النسخة الكاملة

الرزاز ينصح الشباب من أين نبدأ كمواطنين؟

الخميس-2022-01-16 11:30 am
جفرا نيوز -

جفرا نيوز بقلم عمر الرزاز 
لا جيل يلغي جيلا، ولا استئثار من جيل على جيل. فالمجتمع الحي كالشجرة الوارفة الحية الضاربة جذورها في الأرض. الشباب هم الأغصان اليانعة لهذه الشجرة، مرتبطون بأغصان صلبة مرتبطة بالجذع المرتبط بالجذور
 ن نبدأ كمواطنين؟” سؤال يبدو بسيطاً لأول وهلة، ولكنه شديد الأهمية والخطورة، طرحته شابة أردنية ناشطة في جدل دار على إحدى منصات التواصل الاجتماعي حول جدوى الأحزاب والعمل الحزبي. هذا السؤال، على بساطته، يعبر عن المأزق الذي يجد الشباب الأردني نفسه فيه.
جوابي على السؤال الشبابي "من أين نبدأ كمواطنين؟”. لقد بدأتم! ربما لا تلحظون ذلك بسبب كثرة العقبات في طريقكم. ولكن المعيار ليس حجم العقبات وعددها، وإنما تصميمكم على الوصول إلى المواطنة الناجزة الفاعلة التي يتحدث عنها جلالة الملك في أوراقه النقاشية، وتصميمكم على مساءلة أصحاب القرار من الان، حتى وإن كانوا ليسوا منتخبين.
لماذا الشباب تحديداً؟ وكيف يسعى الشباب إلى إحداث التغييرات المطلوبة في التشريعات؟
لماذا الشباب؟ لأنهم فرصتنا الأكبر وتحدينا الأعظم. هذا "الخزان” الشبابي سوف يولد طاقات هائلة من الابداع والانتاج والقدرة على حل المشكلات. ولكنه لا سمح الله سيولد طاقات هدامة إذا بقي موصداً. هم الفرصة لأنهم الأقدر على فهم ومحاكاة التغيرات التكنولوجية والجيوسياسية التي تفرض نفسها على العالم أجمع. وهم شهدوا ما تم إنجازه في المئوية الأولى للدولة، وهو كثير، وهم حريصون على الحفاظ على هذا الانجاز، وخصوصا وهم يشاهدون مآلات دول في المنطقة تنهار وتتناحر. ولكنهم يرون الثغرات أيضا وليسوا مقتنعين بأن "ليس بالإمكان أكثر مما كان”. والأهم من هذا وذاك أنهم هم من سيرث الثلث الأول من المئوية الثانية ويمهدون الطريق للأجيال القادمة. 
ولكنهم أيضاً يشكلون التحدي، بل الخسارة الأعظم لأنفسهم وللمجتمع والوطن، إذا أصابهم الإحباط ووصلوا إلى حالة اليأس (ولهذا الحديث بقية في مقال لاحق)
.الغد