النسخة الكاملة

كيف يساعد خفض سن الترشح بتمكين الشباب سياسياً؟

الخميس-2022-01-11 09:03 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - وافق مجلس النواب على المادة 16 من التعديلات المقترحة على الدستور الأردني، التي تنص على تعديل المادة 70 من الدستور بإلغاء عبارة «أن يكون قد أتم ثلاثين سنة شمسية من عمره» الواردة في آخرها والاستعاضة عنها بعبارة «وفي قانون الانتخاب أن يكون قد أتم خمسا وعشرين سنة شمسية من عمره».

هذا التعديل، بخفض سن المرشح، جاء ضمن حزمة التعديلات، التي كلفت بإجرائها اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، بقصد تمكين الشباب والمرأة.

ويؤمَل من هذا التعديل، الذي لقي جدلا داخل أروقة مجلس النواب قبل إقراره، أن يشجع الشباب على المزيد من الانخراط في المشاركة السياسية، لجهة أن يكونوا عنصرا فاعلا، ليس فقط من باب الانتخاب، وغنما الترشح لعضوية المجلس.

 وطرحت على عدد من الشباب السؤال الآتي: بعد تخفيض سن الترشح، هل تفكرون بالترشح للمجلس القادم؟ فكانت الآراء متفاوتة.. بين متفق على إيجابية التعديل، ومن يعتقد أنه لن يغير كثيرا في الخريطة الانتخابية لمصلحتهم.

نضال البنا (27 عاما) يؤمن أن الشباب يمثلون قوة مجتمعية ذات طاقات فاعلة في هذا العمر وهم في مرحلة جديدة وضغوطات تعتبر الأولى من نوعها مقارنة بأعمارهم؛ «فهم على وعي بأنه حان الوقت للتغيير».

ويلفت إلى أن الشباب مدركون لأهمية مشاركتهم في عمليه صنع القرار ودورهم في العملية الديموقراطية والتنموية بعامة وما يقع عليهم من مسؤوليات جسيمة لتعزيز المشاركة الفعالة بالعملية الانتخابية، بالإضافة إلى دورهم الريادي في أن يترشحوا للانتخابات إذا كانوا أكفياء أو بالمشاركة في اختيار الممثل الشاب الذي يمثلهم ومؤازرته.

والبنا موقن بأن مشاركة الشباب في الترشح لانتخابات النيابية المقبلة بعد تخفيض سن الترشح ستمكنهم من إيصال تطلعاتهم وآرائهم إلى قبة البرلمان لمد جسور التواصل بين القوة الشبابية والعملية الديموقراطية نحو برلمان فاعل يلبي طموحاتهم واّمالهم لتنمية مجتمعاتهم وترك بصمتهم في المجتمع وتوجهاته وتحقيق التنمية المستدامة.

ويشير زيد المحارب (٢٦عاما) إلى أن الشباب الاردني عانى بشكل مضاعف خلال السنوات الماضية جراء تهميش دور الشباب في المشاركة السياسية.

ويدعو المحارب إلى تمثيل فئات الشباب في المقاعد والترشح للانتخابات، انطلاقاً من أهمية الدور والنسبة الشبابية بالمجتمع والسجل الانتخابي حيث يشكل الشباب ممن هم أقل من 40 عاما ما يعادل 63 بالمئة من إجمالي الأصوات الانتخابية.

وهذا، بتقديره، يتطلب تمثيلا حقيقيا للشباب لضمان مشاركة الجميع، بحيث يأخذ الشباب دورهم الطبيعي والمتقدم والريادي والوطني في خدمة المجتمع وحصولهم على حقوقهم.

وطالب المحارب قطاع الشباب بضرورة التفاف حول أنفسهم لضمان الوصول إلى حقهم في المشاركة في الترشح ويرفض تهميشهم من خلال تخفيض سن الترشح وضمان تمثيلهم في القوائم الانتخابية.

من جانبها، تتحدث لين المعاني (28 عاما) عن مرحلة جديدة تعنى بالشباب وهذه المرة مختلفة عن كل مرة بعد خفض سن الترشح إلى ٢٥ عاما، حيث أن الملك ينادي بالشباب والعزم على تحقيق المراد الذي يجمعنا كحلم نطالب بها منذ سنوات، واليوم، وكل مرحلة، تجعلنا أكثر عزما وأكثر إصرارا على قيادة الطريق التي أصبحت مغلقة في وجوه الشباب.

وتشدد المعاني على أن الشباب عندما يرون ملكهم بعزمه المستمر في جميع الخطابات واللقاءات مع الشباب وتحفيزه المستمر لهم، فإنهم لا بد أن يتشجعوا لخوض المرحلة القادمة لوضع الاْردن على خريطة تجعل منه شبابا أكثر إدارة وتحقيقا لرؤى وتطلعات الأردنيين، وتجعل الشباب أكثر ثقة في بناء مستقبل أفضل هم من يرسمونه.

وتؤكد رؤى الحياري (25 عاما) على دور الشباب الأردني بالمطالبة في استحقاقاته الدستورية ترشحا وانتخابا في الانتخابات النيابية المقبلة. لذلك «يجب على الشباب أن يجلسوا ويتحاوروا فيما بينهم للخروج بمرشحين شباب قادرين على تحمل أعباء هذه المرحلة الصعبة ومخرجاتها بشكل عام، وأن يكونوا مدركين لمشاكل الشباب وهموهم وتطلعاتهم بإفراز نواب شباب قادرين على تحمل ذلك».

