جفرا نيوز -
جفرا نيوز - هبة الكايد – انطلقت اليوم في الجامعة الأردنية فعاليات مبادرة "يلا نتفلسف" التي نظمها قسم الفلسفة في كلية الآداب بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، وذلك برعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، وحضور عدد من الباحثين والمتخصصين والمهتمين.
وقال عبيدات في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح "إنه من حسن الطالع أن الجامعة الأردنية أضافت مادة الفلسفة لتكون جزءا من متطلبات الجامعة، إيمانا منها بأهمية الفلسفة في حياة الناس، فهي أهم العلوم وأم العلوم الأخرى، منوها في هذا الصدد بأن من أهم مخرجات التعليم العالي هو أن تُخَرِّجَ الجامعات إنسانا قادرا مهنيا وفكريا ليعيش حياة جيدة، وحتى تحقق ذلك فلا بد أن يحصل الطالب على تدريب جيد ومهارات مهنية، وبنفس الوقت لا بد وأن تحقق الجامعة النتاجات والمخرجات التي تهتم بالبعد الفكري ليكون الطالب والخريج قادرين على التفكير الإبداعي والتفكير الناقد".
وأضاف عبيدات أنه على مدى التاريخ كان الفلاسفة قلّة فكريّة متميّزة، لكنها معزولة عن مجتمعاتها، تفكّر في العدم والوجود وما وراء الطبيعة وموضوعات يعتقد الناس بأنّها لا تهمّهم وليست من أولويّاتهم، بل إنّها تكتسب النّظرة السلبية لديهم. وأنّه لطالما شعر البعض بأنّ الفلسفة لا تتوافقُ مع الدّين، وهذا إن حصل، لا الدين أو الفلسفة مسؤولان عنه، بل إنّ بعض هفوات الفلاسفة شاركت في ذلك، إمّا عن قصد أو بغير قصد، حين قال بعض الفلاسفة إنّ الدين يُستَغلُّ لصالح بعض الفئات من النّاس، فاستغلَّه البعض ليضعوا حاجزا بين الفلسفة والدّين.
من جهته أكد عميد كلية الآداب الدكتور إسماعيل الزيود أن الاحتفال العالمي بيوم خاص للفلسفة انطلق منذ 2005 حين أعلنت اليونسكو أن الخميس الثالث من شهر تشرين الثاني من كل عام يومٌ خاص للإعلاء من قيمة الفلسفة ودورها في بناء الحضارة الإنسانية، مشيرا إلى اليونسكو أعلنت أن اليوم العالمي للفلسفة هذا العام يسعى إلى فتح النقاش على مستوى عالمي لتحديد كيفية التفاعل الإنساني مع البيئة الثقافية والاجتماعية والجغرافية والسياسية بهدف الوصول إلى فهم أفضل للدور الذي يمكن للفلسفة أن تساهم فيه في المجتمعات المعاصرة وعلى الأخص في ظل التغيرات التي عانت منها خلال فترة الجائحة.
وقال الزيود إن الكلية ارتأت هذا العام أن تحتفل بالفلسفة وبيومها العالمي من خلال الدعوة الحثيثة للطلبة بإعلاء دور الفلسفة في نشاطهم اليومي وفي مجالاتهم المعرفية المختلفة لتكون معينا لهم في حل المعضلات التي يواجهونها، ولتفتح لهم آفاق الحوار وآفاق التفكير؛ فكانت الدعوة بشعار الحملة "يلا نتفلسف" وسيلة ناجحة للعودة إلى الفلسفة، على حد تعبيره.
بدوره أشار رئيس قسم الفلسفة الدكتور ضرار بني ياسين إلى أن وظيفة الفلسفة الأساسية تتمثل بمساعدتنا على أن نكون أكثر دقة في بناء أفكارنا، وأكثر وضوحا في استعمالها، وفي مخاطبة الذات، والحوار مع الآخر، والتعبير عن أنفسنا، فهي تتوسط بين العقل والأفكار والمعرفة.
وأوضح بني ياسين أنه إذا حضرت الفلسفة تحضر القيم والمثل الإنسانية العليا التي تتوق الشعوب إلى امتلاكها، ويزداد حضور العقل كمصدر لبناء المعرفة والقدرة والإدراك، كما بحضورها سيحل الحوار ومحاكمة الأفكار والمساءلات النقدية، وسيُلقي المرء نفسه في حضرة التفكير والتفكير الناقد والقدرة على تفسير الأشياء والمواقف وفهمها، وصولا إلى بناء الحجج المنطقية.
وتهدف المبادرة التي تستمر أربعة أيام، وفقا لمنسقتها الدكتورة دعاء علي إلى نشر أهمية التفكير الفلسفي في الحياة؛ لا سيما لدى الطالب الجامعي، إضافة إلى التوعية المعرفية حول علاقة الفلسفة بمختلف التخصصات العلمية والإنسانية.
وتشتمل فعاليات المبادرة في اليوم الأول، حسب علي، على عدد من المحاضرات يُقدم فيها الدكتور أحمد ماضي ورقة علمية بعنوان "تجربتي مع الفلسفة"، والدكتور سلمان البدور متحدّثًا حول "تطور الفكر الفلسفي"، إضافة إلى محاضرة إلكترونية يقدمها الدكتور رامي نفّاع بعنوان "لماذا نتفلسف؟".
وتُعقد في اليوم الثاني جلستان، يتحدث في أولاها كل من الدكتور توفيق شومر حول "فلسفة العلم"، والدكتور حامد الدبابسة حول "الفلسفة وإشكالية المفاهيم"، يليها جلسة حوارية حول كتاب "عزاءات الفلسفة" للكاتب "آلان دو بوتون"، إلى جانب محاضرة إلكترونية للدكتور رياض الصلح بعنوان "الفلسفة وحقوق الإنسان".
فيما سيتحدث في اليوم الثالث، في الجلسة الأولى، الدكتور مالك المكانين حول "الفلسفة والسياسة"، والدكتورة نهلة الجمزاوي حول "فلسفة الأخلاق"، والدكتورة رزان الزعبي حول "الفلسفة والتربية"، وستقدم الدكتورة آمال الجبور في الجلسة الثانية ورقة بعنوان "الفلسفة والشباب"، والدكتور إبراهيم الخطيب ورقة أخرى بعنوان "الفلسفة والفن"، والدكتور أحمد العجارمة محاضرة حول "الفلسفة واللغة".
وتُختتم فعاليات المبادرة يوم الأربعاء بمحاضرتين إلكترونيتين لكل من الدكتور هشام غصيب حول "علاقة الفلسفة بالعلم"، والدكتورة أماني جرار حول "الفلسفة والتنمية".
كما تجدر الإشارة إلى أن فعاليات المبادرة تشمل أيضًا فقرات فنية وموسيقية ومسابقات ثقافية طلابية من خلال موقع المبادرة الإلكتروني على صفحة قسم الفلسفة.