جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الدكتور رافع شفيق البطاينة
لاحظنا في الفترة الأخيرة حجم التوتر والنزق الذي سيطر على المشهد السياسي حكومة وشعبا وبرلمانا، فالحراك الشعبي بدأ ينشط أسبوعيا في بعض محافظات المملكة، رفضا لقانون الدفاع، ورفضا لاتفاق النوايا الذي وقع مع الكيان الصهيوني بخصوص تبادل الطاقة الكهربائية مقابل المياه، فالاسبوع الماضي شهد المجلس النيابي مشاجرة بين نائبين، تحت قبة المجلس
وقبل يومين انسحب النائب صالح العرموطي من ندوة في مجمع النقابات المهنية في إربد بعد مداخلة لأحد أعضاء حزب الشراكة والانقاذ لمجلس النواب، واصفا المجلس النيابي بأنه لا يمثل الشعب فانتفض النائب صالح العرموطي إنتصارا ودفاعا عن سمعة المجلس رافضا هذا النقد والاتهام للمجلس
والاسبوع الماضي خلال انتخاب اللجان للرؤساء والمقررين خرج أحد النواب اللجنة الإدارية غاضبا بسبب التدخلات التي شابت انتخابات رئاسة اللجنة، ومتوعدا باتخاذ الاجراء الدستوري وفق ما يراه مناسبا، وقبل ايام تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإعلامية خبر لا نعلم مدى دقته ومصداقيته مشاجرة بين مسؤولين من العيار الثقيل داخل رئاسة الوزراء وحدث فيها ضرب وشتائم
وفي جلسة النواب يوم الأربعاء حدثت جلبة وجلجة داخل المجلس تحت القبة بسبب الخلاف على موعد مناقشة اتفاقية المياه مع الكيان الصهيوني، حيث طالب بعض النواب مغادرة وزير المياه من جلسة مجلس النواب ، مما اضطر غالبية النواب للإنسحاب من الجلسة، فتم تأجيل الجلسة الى إشعار آخر يتم تحديدها لاحقا بسبب فقدان نصاب الجلسة
وسابقا حدثت ملاسنة بين دولة رئيس الوزراء واحد النواب وانتهت بصلحة من قبل وسيط من احد النواب، علاوة على حادثة كرسي رئيس الوزراء الذي احتله احد النواب رافضا السماح لرئيس الوزراء من الجلوس عليه احتجاجا على رفع اسعار الطاقة
كما خرج علينا احد النواب السابقين في لقاء تلفزيوني يطالب بسجن رئيس الوزراء ووزراء الصحة الثلاث الذين تواتروا على وزارة الصحة خلال عام واحد
هذا غيض من فيض، وهذه الحوادث تشعرنا بحجم التوتر الذي يسيطر على المشهد السياسي، وحجم الغضب الذي ينتاب الناس بسبب الاوضاع السيئة التي يعيشها الشعب الأردني ، عدا عن الحملة التي شنها المجتمع والنواب على وزير الداخلية بسبب الغاءه لقرار محافظ العاصمة الداعي الى وقف الحفلات والمهرجانات الغنائية التي خرجت عن الالتزام بالبروتوكول الصحي
وهذا الغضب والتوتر والنزق يعكس حجم الكبت والتعبير عن سوء الخدمات وعن عدم الرضى عن الوضع العام وعن أداء الحكومة والمؤسسات الرسمية، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.