النسخة الكاملة

تعرف على سيدة وول ستريت الأولى

الخميس-2022-01-03 09:20 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - من متجر صغير في مدينة بروكلين بنيويورك، إلى شركة كبرى في وول ستريت الأشهرعالمياً في عالم المال والأعمال عالمياً.. هكذا تحولت الأميركية من أصل أفريقي أرنستا بروكوب من مجرد وسيط صغير في مجال التأمين، إلى واحدة من عمالقة الخدمات المالية والعقارية.

أصبحت بروكوب تعرف باسم "السيدة الأولى في وول ستريت" بعدما صنعت التاريخ في عام 1979، عندما نقلت أعمالها كمؤسسة ورئيسة ومديرة تنفيذية لشركة "إى. جي. بومان" إلى حي المال العالمي.

كانت بدايتها تنحصر في بيع وثائق التأمين على السيارات والمنازل بكلفة 25 دولارا، ثم أصبحت الوسيط المسجل لهيئة الإسكان في مدينة نيويورك ووسيط التأمين لبناء الجزء الخاص بالولايات المتحدة من خط أنابيب ألاسكا الشهير.

حصلت بروكوب لشركتها على ترخيص بالعمل في كل الولايات الأميركية الخمسين، وكانت من بين عملائها شركات "آي بي إم" وفيليب موريس، وجنرال موتورز، وتايم وورنر، وكرافت، وبيبسيكو.

الانتقال إلى وول ستريت

وعند الانتقال إلى منطقة وول ستريت، نمت شركتها من 3 موظفين مسؤولين عن التأمين على المنازل والسيارات، إلى شركة وساطة مؤلفة من 33 شخصاً تخدم التعاملات التجارية مع أكبر الشركات الأميركية.

درست بروكوب في معهد Pohs للتأمين والعقارات، وحصلت على رخصة الوسيط لمساعدة زوجها الأول ألبين بومان في مشروع العقارات الذي بدأه، ثم أسست شركة التأمين التي سمتها على اسمه بعد وفاته في عام 1953. وبعد عام من الوفاة تزوجت من جون بروكوب، مدير التسويق والإعلان الذي أصبح في ما بعد ناشراً لصحيفة أمستردام نيوز الأسبوعية التي يقع مقرها في هارلم.

كانت الشركات الأميركية ترفض التأمين على الممتلكات في مناطق تجمعات الأقليات بعد أعمال الشغب في أواخر الستينيات، بينما عملت بروكوب مع حاكم نيويورك نيلسون روكفلر ومشرعى الولاية على ما أصبح "خطة نيويورك فى الوصول العادل إلى متطلبات التأمين" المعروفة باسم (FAIR)، لضمان تغطية تأمينية لأصحاب المنازل في الأحياء ذات الدخل المنخفض، قبل أن يتم تبني تشريعات مماثلة في أكثر من عشرين ولاية أخرى.

قضت بروكوب جل وقتها في قطاع العقارات باشتقاقاته المختلفة، حيث قامت بإعادة تأهيل وبيع حوالي 500 مبنى مصنوع من الحجر البني في بروكلين من عام 1955 حتى عام 1970.

ولبناء وتوسيع شركتها، اضطرت أرنستا لتأجير سيارات ليموزين لجلب مديرين تنفيذيين لشركات التأمين من مانهاتن لكى يروا أن في بروكلين منازل تستحق التأمين، وكانت تقول "لم يعرفوا أن المنطقة يوجد فيها مالكو منازل من الطبقة المتوسطة، من السود والبيض، الذين يحتاجون ويستحقون التغطية من خلال التأمين".

وساعد بروكوب على التميز في ما تقوم به جمعها قاعدة بيانات عملاء من الشركات التي كانت تتعامل معها قبل عقود مع إدراك العالم أهمية معلومات العملاء التي أصبح بيعها يتم بعد ذلك بملايين الدولارات.

تكريم في البيت الأبيض

فى عام 1972، تم تكريم بروكوب باحتفال في البيت الأبيض وتم إعطاؤها جائزة امرأة العام من قبل السيدة الأولى، زوجة رئيس البلاد باتريشيا نيكسون، أيضاً تم تعيينها من قبل الرئيس چيرالد فورد سفيرة خاصة في جامبيا وشغلت منصب عضو مجلس إدارة في العديد من المنظمات غير الهادفة للربح، وكانت أيضاً عضواً في مجلس أمناء جامعتي كورنيل وأديلفي، كما شغلت منصب رئيس مجلس أمناء أديلفي.

ولأن الرياح لا تأتي دائماً بما تشتهي السفن، فقد تعرضت سمعة السيدة بروكوب للإساءة عندما تم فصلها مع 17 عضواً آخرين من أمناء أديلفي من قبل مجلس حكام الولاية في عام 1997 لفشلها في الإشراف بشكل صحيح على إنفاق رئيس الجامعة.

وبصفتها رئيسة مجلس الأمناء، فقد اتُهمت أيضاً بتضارب المصالح بسبب التعامل مع تأمين الجامعة من خلال شركتها، لكنها نفت ارتكاب أي مخالفات، معتبرة أن شركتها "قدمت لأديلفي استشارات مجانية ووفرت لها المال وقدمت لها خدمة ممتازة".

حصلت بروكوب على درجة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة هوارد وجامعة أديلفي وكلية ماريماونت مانهاتن، بالإضافة إلى دكتوراه في الآداب الإنسانية من جامعة مورغان الحكومية بولاية ماريلاند. وفي عام 2003، تم إدخال بروكوب إلى قاعة المشاهير الأميركيين من أصل أفريقي، وفي عام 2006، تم اختيارها في قاعة المشاهير ومتحف أعمال الأقليات.

عالم التأمين والعقارات

وفقا للسجلات العامة، ولدت بروكوب في التاسع من فبراير/ شباط عام 1923 في بروكلين، نيويورك، لكنها كانت تصرح دائما بأنها ولدت عام 1931. وفي طفولتها، تعلمت عزف البيانو في سن الثالثة عشرة، وعزفت عليه فى صالة كارنيجي وأظهرت براعة كبيرة، لكنها تحولت عند تخرجها من عزف الموسيقى إلى مجال التأمين والعقارات.

وقبل أيام، توفيت أرنستا بروكوب فى بيتها في حي كوينز بمدينة نيويورك لتتوقف رحلتها الطويلة بين عمالقة المال.