جفرا نيوز -
جفرا نيوز - المذهل في الأمر، رباطة الجأش التي تسلّحت بها «عصفور» فور علمها بإصابتها بسرطان الثدي، وتلك الإرادة الصلبة التي واجهته بها.
لم تسمح رولا عصفور لليأس أن يسيطر عليها، وتحزّمت بالإيمان والعزم والعلم، لتحول غضبها وحزنها شجاعةً وفرحاً، فصممت على أن تكون مختلفة حتى بمرضها وأن تمنعه من أن يفتّ من عضدها، غير أن هذا كله لم يكف رولا، بل جاوزته إلى مرحلة أخرى أكبر وأصعب في مقارعة السرطان، عبر رسائل إيجابية تبثها على وسائل التواصل الاجتماعي كافة، حيث وثّقت بعد أن تعافت من المرض، رحلتها معه وصراعها وإياه، بفيديوهات توعوية، أكدت فيها رفضها أن تكون مجرد رقم من بين مليوني امرأة تصاب بسرطان الثدي سنويا في العالم.
في لقاء معها، تروي الصحفية والروائية المتعافية من سرطان الثدي رولا عصفور (52 عاماً)، تجربتها حين علمت بمرضها عام 2020 بالصدفة رغم أنها كانت ملتزمة بالفحص الذاتي، وغير ملتزمة بالفحص السريري الدوري الذي اضطرها للخضوع لصورة الماموغرام عند بلوغها سن الخمسين والذي اثبت إصابتها.
وتقول: انتظرت النتيجة 10 أيام كنت أفكر خلالها ماذا سأفعل، وقررت أن أضع خطة لتقبل المرض، فغيرت نظامي الغذائي إلى غذاء صحي، وحرصت على ممارسة اليوغا والمتابعة مع معالجة بالطاقة ومن ثم توجهت للعلاج الكيميائي.
وتتابع: واجهت مرضي بتشجيع من أسرتي وزوجي وابني، وعلمي بهذا المرض بحكم عملي وقرأت عنه أكثر عند إصابتي..كانت رحلة مختلفة ومليئة بالتحديات، حيث أثر سرطان الثدي على حياتي ومسيرتي المهنية واتجهت نحو طريق جديد وفر لي رؤية الحياة بطريقة مختلفة.
وأطلّت عصفور بفيديوهات ذات محتوى جريء عندما قررت أن تصور المرة الأولى أثناء قيام زوجها بـ«حلاقة» شعرها الذي تبرعت به، وخرجت على المجتمع بشكلها الجديد دون خوف أو تردد من ردة فعل الآخرين، معلنة رفضها لنظرات الشفقة وتقييمها بناء على مظهرها.
وبعد الفيديو الأول تعرضت للعديد من الملاحظات التي ولّدت لديّ الاصرار والتحدي نحو الاستمرار، ووجود ردود أفعال تستفزها وأسئلة تفصيلية من قبل مرضى السرطان، ووجود ردود أفعال تشجيعية، كما تقول عصفور.
وهي تسعى إلى أن تبث من خلال تلك الفيديوهات الأمل في نفوس المرضى وتُقدّم لهم محتوى مدعما بالإيجابية والمعنوية المرتفعة التي تمدهم بالطاقة لتساعدهم على التخلص من الإحباط والضغوط أو اليأس والخوف.
وعبر قناتها على يوتيوب استضافت عصفور خلال تشرين الأول الماضي، وهو شهر التوعية العالمي بسرطان الثدي، مختصين في عدة مجالات طبية للحديث عن مواضيع صحية تخص مرضى السرطان.
وترفض عصفور إطلاق كلمة محارب لأنه قد يخسر معركته وهذا له أثر نفسي سلبي على المرضى وخاصة على الأطفال، وتردد دوماً جملتها المشهورة «الحياة حلوة.. شوفها صح.. بتعيشها صح.
وأصعب التحديات التي واجهتها عصفور أثناء رحلة العلاج كان سقوط شعرها «الصلع» وكانت تواجه نظرات الناس بفكرة أن تكون غير متأثرة وتفرض شكلها عليهم، وأن تحترم ذاتها وتجربتها.
عصفور التي أصبحت اليوم صاحبة رسالة وملهمة للمصابات، تحمل على عاتقها مسؤولية إنشاء محتوى طبي مفيد وأن توسع رسالتها، حيث بدأت بدراسة الدبلوم في «لايف كوتش» بهدف تطوير ذاتها وبث محتوى أصيل لمرضى السرطان والمرضى بعامة.
وعصفور هي صاحبة رواية «أحلام مبعثرة بين عمان ويافا»، ومديرة مكتب مجلة عربية في عمّان سابقاً، ومراسلة صحفية لعدة وسائل إعلام عربية.
وتؤمن عصفور بأهمية الإسهام في رفع الوعي حول سرطان الثدي، وضرورة الكشف المبكر، والتغلب على الخوف، حيث تشير منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي إلى أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعا مع أكثر من 2.2 مليون حالة عام 2020، وتُصاب نحو امرأة واحدة من بين كل 12 امرأة بسرطان الثدي، وتشمل الإصابة بسرطان الثدي ما نسبته 39.8% من مجموع الإصابات بالسرطان لدى النساء، فيما بلغ معدل العمر عند التشخيص 52.7 عام.
الرأي - غدير السعدي