جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم دينا سليمان - رغم كميات الأمطار الهاطلة خلال اليومين الماضيين وبنسب جيدة، إلا أن البؤر الساخنة في بعض مناطق أمانة عمان الكبرى التي كانت تشهد إغراقات وشكاوى طيلة فترة الهطول المطري كمنطقتي وسط البلد والسابع، لم يتكرر فيها مشهد الفيضانات وما يلحق بها من أذى وخسائر مادية وبشرية طالت عبر سنوات متتالية القطاع التجاري على وجه الخصوص.
ولابد من الإشارة إلى أن هطول الأمطار بصورة متقطعة ربما يكون السبب الرئيس في مساندة الجهود المشكورة التي بذلتها أمانة عمان ضمن حدودها ومنذ بداية العام، ما ساهم في الحد من تجمع مياه الأمطار بصورة لافتة أو ارتفاع منسوب المياه على غرار الأعوام الأخيرة، وذلك في ضوء سبل المعالجة الناجعة التي اتبعتها الأمانة والحلول الجذرية للبؤر التي كانت ذات خصوصية في وقت هطول الأمطار بعيداً عن المعالجات الآنية.
أمانة عمان الكبرى وبحسب ناطقها الإعلامي ناصر الرحامنة الذي قال، أن تغير المشهد هذا العام نحو الأفضل يعود للاستعدادات والسياسات التي اتبعتها الأمانة قبل بدء الموسم الشتوي وبكامل طاقاتها، إذ كانت كوادر الأمانة وآلياتها وفرقها متواجدة في الميدان، إلى جانب الورش المائية وفرق الصيانة التي كانت قريبة من الجسور والتقاطعات لمعالجة أي خلل فور وقوعه أثناء المنخفض الجوي، فضلاً عن تنظيف شبكة تصريف مياه الأمطار بشكل دوري، ناهيك عن المشاريع الاستراتيجية التي نفذتها الأمانة كإنشاء عبارات تفي بالغرض في الكثير من المناطق، لغايات تلافي مشهد الإغراقات وما يلحق بها من شكاوى وخسائر.
واشار الرحامنة إلى أن إنشاء العبارات الصندوقية في منطقتي وسط البلد والسابع على وجه التحديد كان لها أثر جيد في استيعاب مياه الأمطار الهاطلة وتصريفها، لا سيما وأن دور العبارات كان مُعززاً بإجراءات احترازية كالمصبات المائية والفرق الآلية والراجلة التي كانت تعمل ضمن حالة الطوارئ بشفتين، وكلاهما يضم مهندسين وفنيين وأجهزة خاصة ومعدات وعمال وكوادر أمانة عمان بحد يصل إلى 2500 موظف في كل شفت، كانوا منتشرين وموزعين في أماكن تجمع مياه الأمطار، لتلافي حدوث أي طارئ في الميدان والعمل على إصلاحه بأقصى سرعة ممكنة، تجنباً للأضرار التي قد تنجم عن أي تأخير.
ولفت الرحامنة إلى أن مشروع العبارة الصندوقية الذي نفذته أمانة عمان في منطقة وسط البلد لحل ارتفاع منسوب المياه، وإن كان منقوصاً ولم يكتمل، إذ بلغت نسبة إنجازه 50% عقب اكتشاف الآثار في تلك المنطقة، إلا أن العبارة استوعبت على حالها كميات الأمطار الهاطلة ولم تشهد المنطقة أية تجمعات أو ارتفاعاً لمنسوب المياه، منوهاً في ذات الوقت إلى أن هطول الأمطار كان على فترات طويلة الأمر الذي ساند الشبكات والعبارات في استيعاب كميات المياه الهاطلة.
ورغم عدم تسجيل أية شكاوى من فيضانات وإغراقات أو وجود أية خسائر تذكر منذ بدء الموسم المطري، ورغم جهود أمانة عمان والجهات ذات العلاقة، إلا أن التساؤلات تبقى مطروحة إن كان للهطول المتقطع الأثر الأكبر في عدم ارتفاع منسوب المياه في منطقة وسط البلد، أو أن كمية الأمطار المتدفقة للمنطقة هي بالأصل مقبولة وضمن المعدل ولم ترق الأمطار الهاطلة إلى حد الفيضانات، لتبقى ضمن إمكانية العبارة المنشأة بصورتها الحالية، وأنه في حال شهدت المنطقة هطولاً وتدفقاً متواصلاً وأعمق كيف سيكون المشهد؟.
الدستور