النسخة الكاملة

الهيئة الملكية تسحب فيلم " أميرة" من سباق الأوسكار

الخميس-2021-12-09 02:02 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- قرّرت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الجهة الرسمية في البلاد المخولة لتقديم الأفلام للترشح في جوائز الأوسكار، سحب فيلم "أميرة" من سباق جوائز الأوسكار 2022.

نقدر قيمة الفيلم الفنية ونؤمن أنه لا يمسّ بأي شكل من الأشكال بالقضية الفلسطينية ولا بقضية الأسرى؛ بل على العكس، فإنه يسلط الضوء على محنتهم ومقاومتهم وكذلك توقهم لحياة كريمة على الرغم من الاحتلال.

وكان هذا أيضا رأي أعضاء لجنة الاختيار المستقلة، التي تم تشكيلها من قبل الهيئة الملكية للأفلام، والتي اختارت فيلم "أميرة" من بين أفلام أخرى ليمثل المملكة.

وعُرض فيلم "أميرة" بنجاح في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، مهرجان البندقية (إيطاليا) والجونة (مصر) وقرطاج (تونس)، وكذلك في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في عمّان. وقد فاز بجائزتين دوليتين في البندقية.

لكن في ظل الجدل الكبير الذي أثاره الفيلم وتفسيره من طرف البعض بأنه يمسّ بالقضية الفلسطينية واحتراما لمشاعر الأسرى وعائلاتهم، قررت الهيئة الملكية للأفلام العدول عن تقديم "أميرة" لتمثيل الأردن في جوائز الأوسكار.


 فجّر فيلم ” أميرة "، مرشح المملكة  لجائزة أفضل فيلم في جائزة الأوسكار، الذي يتناول قضية "أطفال النطف”، جدلاً عارماً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتصدر نتائج البحث على غوغل حاصدا آلاف المشاهدات والتعليقات.

 
ودشن ناشطون وكتاب واعلاميون فلسطينيون وأردنيون حملة إلكترونية تحت وسم # اسحبوا – فيلم – أميرة، حيث لاقت الحملة تفاعلاً كبيراً، مطالبين بسحب الفيلم وبمنع عرضه وتداوله كونه يحمل إساءة واضحة وصريحة للأسرى ونضالهم فيما يخص قضية النطف المحررة.

جاء ذلك بعد يوم واحد من عرض الفيلم في افتتاح الدورة الثانية عشرة من مهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان” في العاصمة الأردنية عمّان.

وتركز الجدل حول قصة الفيلم لاحتوائه على تفاصيل وصفها بعضهم بـ”المستفزة والمسيئة”، غير أن الكثيرين اعتبروه تجريحا عميقا للأسرى الفلسطينيين الأبطال، فضلاً عن أنه يقدم خدمة مجانية للاحتلال للتفكير باستخدام طرق جديدة ضدهم.
ورأى العديد من الفنانين والكتاب والمخرجين أن الفيلم تجاوز الحدود بمشاهد لم تراع ” قضية الأسرى والفلسطينيين بشكل عام التي من المفترض أن تكون أعماله متركزة على تمجيد بطولاتهم داخل السجون واصرارهم ورغبتهم بالحياة لإنجاب الاطفال لتكوين جيل يكمل المسيرة ويحرر الوطن من المحتل”.

وكان من أبرز التعليقات قول الفنانة جولييت عواد بطلة مسلسل "التغريبة الفلسطينية”: "فيلم "أميرة” كُتب بسيناريو إسرائيلي محض، والمنتجون ومن عمل على تسويقه يستحقون ضرب الأحذية” .

تدور أحداث الفيلم حول فتاة تدعى أميرة (تقدم دورها الممثلة الأردنية الشابة تارا عبود)، وهي مراهقة فلسطينية ولدت بعملية تلقيح اصطناعي، بعد تهريب السائل المنوي لوالدها نوار (الفنان الفلسطيني علي سليمان) المعتقل في السجون الإسرائيلية.
وعلى الرغم من اقتصار علاقتهما على زيارات السجن، يظل نوار بطل أميرة، ويعوضها حب من حولها عن غيابه، لكن عندما تفشل محاولات إنجاب طفل آخر، يُكشف أن نوار عقيم، فتنقلب حياة أميرة رأساً على عقب، إذ ترفض والدتها (صبا مبارك)، الكشف عن والد أميرة الحقيقي بداية، قبل أن يظهر أن النطفة المهربة تعود إلى ضابط إسرائيلي، فتطلب من أميرة الهرب خارج فلسطين للمحافظة على حياتها.

