النسخة الكاملة

وزارة الأشغال .. مشاريع متعثرة ومؤشرات انجاز ضعيفة وبيروقراطية مستحكمة

الخميس-2022-01-18 12:43 pm
جفرا نيوز -
بعض مشاريع الوزارة مضى عليها عشرة أعوام

طريق اربد الدائري .. جمرك عمان .. دير أبي ســـعيد السـموع تقترب من أرقام قياسية لسنوات التأخير

فترات الحظر بسبب كورونا كانت فرصة لإنجاز أسرع . 

جفرا نيوز- خاص

يوحي البيان الصادر عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في الثاني من الشهر الحالي حول مشروع الباص سريع التردد عمان-الزرقاء، أن المشروع يسير وفق الخطة الموضوعة، فيما الحقيقة خلاف ذلك تمام، فقد مضت ثمانية أشهر على موعد إنتهاء المشروع ولازالت نسبة الإنجاز فيه نحو 60%.

بيان الوزارة قال، أن نسبة انجاز الأعمال بمشروع حافلات التردد السريع عمان - الزرقاء" الباص السريع" للحزمة الأولى تبلغ 35٪ و للحزمة الثانية 68٪ والثالثة 65٪، وفي الحزمة الرابعة 80%، وأن نسبة الانجاز الكُلية تبلغ 60%، فيما، تشير 
وثائق العطاء أنه  كان يتوجب الإنتهاء من المشروع بالكامل في شهر أيار من العام الماضي.

وعلى نقيض تصريحات سابقة، قال وزير الأشغال العام المهندس يحيى الكسبي أن المشروع سينتهي في الربع الأخير من العام الحالي 2022، فيما كانت تصريحات سابقة لذات الوزير قد أعطت مواعيد أخرى لدى الوزارة التي تنفذ المشروع، ففي الرابع عشر من تشرين ثاني 2020 قال الكسبي في تصريح بثته وكالة الأنباء الأردنية أن المشروع سينتهي مع نهاية العام 2021، ومن خلال محرك البحث على جوجل سيجد المتصفح تصريحات ومواعيد متضاربة صادرة عن الوزارة بهذا الخصوص.

مشروع الباص السريع ليس أفضل حالا من مشروع جمرك عمان الجديد في منطقة الماضونة الذي انطلق العمل فيه منتصف حزيران من العام 2017 ولمدة عمل قدرت حينها بـ 900 يوم بما فيها أيام التعطل بسبب الظروف الجوية، أي أنه كان يفترض الانتهاء من المشروع قبل نهاية العام 2020، أي قبل دخول جائحة كورونا بعدة أشهر، إلا أن المشروع لا زال بعيدا عن الانجاز الكلي حيث يشير بيان وزارة الأشغال بداية الشهر الحالي إلى أن نسبة الانجاز بالمشروع بلغت 82.6%، فيما رفض وزير الأشغال المهندس يحيى الكسبي الإعلان عن موعد الانتهاء من المشروع خلال مناقشة اللجنة المالية النيابية موازنة وزارة الأشغال، ما يجعل الباب مفتوحا أمام الموعد المتوقع لانتهاء المشروع الذي نقترب من السنة الخامسة على انطلاق العمل فيه.

وعلى خطى مشروع الباص السريع داخل عمان، يسير العمل في مشروع طريق إربد الدائري الذي يدخل عامه العاشر ولا زال قيد التنفيذ، وهو حال طريق  طريــق دير أبي ســـعيد/ السـموع الذي مضت ثمان سنوات على بدء العمل فيه ولم ينتهي بعد، وليس بعيد عنه يق مشروع توسعة وصيانة طريق الشونة الجنوبية / (تقاطع الكفرين) الذي مضت ثلاث سنوات على بدء العمل فيه ولازالت نسبة الانجاز أكثر قليلا من 50% ما يشي بأن الطريق قد يحتاج لسنوات ثلاث أخرى قبل أن ينتهي العمل فيه، والحال في مشروع تنفيذ التقاطعات المرورية تقاطع الارسال وتقاطع مرج الحمام ليس أفضل كثيرا رغم تنظيم حفل اختتام العمل في تقاطع مرج الحمام برعاية رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في أيلول الماضي، إلا أن المشروع لم ينتهي بالكامل حتى الآن، فيما أعلن وزير الأشغال عن تأخير عام كامل في تنفيذ تقاطع الإرسال الذي كان يفترض الانتهاء من العمل فيه منتصف العام الماضي.

وعلى ذات المنوال يسير العمل في مشروع مشروع قصر عدل معان الذي بدء العمل فيه في العام 2015، ومشروع تنفيذ وحدات سكنية لمنطقة الملاحة دير علا/الأغوار الوسطى الذي انطلق في العام 2016، وغيرها من مشاريع المراكز الصحية والابنية المدرسية التي مضى على بعضها 3-5  سنوات بعد الموعد المقرر لإنجازها.

مشاريع وزارة الأشغال العامة والإسكان لم تكن من المشاريع التي تأثرت بجائحة كورونا، فقد بوشر العمل بغالبية مشاريع الوزارة بعد أسبوعين فقط من بدء الحظر بداية الجائحة، بل إن الحظر وتحديد ساعات الحركة شكل فرصة لتسريع الانجاز ورفع وتيرة العمل خصوصا في مشاريع الطرق، حيث كان العمل يتم خلال أوقات وفترات معينة على شوارع خالية من المركبات.

وتؤكد مصادر في الوزارة أن حجة التمويل لا يمكن إستخدامها لتبرير تأخر أي مشروع، فالوزارة ومنذ عدة سنوات لا تطرح أي عطاء الا بعد تسلمها المستند المالي له، اي ان كلفة المشاريع ومخصصاتها متوفرة ويتم تدويرها عاما بعد عام.
ويعيد مسؤولين في الوزارة بطء وتيرة العمل والانجاز إلى الكثير من المعيقات والمحددات منها ظروف الطقس، وجائحة كورونا، وضعف موازنة الوزارة، الا أن مدراء في الوزارة طلبوا عدم كشف هويتهم أكدوا أن البيروقراطية وبطء اتخاذ القرار وضعف قنوات التواصل بين الإدارة العليا في وزارة الأشغال والإدارات المختلفة كانت السبب الأول عن تأخر المشاريع خصوصا خلال العام والنصف الماضيان.