إلى روح أخي الحبيب نبيل المعشر في الذكرى السنوية الثالثة عشره لوفاته

جفرا نيوز - أخي نبيل سنوات تمضى والحزن يدمي والقلب يزداد حزناً ، فراقك موجع ، وذكراك تزيد عيوني دمعاً وحزناً وألماً ، آه يا نبيل كم كنت إنساناً وحساساً ، فذكراك وذكرياتك تثيرني وتهزني من عمق أعماقي ، تطحن الحاضر على الماضي ؛ لأنك الصادق والرائع والقريب رغم شقة الزمن ووجعه السرمدي ، لقد كنت موطني في مدينتي الأغلى والأحلى ؛ لكنها ما عادت أيامها بيضاء وردية كما كانت حين كنت تطل فيها معي ، أقول والدمع يترقرق من سويداء القلب كم هي الأيام صعبة ومرة بعدكم ؟ كم هي بطئيه تتحرك تارة إلى الأمام غير أنها تعود إلى محطتكم ترفع لي في مشيتها صوركم وحضوركم البهي ، لكن هيهات يبقى الفرح ! وهيهات يبقى الحب في زمن تتبدل فيه الأيام وترحل إلى النهايات ! .

آه يا نبيل ما أحسنك وما أقربك وما أقسى البعد عنك ، آخ ما أجف السنين وما أطولها بعدكم، وما عادت ترويني أيامها ها هي تهرع وتندم وتفزع تصم أذنها وتكسر مركب
الزمن، ها هو يتكسر كأنه سفينة تطيح فيها الموجة فلا تبقي ولا تذر.

آخ يا نبيل مضيت بسرعة البرق وكأن الزمن مضى في غفلة معك ، هل يعود الزمن يا ليت يعود زمانك ويرجع ؛ لكنه يمضي ولا يرجع ، زمان كنت فيه نخلة باسقة لكنه النوى ذوى ومضى لا طعم فيه ولا رائحة ، تلك هي الحياة لا أمان لها تمضي قطاراً في محطات العمر تأخذ وتمضي وتترك الحزن يفتح أبوابه فلا تجد بعدك أيها الحبيب ظلاً لنخلة أو فرحة
لياسمينة هدها الضياء وسرق عبقها وإذا هي تبكي كما البيلسان يجف يفجع فلا ابتسام الوليد يغني ولا القمر يضئ بدره في يوم كماله هاهي الحياة يا نبيل نحلم فيها بروحك الطاهرة نعود إلى أيامك العامرة لعطرها وطيبها لروحك وهي تفرح لصوت العصافير في الصباح وهي تشدو وتغني لكن أين أنت أيها الحبيب لا مجيب ولا حبيب ولا صوت يسمع
غير صوت القبر السرمدي .

آه يا نبيل ماذا أقول لك وأنا أودعك عاماً تلو أخر، وأخيراً أقول كفاك يا عين بكاء، فمالنا في هذه الدنيا بقاء، فاليوم حياة وغداً فناء، فما للحياة طعم دون
وفاء، مستذكراً ما قاله الشاعر:

يا أخا الذكريات أين اللقاء ؟ منك وعد أفي يديك وفاء ؟
عد فما أبقت الليالي صديقاً لصديق والحادثات بلاء
يا صديقان لم يزالا إلى أن فرق الدهر حين حم قضاء
وعدنا باللقاء ما زال حياً لم تقم في صدورنا البغضاء
لم أزل أدفع الليالي ليوم نلتقي فيه واللقاء صفاء
إيه يا روح نبيل حدثيني عن صديق ما عده الأصدقاء
عن أخ ما التقيته غير نزر ولنا في إخائه أصداء
رحمة الله جللي ذلك القبر وصبي الصفاء يا أنداء
وابعثي منه في الأخوة روحاً بين صحب بحبهم رحماء

أخاك المحب
هيثم القضاة