من شابه أباه وجده ما ظلم "الحسين في العقبة كل أسبوعين"

أعطت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بداية الأسبوع لمدينة العقبة مؤشرات عدة وهامة في ذات الوقت خاصة وأنها تتزامن مع مرور عشرين  عاما على تأسيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة 

جلالة الملك اطلع في زيارته على الخطة للخمس سنوات المقبلة ووقف على أبرز ما تم إنجازه مؤكدا على ضرورة المضي قدما بالتطوير والتحديث وجلب الاستثمارات للمدينة 

الرعاية الملكية للعقبة باتت واضحة مؤخرا من خلال زيارات ولي العهد لها وبانتظام حيث علمنا أن سموه يزور العقبة كل أسبوعين سواء كان ذلك الأمر معلنا أم لا حيث يطلّع على سير العمل ويبحث ما سيتم عمله لاحقا 

واستولى ملف العقبة على اهتمام الحسين ما أعاد البوصلة فيها للطريق الصحيح من خلال العمل المنظم والمتابعة الشخصية الدقيقة والحثيثة لسموه لكل صغيرة وكبيرة كيف لا وهو الذي يتابع سير تنفيذ الخطة منذ إطلاقها في الربع الأول من هذا العام، عبر ترؤسه لاجتماعات اللجنة الوزارية المعنية بتنفيذها

وحسب مسؤولون في المدينة تحدثوا لجفرا نيوز فإن اجتماعات ولي العهد المنتظمة معهم أعطت دافعية كبيرة للإنجاز والسير للأمام حسب الهدف الذي أنشأت لأجله المنطقة الخاصة لتكون وجهة سياحية واستثمارية عالمية وضمن أعلى المواصفات كما تم إنجاز الخطة التي تحققت على صعيد القطاع السياحي، من خلال تنفيذ أجندة فعاليات سياحية وترفيهية، أسهمت بتعافي القطاع وزيادة أعداد السياح القادمين للمدينة، خاصة بعودة الطيران منخفض التكاليف.

العقبة اليوم تتفاخر بالنافذة الذكية الواحدة واتمتت المعاملات فلا تعقيد ولا بيروقراطية أمام المستثمرين ، كما أن تسخير كل الإمكانيات وتذليل العقبات أنتجت مدينة بلا تحديات، مدينة تمضي نحو الانفتاح على العالم

وبالرغم من تداعيات حائحة كورونا على العالم فإن العقبة لم تتأثر بشكل كبير فلم تسجل أي حالة تعثر لمستثمر واستمرت أبوابها مفتوحة امام السواح والحركة التجارية حتى أن المناعة المجتمعية فيها تجاوزت حاجز ال 100% 

هذا الأمر يعطي انطباعا ودلالة على العمل الكبير والمتابعة الدقيقة لولي العهد لملف العقبة حتى أنه التقى أكثر من مرة بعدد من الشباب ووجهاء المدينة أيضا ليتشارك معهم الآراء في ملف العقبة من خلال سؤال عريض يتمثل بماذا تريدون وكيف تريدون أن تكون العقبة وليؤكد أنها على رأس أولويات جلالة الملك 

وبالتزامن مع زيارة جلالة الملك الأحد للعقبة، كان سمو الأمير يجتمع بمسؤولين فيها للإطلاع على آخر مجريات سير العمل ويستمع لمستثمرين فيها عن اي عقبات تواجههم لتذليلها والعمل عليها

خطة العقبة الإستراتيجية للخمس سنوات المقبلة تسير وفق خطوات ثابتة بقيادة ولي العهد للدفة ومتابعته الحثيثة حيث تبرز وتلوح عدة مشاريع هامة في المنظور القريب ومنها ما شارف على الانتهاء كساحة الثورة العربية الكبرى وبيت الشريف الحسين بن علي واعادة تأهيل وتحديث الوسط التجاري والشاطيء الجنوبي، اضافة لمشاريع إنشاء جامعة طبية وفرع لمركز الحسين للسرطان ومراكز للتسوق، وإعداد برنامج للتعليم من أجل التوظيف وربط وادي رم بمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وتطوير منظومة النقل في العقبة وربطها بالمثلث الذهبي

ولعل توقيع السلطة من خلال شركة تطوير العقبة اتفاقية مرسى زايد مع مجموعة موانيء ابو ظبي والاتفاقيات الخمس معها المدرجة ومن ضمنها محطة السفن السياحية وتطوير مطار الملك الحسين بن طلال  لخطوة جديدة نحو الانطلاق لمرحلة جديدة لتكون العقبة نقطة جذب سياحي واستثماري ما يدفع عجلة الاقتصاد ويسهم بتوفير آلاف فرص العمل للشباب الأردني 

ثمار زيارات ومتابعة ولي العهد للعقبة نضجت ومنها ما تم قُطفه فعليا والخير الأكثر قادم خاصة ونحن نقرأ اعلان رئيس السلطة بتأسيس شركة للطيران في العقبة لتكون اضافة مميزة لمقومات العقبة اللوجستية الهامة ونواة تنطلق منها الاستثمارات في الصناعات الجوية الخفيفة كما ستحقق مردود مالي مجزي للدولة وستسهم في تنمية الاقتصاد الوطني والمحلي، وتسهل تحقيق بنود الخطة الاستراتيجية الجديدة للعقبة

الحسين يسير بخطى ثابتة وبقيادة شابة واعدة وواعية مستلهما ذلك من نهج الملك المعزز حفظه الله والملك الباني رحمه الله ؛ فشكرا لولي العهد الأمير الشاب والمحبوب على هذا العطاء غير المحدود والجهد المبذول "ومن شابه أباه وجده ما ظلم" ..