النسخة الكاملة

الموت خارج الكوكب.. إليك ما سيحدث لجسدك إذا مت في الفضاء

الخميس-2021-11-15 10:01 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - نظرًا لأن السفر إلى الفضاء للأغراض الترفيهية أصبح أمرًا واردًا جدًا، فقد يأتي وقت نسافر فيه إلى كواكب أخرى لقضاء إجازتنا الصيفية أو حتى العيش هناك لفترة ما.
بدأت شركة الفضاء التجارية Blue Origin بالفعل بإرسال بعض العملاء في رحلات جوية شبه مدارية، ويأمل إيلون ماسك أن يجهز قاعدة على المريخ مع شركته "سبيس إكس".

وهذا يعني أننا بحاجة إلى البدء في التفكير في الكيفية التي ستكون بها الحياة في الفضاء - وماذا سيحدث إذا مات شخص ما هناك.

بعد أن يموت شخص ما على الأرض، يمر جسم الإنسان بعدد من مراحل التحلل.

أولاً يتوقف الدم عن التدفق ويبدأ في التجمع نتيجة الجاذبية، وهي عملية تعرف باسم ليفور مورتيس.

ثم يبرد الجسم في عملية تعرف باسم ألغور مورتيس، بعدها تتصلب العضلات بسبب التراكم غير المنضبط للكالسيوم في ألياف العضلات. ثم تقوم الإنزيمات التالية، وهي البروتينات التي تسرع التفاعلات الكيميائية بتفكيك جدران الخلايا وإطلاق محتوياتها.

في الوقت نفسه تهرب البكتيريا الموجودة في أمعائنا وتنتشر في جميع أنحاء الجسم. وتقوم بالتهام الأنسجة الرخوة وتطلق غازات تسبب انتفاخ الجسم. بعدها يتم تدمير العضلات، وتنبعث روائح قوية وتتكسر الأنسجة الرخوة.

جميع عمليات التحلل هذه هي العوامل الداخلية، ولكن هناك أيضًا عوامل خارجية تؤثر على عملية التحلل، بما في ذلك درجة الحرارة، ونشاط الحشرات، وطريقة دفن الجسم أو لفه، ووجود النار أو الماء.

أما عملية التحنيط وهي عملية تجفيف الجسم، فتحدث في ظروف جافة يمكن أن تكون ساخنة أو باردة.

أما البيئات الرطبة الخالية من الأكسجين، يمكن أن يحدث فيها ظاهرة الموم التي تعرف أيضًا باسم شمع الجثث، حيث يمكن أن يتسبب الماء في تكسير الدهون إلى مادة شمعية من خلال عملية التحلل المائي. ومن ثم يعمل هذا الطلاء الشمعي كحاجز فوق الجلد لحمايته والحفاظ عليه.

ولكن في معظم الحالات، تختفي الأنسجة الرخوة في النهاية لتكشف عن الهيكل العظمي. وهي الأنسجة الصلبة التي يمكنها البقاء على قيد الحياة لآلاف السنين.

إذًا كيف سيكون الموت في الفضاء؟

اختلاف الجاذبية التي نراها على الكواكب الأخرى ستؤثر بالتأكيد على مرحلة ليفور مورتيس، ونقص الجاذبية أثناء الطفو في الفضاء يعني أن الدم لن يتجمع. داخل بدلة الفضاء سيكون الجسد الميت ميتًأ بالفعل نتيجة توقف وظائف الجسم. وستعمل البكتيريا الموجودة في الأمعاء على التهام الأنسجة الرخوة. لكن هذه البكتيريا تحتاج إلى الأكسجين لتعمل بشكل صحيح وفعال، وبالتالي فإن الإمدادات المحدودة من الهواء ستبطئ العملية بشكل كبير.

إضافة إلى أن الميكروبات الموجودة في التربة تساعد في عملية التحلل، وبالتالي فإن أي بيئة كوكبية غير الأرض ستمنع العمل الميكروبي، وستحسن من فرص الحفاظ على الأنسجة الرخوة.

وهذا يعني أن التحلل في ظروف مختلفة جدًا عن بيئة الأرض ستكون أكثر تعقيدًا، فلنأخذ الهيكل العظمي على سبيل المثال عندما نكون على قيد الحياة، فإن عظامنا هي عبارة عن مادة حية تتكون من مواد عضوية مثل الأوعية الدموية والكولاجين، ومواد غير عضوية في تركيبة بلورية. وعادة بعد الموت يتحلل المكون العضوي، وبالتالي فإن الهياكل العظمية التي نراها في المتاحف هي في الغالب بقايا غير عضوية. ولكن في التربة شديدة الحموضة، والتي قد نجدها على الكواكب الأخرى يمكن أن يحدث العكس أي أنه يمكن أن يختفي المكون غير العضوي تاركًا الأنسجة الرخوة فقط.

على الأرض يشكل تحلل البقايا البشرية جزءًا من نظام بيئي متوازن حيث يتم إعادة تدوير العناصر الغذائية بواسطة الكائنات الحية، مثل الحشرات والميكروبات وحتى النباتات. لكن البيئات الأخرى على الكواكب المختلفة لن تتطور لتستفيد من أجسامنا بنفس الطريقة الفعالة الموجودة على سطح الأرض، فالحشرات والحيوانات غير موجودة على الكواكب الأخرى في نظامنا.

لكن ظروف المريخ الجافة الشبيهة بالصحراء قد تعني جفاف الأنسجة الرخوة، وربما تؤدي الرواسب التي تهب عليها الرياح إلى تآكل الهيكل العظمي وإتلافه بنفس الطريقة الموجودة لدينا على الأرض.

وبجميع الأحوال من المحتمل أن بقايا أجسادنا ستبدو بشرية بشكل كبير لأن عملية التحلل الكاملة التي نراها هنا على الأرض لن تحدث. ستكون أجسادنا "كائنات فضائية" في الفضاء، وربما نحتاج إلى إيجاد شكل جديد من الممارسات الجنائزية، بعيدا عن متطلبات الطاقة العالية لحرق الجثث أو حفر القبور في بيئة قاسية غير مضيافة.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير