النسخة الكاملة

وسقطت هيبة البرلمان المزعومة.. انتصر النواب للأردنيات كـ كلمة وخذلوهن غارمات ومتعثرات فغاب الحوار وسادت لغة العراك !

الخميس-2021-12-29 09:34 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز  - شادي الزيناتي - تابع الرأي الأردني ما حدث في جلسة  الثلاثاء تحت قبة البرلمان بوصف أقل ما يقال عنه أنه طعنة جديدة في خاصرة الوطن تضاف إلى سجل السقطات النيابية المتتالية والتي باتت معلومة لدى المواطنين منذ سنوات طويلة 

عراك البرلمان الذي تسببت به الاردنيات كان مشهدا أسودا بعيد كل البعد عن أدنى درجات الديمقراطية والحداثة لدولة احتفلت بمرور  مائة عام من عمرها مؤخرا فلا عذر ولا تبرير لما حصل خاصة وانه يكشف نوايا شخصية مبيتة لبعض النواب لتصفية حسابات مع آخرين تم افتعالها على حساب مستقبل وطن ومواطن 

الخلاف على  الأردنيات مجرد لغو ليس له أصل ولا معنى خاصة إذا رُوّج له أنه كمتطلبات لسيداو أو غير ذلك من التأويلات ولا نغفل أن القرآن الكريم ذكر وخاطب بلفظ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات؛ كما خاطب ب يا أيها المؤمنون؛ فكان يكفي التصويت بمع او ضد لإنهاء الخلاف اللغو ولا داعي لكل ما حدث من مهزلة لا تمثل الشعب والدولة ..

تقاتل النواب لأجل مصالحهم وتصفية حساباتهم الشخصية وليست السياسية مطلقا؛ ولم يقتتلوا لأجل الوطن أو المواطن او لقرار اقتصادي أو لحل البطالة او قضية المتعثرين او حتى لاسقاط الحكومة ..

انتصروا للأردنيات ك كلمة ولم ينتصروا للأردنيات ك غارمات أو أرامل او متعثرات، لم ينتصروا لطالبة لا تجد قسط جامعتها ولا لخريجة تسعى لوظيفة ولا لأم تبحث عن سرير خداج لابنها..

ألفاظ وكلمات خرجت تحت القبة لا تليق بالبرلمان كمؤسسة عريقة فسمعنا الشتم والسب والتهديد، فما بين "اخرس وخرسة تسد بوزك وما بين القنوة والكف والبوكس والسحل والقفز فوق المقاعد" تاهت هيبة المجلس التي تذرع بها النواب بانتخابات رئاستهم مؤخرا..

للأسف ما زال قانون الانتخاب يُصدّر لنا نماذج نياببة لا تمت للسياسة بشيء ، نواب مال وعشيرة وحي وحارة وقرية ومحسوبيات ، وكان الأمل أن تكون بصمة الشباب منهم الأكثر تأثيرا فاذا ببعضهم يصمت بلا قول منذ عام وآخرون يعبرون عن ذاتهم ووجودهم بالعضلات والصراخ والعراك.. ومازال البعض يطالب بتخفيض عمر الترشح لخمسة وعشرين عاما ..

ما حدث تحت القبة يؤشر على خلل كبير في النهج والمشهد والمخرجات وقصّر من عمر البرلمان بلا أدنى شك ويجب أن يدق ناقوس الخطر السياسي لمؤسسات الدولة وصانعي القرار فلغة الحوار مفقودة ولغة العضلات والإساءات والتنمر سادت وبانت..

أُسدل الستار ولا نعلم لماذا ضَرب الرياطي ولماذا ضُرب أندريه؛ لكننا نعلم تماما أن المجلس لم ينتصر للأردنيات أو الأردنيين وسقطت هيبته المزعومة، وكفى بالله وكيلا ونصيرا للوطن والمواطن ..