وفي المقابل ، أكدت وزارة الثقافة الفلسطينية و”مؤسسات الأسرى” رفضهما وإدانتهما لإنتاج فيلم "أميرة”، معتبرتين إياه تعديا وإساءة واضحة لكرامة الأسرى وبطولاتهم وتاريخهم الكفاحي العظيم، حيث يتناول عملية تهريب "النّطف” من سجون الاحتلال.

وقال وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، في بيان صحافي: "الفيلم يمس بشكل واضح قضية هامة من قضايا شعبنا ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية، ويسيء بطريقةٍ لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية، التي نعلم جميعًا مدى قدسيتها وأهميتها على المستويين الشعبي والرسمي وعلى المستوى القومي” .

بدورها، قالت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى)، إنها تتابع عن كثب فيلم "أميرة” .

وأوضحت، في بيان، أن الفيلم يدور حول قضية "النطف المحررة” من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بطريقة تتساوق بشكلٍ مباشر مع رواية الاحتلال، بتجنٍّ كامل على الحقيقة.

وأشارت إلى أن قضية "النطف المحررة” شكلت على مدار السنوات القليلة الماضية أبرز الإنجازات التي تمكّن من خلالها الأسرى من كسر جدار السجن، وصناعة الأمل بالإرادة، وأصبحت محط اهتمام عالمي.

وأعربت عن أسفها لإنتاج هذا الفيلم بهذه الطريقة، وأنه كان من الأجدر أن يسلط الضوء على إبداع وعبقرية الأسير الفلسطيني، وتحدي الجدران والأسلاك الشائكة لصناعة الحياة، ففي القضية ما يكفي من تفاصيل لصناعة أهم الأفلام الناجحة، بدلًا من اختراع الأكاذيب.

وعلى الضفة الاخرى ، أكدت نقابة الفنانين الأردنيين في حديثها لـ "القدس العربي” عدم وجود أي علاقة للنقابة مطلقاً بفيلم أميرة، منوهةً إلى انه من اختصاص الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

واعتبرت أن هذا الفيلم عمل على تشويه قضية الأسرى الفلسطينيين، وأنه مرفوض بشكل جازم المساس بأي أمر يخص القضية الفلسطينية كونها قضيتنا، متوعدةً باتخاذ إجراءات قانونية عقابية بحق أي فنان إردني مسجل في النقابة اشترك بالفيلم .

وبعد تداول أن الهيئة الملكية للأفلام هي المختصة بتقديم الفيلم للجائزة، ردت في بيان أن الفيلم أن فيلم "أميرة” خيالي روائي وليس وثائقيا، واختيار أسلوب رواية القصة وسرد الأحداث يعود إلى طاقم العمل من الإخراج والتأليف والإنتاج.


وأضافت في توضيح بشأن تقديم الفيلم الى جوائز الأوسكار لعام 2022 لتمثيل الأردن أن "دور الهيئة الملكية للأفلام الإعلان عن فتح باب التقديم للأفلام الطويلة للترشح لجوائز الأوسكار واستلام الأفلام وتنظيم سير العملية، إضافة إلى تشكيل لجنة مستقلة من خبراء معنيين بقطاع المرئي والمسموع” .

وتابعت: "وقع اختيار اللجنة على فيلم "أميرة” من بين عدد من الأفلام المتقدمة الأخرى” .
الفيلم لم يتم عرضه في الأردن، ولم يتم اتخاذ قرار بالعرض، لأنه لم يتقدم أي طرف بطلب إيجاز العرض.

والفيلم – الذي أخرجه المصري محمد دياب وتم تصويره بالكامل في الأردن – إنتاج مشترك لعدد من المنتجين العرب، منهم المنتج محمد حفظي والإعلامية منى عبد الوهاب والداعية معز مسعود من مصر، والمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، ويوسف الطاهر، وحصل على دعم من الهيئة الملكية الأردنية، وبطولة الأردنية صبا مبارك والممثل الفلسطيني علي سليمان وتارا عبود وقيس ناشف ووليد زعيتر.

يشار إلى ان الفيلم عُرض للمرة للأولى في الوطن العربي في الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، وكان عُرض أول مرة عالميا في مهرجان فينيسيا وحصل على 3 جوائز، وواصل حصد المزيد من الجوائز، ومنها جائزة "لانتیرنا ماجیكا” التي تمنحھا جمعیة تشینیتشیركولي الوطنیة الاجتماعیة الثقافیة للشباب، وجائزة "إنریكو فولتشینیوني” التي یمنحھا المجلس الدولي للسینما والتلفزیون والإعلام السمعي البصري بالتعاون مع منظمة الیونسكو، وجائزة "إنتر فیلم” لتعزیز الحوار بین الأدیان