وقفتُ لكي أرثيكَ والفقْدُ يوجِعُ
فمِنْ أينَ لي عينٌ تفيكَ وأدْمعُ ؟!
وصدرٌ بوسْعِ المُوجعاتِ ومهْجةٌ
وقلبٌ على قَدْرِ الحنينِ وأضْلعُ
وعزمٌ كأدنى ما لديكَ وقُدْرةٌ
على الصبرِ فالآلامُ لا تتوزّعُ
وجرحُكَ مِنْ دونِ الجراحِ لهُ فمٌ
ورأسٌ وأسنانٌ وعينٌ وأذْرعُ
تقفّلتِ الأبوابُ بعْدَكَ كلُّها
وبابُ المآسي - حيثما سرْتُ- مُشْرعُ
عظيمٌ فلا معنى يعيكَ وخاطري
يحاوِلُ لكنّ الرّؤى تتمنّعُ
أمثلُكَ في قبرٍ فكيفَ للحْظةٍ
سيقبلُها عقلي وكيفَ سأقْنَعُ ؟!
أيا مصطفى القيسيّ للموتِ سطْوةٌ
تُهابُ ولكنْ أنتَ أقوى وأمْنعُ !
وأنتَ ...، يخافُ الشِّعرُ مِنْ أنْ يقولَها ،
وترتجفُ الأبياتُ والحرفُ يرْكعُ
فيا صنوَ بيتِ اللهِ في الطهرِ ليس
لي
قريحةُ حسّانٍ ومعناكَ أرْفعُ
تصلّي عليكَ المُفرداتُ صلاةَ مَنْ
يقومُ الليالي خاشعاً يتضرّعُ
توضّاتُ مِنْ دمعي وجئتُ لعلّني
أصلّي وخوفَ السّهوِ أدنو وأرْجعُ
فمحرابُكَ القُدْسيّ يحتاجُ عابداً
وشاعرةٌ مثلي أمامَكَ تفْزعُ
تراكَ أباها حينَ تبْدأُ يومَها
على الحبِّ فالأشواقُ رزْقٌ موزّعُ
أحبّتْكَ قبلَ النّاسِ كيفَ تظنُّها
إذا قيلَ لا تبكيهِ قد تتورّعُ
سكتسحُ الخنساءَ مادمُتَ صخْرَها
وتكتبُ ما فوقَ الرثاءِ فتُبدعُ
أبي أيّها المنسلُّ مِنْ نورِ أحْمدٍ
عليكَ سلامُ اللهِ أيّانَ توضَعُ
فهلْ كنتُ يا شيخي وقبرُكَ روضةٌ
أناديكَ لولا أنْ علمتُكَ تسْمعُ
أسمّيكَ والأسماءُ حيلةُ شاعرٍ
أرادَ فلمْ يظفرْ بما يتوقّعُ
فأنتَ معَ الإطنابِ أكثرُ دهْشةً
ومِنْ ثِقْلِكَ الإيجازُ قدْ يتصدّعُ
ومِنْ حنكتي في الشِّعرِ لمّا ركبتُهُ
إليكَ وإيقاعُ القصيدةِ أسْرعُ
أتيتُ على البحرِ الطويلِ فربّما
أجاريكَ لكنّ المسافةَ أوسعُ
تصفّحتُ آلافَ المطالعِ لمْ أجدْ
بها روحَكَ الحاني فمِنْ أين تطْلعُ ؟!
ومطلعُكَ الدّنيا بكلِّ انْفتاحِها
ستصرعُ مَنْ ظنّوكَ قد تتصرّعُ
فشلتُ تماماً غيرَ أنّي مُحِبّةٌ
طمِعْتُ، وهلْ في الحبِّ مَنْ ليسَ يطْمعُ ؟!
جمانة الطراونة