وتبين ان هذا القرار في تخفيض سن الترشح جاء بتوجيه من جلالة الملك في أكثر من اجتماع، إيماناً منه بقدرة الشباب بأن يكونوا من صناع القرار ومن المشرعين للقوانين وكذلك مراقبين للأداء الحكومي وبخاصة فيما يتعلق بقضايا الشباب.

وترى أن تهيئة الشباب تحتاج قرارات حكومية وتكاتف جهود المؤسسات الوطنية حتى نؤسس جيلا قادرا على تحمل ذلك.

عبدالله جبور، باحث في الاجتماع السياسي ومدير مركز المواطنة يؤكد أن تخفيض سن الترشح سينعكس إجراءياً على مشاركة الشباب، ليس فقط في الانتخابات النيابية، بل وفي المشاركة الحزبية؛ لأن إشكالية الشباب في المشاركة السياسية أن قأنون الانتخاب يحد من وصولهم للسلطة.

ويعتقد الجبور أن جزءا من ابتعاد الشباب عن العمل السياسي والحزبي كان بسبب عقدة الثلاثين عاما لأن الشباب تحت سن الثلاثين يشكلون نسبة كبيرة وتعتبر هذه النسبة نصف أعداد المشاركين.

ويبين أن إشكالية الشباب كانت أنه لايوجد جدوى من خوض المعترك لأنهم لا يستطيعون الوصول للبرلمان وإحداث التغيير الذين يتطلعون إليه الشباب، فخفض سن الترشح سينعكس إيجابياً على مشاركة الشباب سياسياً وسيساعدهم في التعبير عن همومهم ومشاكلهم.

الى ذلك، يؤكد محي الدين هاكوز (٢٩ عاماً) أن على الحكومة، قبل التفكير بتخفيض سن الترشح، التفكير برفع مستويات وعي الشباب السياسي وقدرتهم القيادية وخوضهم هذه التجربة.

إذ يترتب على الحكومة «أن تضع برامج توعوية وتأسيسية مدمجة بالمدارس والجامعات حتى تؤسس جيل لديه وعي سياسي واقتصادي قادر على الوصول لأهدافه وتحديد احتياجاته ورؤيته لمستقبلهم».

ويؤكد هاكوز أن سن الترشح المقرر «ليس هو العامل ولا المؤشر للمشاركة في الانتخابات»، ويذهب إلى ضرورة التخلص من سيطرة الآباء والكبار على اختيارات أبنائهم والتصويت ضمن نظام معين تفرضه العشيرة أو العائلة.

ويرى أحمد معاوية أن مجرد تخفيض سن الترشح هو بحد ذاته انتصار للشباب، حيث يسعى الشباب للمشاركة الفعالة في العملية السياسية إلا أنهم مهمشون منذ زمن.

ويبين معاوية أن شباب يستطيعون الآن أن يفكروا بما يريدون من الحكومة ومن بلدهم دون التفكير بآلية التعبير، إذ يستطيع أي شاب مترشح أن يضع برنامجه الانتخابي ويحصد أصواتاً بناءاً على برنامجه وخططه وأهدافه التي يسعى من خلالها لدعم الشباب وتمييزهم.

من جانبه، يؤكد الخبير الشبابي الدكتور محمود السرحان أن الوقت قد حان للتخلص من سياسة الاحتواء والتبعية المفروضة على الشباب من قبل كبار السن. «نستطبع الآن إن نقول إن الكرة حاليا في مرمى الشباب ليشمروا عن سواعدهم وينزلوا إلى الميدان ويصنعوا ما يريدون لأنفسهم وللأجيال القادمة».

ويحض الشباب على التوقف عن التلاوم وإسقاط أسباب النكوص والتراجع والفشل على كبار السن، ويشدد على أهمية أن يكون هناك مدخلات إيجابية من الشباب وعمليات عقلانية راشدة تقود إلى مخرجات مجتمعية إيجابية كما يرغبون.

ويؤكد أن الأصل في تخفيض سن الانتخاب للشباب لسن 25 عاما هو دعم المشاركة الجادة والواعية في الانتخابات النيابية القادمة باعتبارها فرصة جديدة تتيح للشباب مشاركة أكبر وأوسع بكل ما يتعلق بحياتهم حاضرا ومستقبلا بحيث يكونوا أكثر تأثيراً في صياغة مستقبلهم.

وينبه السرحان إلى أن هذا التخفيض يجعل القوة بيد الشباب ويحولهم من مشهد المتفرج إلى اللاعب الذي يصنع الحدث وشروط تغيير أي لعبة فعلاً على أرض الواقع بدخول الملعب وصناعة الفوز عوضاً عن البقاء في مقاعد المراقبة والمتابعة والتشجيع للآخرين وتحفيزهم لصنع الحدث ولا غرور في ذلك، فمن يلعب بوعي ويشارك بهمة عالية يستطيع أن يحدث فرقاً ويسهم في تحديد مسار اللعبة بالنتيجة.

الرأي