختلفة بينها خفيفة".

ورجح أن يكون هؤلاء "استغلوا وعورة المنطقة وانخفاض درجات الحرارة" لتنفيذ هجومهم.

وأكد محافظ ديالى مثنى التميمي لوكالة الأنباء العراقية الهجوم، موضحا أنه استهدف "أفراداً من الفرقة الأولى".