النسخة الكاملة

نهاية الربيع الأردني ...سقوط الإسلاميين وتقدم المواليين

الأحد-2012-04-22 11:11 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص وحصري - طارق البطوش
في الوقت الذي تحصد فيه التيارات الإسلامية بالعالم العربي نتائج الانتخابات البرلمانية والسيطرة على الحكومات بعد أن حلت الثورات العربية بثوبه الأمريكي نجد أن جماعة الإخوان المسلمين الذين يعولون كثيرا على هذا الربيع العربي ويربطون مصيرهم به ويؤكدون على أنهم قادمون إلى العبدلي لقيادة مجلس النواب والى الدوار الرابع لقيادة زمام الأمور في رئاسة الوزراء نجد أن هذه الأحلام لا ترتقي إلى مستوى التفكير بها تحقيقها.

ما تعول عليه الحركة الإسلامية لم يعد له معنى حقيقي ولم يعد له مجال من التحقيق خاصة وان هناك عناوين للعبة السياسية فالتيارات الإسلامية في الدول العربية التي وصلت إلى سدت الحكم اليوم نجدها قد بدأت تتكشف وتظهر معالمها وهو ما يعني أن مصير الإسلامي السياسي وليس السياسة الإسلامية قد بدأ يتكشف وبدا ينهار وهو مرحلة تكوينه ببطن أمه الأمريكية.

ما يتوقع وتتبنى به جفرا نيوز هو سقوط كبير لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن خاصة في حال أن الانتخابات النيابية قد تم تأجيلها إلى العام القادم وهو ما يعني أن الغطاء سيتكشف وسيقع القناع عن وجه الجماعة والتيارات الإسلامية في العالم العربي.
التأخير لا يصب في مصلحة إخوان الأردن ربما يقول البعض لماذا؟أولا أن جماعة الإخوان في مصر قد بدأت تفشل في مشروعها وهذا سيكون له انعكاسات على جماعة الأردن كونها مرتبطة ارتباطا مباشرا بمصر ومتأثرة به إلى حد كبير يصل إلى تنفيذ أي قرار صادر عن جماعة مصر على الساحة الأردنية وعلى سبيل المثال القبول بعضوية عبد المجيد الذنيبات بمجلس الأعيان بعد أن باركت جماعة مصر ذلك.

ثانيا نجد ان تبعية الحركات الإسلامية التي وصلت الى السلطة في العالم العربي بالادارة الامريكية وارتباطها مباشرة بالبيت الأبيض لا يصب في مصلحة إخوان الأردن خاصة وان هناك عداء كبير وارث سيئ بين الشعوب العربية والإدارة الامريكية وقد غذته في يوم من الايام الحركات الإسلامية التي كانت تهتف بالشارع العربي ومنه الاردني"امريكا هي هي ...امريكا راس الحيه" فكيف انقلبت الأمور وأصبح الامريكان الحضن الدافئ للاخوان المسلمين في العالم العربي.


ثالثا انتظار الاوضاع في سوريا وما ستؤدي اليه الامور فاذا كانت النتائج سقوط سوريا فانعكاساته سلبية على الاردن وهو ما سيجعل الشعب الاردني يرفض الاخوان الذين ايدوا هذا السقوط في ظل انعكاسات اقتصادية وامنية واجتماعية وتعليميه كبير لا محال لها على الساحة المحلية أي ما يعني ان الحركة ستفقد شرعيته اردنيا لأنها ايدت سقوط بلد عربي يشكل شريان الحياة للاردن...وفي حال نجحت سوريا في دحر المؤامرة فان هذا يعني ان جماعة اخوان سوريا لن يتمكنوا من الوصول الى الحكم والسلطة في دمشق وهو ما يعني ان اخوان الاردني خسروا الرهان على سوريا والثورة فيها وهو ما سيمنعها من التفكير بالسيطرة على زمام الامور في الاردن.

هذه الاجواء الصعبة التي تمر بها الحركة الاسلامية والمستقبل السيئ للحركة يعني انه لا بد من ظهور تيار اخر يستفيد من سقوط الاخوان المسلمين التيار الاكثر قدرة على الاستفادة من تشرد اخوان الاردن هو تيار الموالاه وهو ما يتضح ان الشارع الاردني يدعمه بقوة وبشراسة شريطة ان يوازي بين ولائه المطلق للوطن وقيادته وشعبه وبين التحدث بلسان الشارع على المستوى الاقتصادي بالدرجة الاولى والاجتماعي والزراعي والسياسي والامني.

تفوق الموالاة بالتاكيد سيكون له شان خاصة في ظل انتفاظ عشرات الألوف من أبناء الاردن بمختلف أنحاء المملكة تاكيدا على ولائهم المطلق للوطن وقيادته في المقابل يشارك ما لا يزيد عن ربما مئة أو مائتين وأكثر من ذلك بشيء بسيط باعتصام هنا او هناك للحركة الاسلامية تتحدث فيها عن الشعب الاردني فاذا كان 200 شخص يتحدثون باسم الشعب الأردني فماذا نقول لعشرات الألوف الذين يخرجون في مختلف أنحاء المملكة باسم من يتحدثون ربما باسم الامة العربية او الإسلامية.

اخيرا نقول السقط للإسلاميين قاب قوسين او ادنى والنهوض للموالاة بات في حكم المؤكد فمن يزرع يحصد ما زرع فلا يمكن لزارع القمح ان يحصد عدسا...
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير