النسخة الكاملة

"عميد الرؤساء" زيد الرفاعي "خزان الأسرار" و"الصامت طوعاً"

الخميس-2021-11-21 05:40 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز -  خاص

في الشتاء المبكر من 2009 حملت الأخبار إسم "الرفاعي الرابع" الذي يطلب منه تشكيل حكومة أردنية جديدة، إذ أصبح سمير زيد سمير الرفاعي رئيسا للحكومة الأردنية الجديدة، لكن في تلك الأثناء طغى خبر من نوع خاص وهو "التنحي الطوعي" لزيد الرفاعي عن منصب رئاسة "مجلس الملك"، ورغم سعي مراجع عليا للتأكيد لـ"عميد الرؤساء" بأن الأمر عادي، وأن سابقة "الأخوين الذهبي" حاضرة، إلا أن زيد الرفاعي "خزان الأسرار" الأردنية ذهب إلى منزله وعائلته معتذرا عن أن يبقى في المنصب.

ومنذ ذلك الحين لا يتهافت الرفاعي على المناسبات السياسية ويلبي على نطاق ضيق مناسبات اجتماعية يظهر فيها صامتا ووقورا لا يلجأ لـ"مواقف شعبوية" لجأ إليها كثيرون حين انحسرت عنهم أضواء المناصب ومزاياه، إذ يقضي الرفاعي معظم أوقاته مع عدد قليل من الأصدقاء، ويلجأ إلى عائلته كثيرا وإلى حديقة منزله دون أن ترافقه الكتب في كل مكان يذهب إليه، فهو القارئ النهم والسياسي المثقف والحكيم الذي أدار حكومات أردنية وسط عواصف سياسية هائلة لم ترحم أنظمة سياسية عدة في "الإقليم الملعون"

في ظل خلافات سياسية لدول مع الأردن، فقد لجأت فضائيات إخبارية كبرى وصحف دولية كبيرة لاستنطاق الرجل، وطلب تسجيل سلسلة مقابلات وأحاديث سياسية معه مقابل مبالغ مالية فلكية، إلا أن الرجل رفض هذه العروض، وأبلغهم أنه في مرحلة "صمت طوعي"، وأنه إذا قرر أن يظهر سياسيا أو إعلاميا فإن هذا الظهور لن يكون إلا عبر منابر سياسية وإعلامية وأردنية وخدمة للأردن، وأنه ليس في وارد أن يقول "ربع كلمة مسيئة" للأردن أو عن أي أردني.

"عميـد الرؤساء" الوقور والمهذب سلوكا وحديثا يقول كثيرون عنه إن أبرز مرحلة تكشف "وطنية وانتماء وولاء" هي اللحظة التي ظُلِمَت فيها التجربة السياسية لنجله البكر سمير مع بدء هبّات الربيع العربي التي أطاحت بحكومة سمير تحت ضغط وغضب الشارع، إذ باستقالة زيد من رئاسة الأعيان قبل ذلك بعام ورحيل حكومة الإبن للتو وقتذاك فقد كانت تلك لحظة حاسمة لتُعْرَف الولاءات ما إذا كانت "فالصو" أم لا، إذ رفضا أن يركبا "موجة الشعبويات"  أو "رفع الصوت" على الدولة والنظام

 بل كان الرفاعي "الأب والإبن" يسخران جهودهما لصالح الأردن والنظام دون تردد، ودون "مناصب استرضائية"، إذ ظلا إلى جدار الدولة، بل ذهب زيد وسمير إلى أقصى نقاط جغرافية للدفاع عن الدولة والنظام والتجربة فيما كانت عواصم عربية عدة تلعن الشعوب فيها الأنظمة.

كثيرون يريدون من زيد أن يفتح الملفات والأوراق وأن يتحدث عن محطات ومفاصل سياسية مهمة في التاريخ الأردني،وبعضها لا يزال غامضا ولم يتمكن أحد من فك طلاسمه وألغازه المثيرة، لكن "عميد الرؤساء" يعرف أن "أسرار الدول" لا تُباح ولا تُخان، وليست "بضاعة رخيصة"، وهو ما يجعله يصمت طوعا، ومعزة للبلد والنظام الذي يقول إن فضلهما عليه كان كبيرا.

يقول كثيرون: الكبار في السياسة حقا لا يمارسون "الردح والشعوذة والشعبوية" فهم يصمتون، ولا يتحدثون إلى في أوقات "الإفتاء السياسي" التي لا يبخلون فيها على سكان الطوابق السياسية العليا حين يطلبونها من "كبار البلد"