النسخة الكاملة

"لجان البرلمان وإعادة الألق والهيبة".. والبصمة للثنائي الأقوى الدغمي - الصفدي

الخميس-2021-12-05 09:18 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - محرر الشؤون البرلمانية

دخلت ترتيبات اللجان الدائمة في مجلس النواب في مرحلة الضبط والربط والسيطرة عمليا لصالح بعض أقطاب المجلس دون أن يعرف المراقبون بعد ما اذا كانت ترتيبات اللجان والتي إنطوت على بعض المفاجآت والوجوه الجديدة تماما ستؤثر على نحو سلبي أو ايجابي على مسار النقاشات بخصوص وثيقة ومخرجات تحديث المنظومة السياسية في البلاد.

وانتهى مجلس النواب من تركيب اللجان مع حصول بعض المفاجآت عمليا في الرموز والوجوه خصوصا في اللجان الرئيسية في الوقت الذي غرقت فيه البلاد مجددا بنقاشات وتجاذبات التطبيع وعملية السلام والوضع المعيشي الاقتصادي الصعب اضافة الى الجدل حول التعديلات الدستورية.

وتم تحويل ملف التعديلات الدستورية والتشريعات المقترحة على قانوني الأحزاب والانتخابات الى اللجنة القانونية التي يترأسها اليوم رئيس المجلس السابق برمته المحامي عبد المنعم العودات.

ويمنح وجود العودات في رئاسة اللجنة القانونية المعنية بسن التشريعات واقتراحاتها والتعامل معها مكانة خاصة للعودات نفسه وللملفات التي ستعمل عليها لجنته في المرحلة اللاحقة.

وفي السياق نفسه ذهبت رئاسة اللجنة المالية لمجلس النواب الى النائب محمد السعودي والذي سبق له ان تقلد رئاسة هذه اللجنة في المجلس السابع عشر حيث ستتضح خلال الايام القليلة المقبلة معالم واتجاهات اللجنة المالية في المجلس ورئيسها السعودي في ظل انشغال الحكومة ووزير المالية الدكتور محمد العسعس بترتيب مشروع قانون الموازنة للعام الجديد .

ومتوقع ان يتم تكرار سيناريو الموازنة للعام الماضي بعدما تعهد العسعس خلال مؤتمر صحفي بان لا تفرض الحكومة المزيد من الضرائب في المرحلة اللاحقة.

وتميزت الميزانية التي يضعها طاقم العسعس بالسيطرة أكثر على الانفاق الحكومي والرأسمالي وضبط إنفاق المؤسسات والوزارات وعدم التوسع بفرض ضرائب جديدة وهي سياسية يرى المراقبون انها كانت ناجحة خلال العام الماضي بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة بمرحلة الفايروس كورونا خصوصا وان نسبة الالتزام بما وضع من خطط في الميزانية الماضية بلغت 99% على الاقل في بند الانفاق الحكومي وانفاق الوزارات والمؤسسات فيما زادت الضرائب العائدة على الخزينة بسبب ما وصفه العسعس بالسياسة الجديدة للمتابعة الضريبية بنسبة 15% فوق توقعات الميزانية السابقة.

بنفس الوقت اصبح الدكتور خير أبو صعيليك وهو أبرز خبراء الاقتصاد في البرلمان رئيسا للجنة الاقتصاد والاستثمار، فيما كانت المفاجأة الاساسية تمثلت بان رئيس اللجنة الاسبق النائب خالد أبو حسان خرج من المنافسة تماما على الألواح ولم ينجح في عضوية تلك اللجنة التي سبق له أن ترأسها.

والدكتور ابو صعيليك في موقع متقدم من كبار المسؤولين ويعتبر الرهان عليه في متابعة ومشاغلة الشأن الاقتصادي من الأسس الرئيسية خصوصا وانه حذر عدة مرات من”السيناريو اللبناني”.

وحظيت اللجنة الصحية بالأضواء أكثر من غيرها وهي قد تشكل المفاجأة الاساسية الثانية او الثالثة خصوصا وان رئيسها الجديد الطبيب فريد حداد من الشخصيات الاشكالية حيث لديه خبرة كاملة في المجال الطبي وفي كيفية إدارة الأمور في القطاع العام تحديدا وبالتالي يعتقد بأن الحكومة لن تكون مرتاحة للتغيير الذي حصل بوجود خبراء على رأس اللجان التشريعية والرقابية الأساسية خصوصا في الصحة والمالية وحتى في اللجنة الاقتصادية إضافة للجنة الإدارية.

ومن الواضح ان بصمات رئيس المجلس المخضرم عبدالكريم الدغمي ونائبه احمد الصفدي هي التي كانت أساسية في ترتيب شكل وهوية وملامح واللجان الاساسية في نطاقي التشريع والرقابة وهو خبر سيء بكل الأحوال بقياسات المواجهة والاشتباك بالنسبة لأي حكومة وبالنسبة لوزراء الطاقم الوزاري خصوصا وان تلك البصمة ظهرت مليا في 7 لجان اخرى على الأقل وتوحي بعملية تركيب هندسية خارج رحم المؤسسات الرسمية وفيها قدر من النكايات والإعتباط الفني.

ويرى مراقبون أن الدغمي والصفدي أعادا لمجلس النواب الألق والهيبة والزخم والحراك النيابي مجددا خلال الفترة القصيرة الماضية، كما عبر كثير من النواب عن رضاهم عن التغيير الحاصل على رئاسة البرلمان لافتين أنهم باتوا يشعرون الآن "بطعم النيابة وهيبة المجلس" .