جفرا نيوز -
جفرا نيوز- شارك وزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة، اليوم الاثنين، في اعمال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، التي عقدت مؤخرا، في مدينة غلاسكو بإسكتلندا.
وخلال اجتماعات وورشات المؤتمر، ومن أبرزها ورشة العمل المناخي التي نظمها الاتحاد من أجل المتوسط وحكومة قبرص، أكد الردايدة، أن التحديات المناخية والبيئية التي تواجه منطقة المتوسط تتمثل بالتصحر وشح المياه ما يتطلب تكاتف الدول لمواجهتها.
وناقش الردايدة مبادرة إقليمية أطلقتها قبرص استنادا إلى البحث العلمي الدقيق في مواجهة التحديات البيئية وتبعات تغير المناخ.
وخلال اليوم الثاني من مؤتمر المناخ، وعد الأردن بالانضمام إلى التعهد العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، لخفض انبعاثات غاز الميثان المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، بنسبة 30 % بحلول عام 2030.
جاء ذلك بعد اطلاع الوزير الردايدة على سائر المحاور التي ستنطلق بعد إعلان الميثاق.
وبحسب الاتفاق فإن البلدان التي ستنضم إلى التعهد تلتزم في الحد من انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30 بالمئة على الأقل من مستويات 2020 بحلول عام 2030، حيث سيتم من خلال هذا الالتزام تجنب ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 0.2 درجة مئوية بحلول عام 2050 ما يعتبر مساهمة كبيرة نحو تحقيق أهداف اتفاقية باريس، وقد تم الإعلان عن الدول المشاركة والداعمة للمبادرة والبالغ عددها ما يزيد على 80 دولة ومنها الأردن والعدد مرشح للارتفاع.
كما تشكل المبادرة فرصة لبنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات الدولية لدعم تنفيذ هذه المبادرة.
ويشار إلى أن الميثان هو الغاز الرئيس المسبب للاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون، ما يعني أن خفض انبعاثاته سيكون له أثر سريع في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وعلى صعيد متصل، قدم الردايدة، خلال اجتماع عقده البنك الإسلامي للتنمية نبذة عن الإنجازات الأردنية في مواجهة التغير المناخي، والتي تضمنت اعداد وثيقة المساهمات المحددة وطنيا ، والخطة الوطنية التنفيذية للنمو الأخضر.
ولفت الردايدة إلى أهمية الدعم الدولي، والبنوك متعددة الأطراف للأردن لتمكينه من تحقيق أهدافه، وكذلك الإجراءات والمشاريع الواردة في تلك الخطط للتعامل مع ظاهرة التغير المناخي، وفي إطار التنمية المستدامة، والاعتماد على الاقتصاد الأخضر المستدام بيئيا، والشامل اجتماعيا.
كما عقد الردايدة اجتماعا مع ممثلي مشروع صحارى، ومؤسس شركة بيلونا المشرفة على تنفيذه في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، حيث اطلع على آخر التطورات فيه.
وشدد على أهمية تمكين المشروع ليصبح من مشاريع النمو الأخضر في قطاع الزراعة، والاستفادة منه في بناء القدرات والتوظيف من خلال خلق فرص عمل خضراء.
وبالتوازي عقد الردايدة اجتماعا مع القائمين على مؤسسة شراكة المساهمات المحددة وطنيا، مشيرا إلى أهمية قيام الشراكة بتسهيل تطوير أفكار المشاريع الواردة في خطة المساهمات المحددة وطنياً، بحيث تصبح قابلة للتمويل، من خلال عرضها على الشركاء في شراكة المساهمات.
وحظي الأردن بإشادة دولية لحضوره المميز في مؤتمر التغير المناخي، حيث اشارت وكالة الأنباء القطرية بتقرير موسع نشرته امس السبت، إلى أن الأردن قد خطا خطوات مميزة في مواجهة تبعات التغير المناخي.
وذكرت في تقريرها أن اهتمام الأردن كان بأعلى مستوياته وإنه يعتبر من أوائل دول المنطقة التي أدركت منذ مرحلة مبكرة أهمية التغير المناخي وضرورة التخطيط على المستوى الوطني وعلى مستوى القطاعات لمجابهة الآثار السلبية الناشئة عن تغير المناخ.
وحول جهود الأردن في مكافحة التغير المناخي، ذكر التقرير أن الأردن سعى إلى تطوير الخطة الوطنية للتكيف مع التغير المناخي التي أكدت ضرورة تعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ وتحسين البنية التحتية لمجابهة الآثار السلبية المحتملة، حيث تعامل مع قضايا البيئة والمناخ مبكرا من خلال الخطة التنفيذية الوطنية للنمو الأخضر، واستراتيجية الطاقة، وبرنامج أولويات عمل الحكومة الاقتصادي للأعوام 2021- 2023 من خلال التركيز على مشاريع خضراء في مقدمتها الناقل الوطني، واستخدام الطاقة الشمسية في المستشفيات، إضافة إلى أن موازنة 2022 ستأخذ بعين الاعتبار المشاريع والنفقات الضرورية لمواجهة الظروف الناجمة عن التغير المناخي.
وأضاف التقرير أن الأردن يحرص على الحضور بقوة في المشهدين الإقليمي والدولي في جهود مكافحة التغير المناخي، ومثال على ذلك ملف المشاريع التنموية والاستثمارات البيئية، الحاضر خلال لقاءات ومباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، إضافة الى لقاءاته مع البنك وصندوق النقد الدوليين، والإعلان عن اتفاقية جديدة بين الأردن والبنك الدولي مقرونة بتحسين مناخ الاستثمار وتحفيز نمو الاقتصاد المستجيب للتغير المناخي، كما أن البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية أعلن مