جفرا نيوز -
جفرا نيوز- أكد أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة أن احتمالية الإصابة بفيروسين تنفسيين بنفس الوقت كالإنفلونزا وكورونا تزداد في التواجد بالأماكن المزدحمة.
وأضاف في مقابلة صحفية أن الأشخاص الذين يتواجدون في الأماكن المزدحمة كالمنشآت التي تقدم خدمات للمواطنين، أو الأسواق أو الأماكن التي تشهد تجمعات وازدحاما، هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروسين تنفسيين معا كالإنفلونزا وكورونا، حيث يكون هناك خليط ومزيج من الفيروسات التي تنتشر في مثل هذه الأماكن، وقد يلتقطون الفيروسين ويصابون بهما.
وقال الطراونة ان الإصابة بالفيروسات التنفسية تحدث عادة في فصل الشتاء، والإصابة بفيروسين معا أيضا واردة، وليست أمرا جديدا، لكن بسبب تسليط الضوء عليها مؤخرا بدأت التساؤلات حولها بشكل أكبر خصوصا مع انتشار فيروس كورونا ومتحوراته، ومدى تأثير توأمة هذه الفيروسات على الجسم والجهاز المناعي، لافتا الى انه نتيجة الانتشار الكبير لكورونا فإنه قد تحدث الإصابة بفيروسين معا وعلى رأسها الإنفلونزا وكورونا.
ولفت الى ان هناك إصابات سجلت بالفعل بكورونا والإنفلونزا معا حول العالم، ما أدى الى زيادة في الأعراض وحدتها، خصوصا مع الانتشار الواسع «لأوميكرون»، إذا ما علمنا أيضا ان 85% من المصابين بكورونا قد لا تظهر عليهم الأعراض، وهذا يعتمد على مناعة الشخص اذا كان لديه أمراض مزمنة قد تؤدي لزيادة المخاطر.
وعن الأعراض المصاحبة للإصابة بكورونا والإنفلونزا معا، بين الطراونة انها تكون أكثر وضوحا وشدة، خصوصا على الفئات ذات الاختطار العالي مثل أصحاب الأمراض المزمنة ونقص المناعة والحوامل وغيرهم، فيكون هناك تعب عام وإعياء وآلام في المفاصل والعظام والسعال والعطاس الذي قد يمتد لأسابيع، ومن الممكن ان يحدث التهاب رئوي شديد، وذلك لأن الجسم يتعامل مع فيروسين يؤثران على الجهاز التنفسي والمناعي بنفس الوقت.
وأشار الى انه من الممكن ان تصاحب الإصابة بفيروسين بنفس الوقت، متلازمة ما بعد الإصابة بالفيروسات التنفسية والتعافي، وبعض الأعراض قد تستمر لفترات طويلة، كالآم بالصدر وصعوبة بالتنفس، والسعال الذي يستمر لفترة طويلة، مما يؤدي لالتهاب رئوي سيما عند الفئات ذات الاختطار العالي، وارتفاع الإدخالات للمستشفيات.
واعتبر الطراونة ان الالتهاب الرئوي يصنف من خفيف الى متوسط الى شديد، وفي الحالات الخفيفة فإنها تعالج في المنزل، والمتوسطة داخل أقسام العزل بالمستشفيات، أما الشديدة تعالج في أقسام العناية الحثيثة، وهذا كله يعتمد على تقييم الطبيب الأخصائي المعالج. وفيما يتعلق بكيفية تشخيص المصابين بفيروسين تنفسيين في نفس الوقت، أوضح ان التمييز سريريا بهذه الحالة يكون صعبا، لأن الأعراض تتشابه بشكل كبير، والإصابة تحدث التهابا بالمجاري التنفسية العليا والسفلى، ويتم التشخيص من خلال المسحات الأنفية التي تبين ماهي الإصابة الموجودة،?لكن بشكل عام تكون الأعراض أكثر وضوحا وحدة.
وبخصوص المتحور «اوميكرون»، لفت الى ان الإصابة به تكون خفيفة لمتوسطة، لكن خطورته تكمن في احتمالية اصابة الأشخاص الذين أصيبوا سابقا ومن تلقوا اللقاحات 3 أضعاف المتحورات الأخرى، كما ان فترة حضانته تصل الى 3 أيام وهي قليلة إلا أن انتشارها سريع ويصل لشرائح مختلفة من الناس، وبوقت زمني قصير. وطالب الجهات المختصة بضرورة الانتباه الى احتمالية انتشار اوميكرون بشكل واسع خلال الفترة المقبلة، واحتوائه أكثر ما يمكن، لأن أعداد الإصابات عندما ترتفع بشكل كبير وفي وقت زمني قصير، فإنها ستؤدي الى تعطيل للكوادر في المنشآت التعليمية والاقتصادية والصحية، مما يعني انها قد تعاني بالفترة المقبلة نتيجة التعطل.
وشدد الطراونة على ان المطاعيم ليست علاجات سحرية، فهي لا تحمي من الإصابة بالفيروسات، بل تقلل من احتمالية الإصابة لكنها واردة، سواءً للإنفلونزا أو كورونا، ورغم أهميتها، إلا ان التركيز يجب ان يكون ايضا على الإجراءات الفاعلة والوقائية، كالتباعد وارتداء الكمامة وغسل اليدين وتهوية المنازل خصوصا بالشتاء.
الرأي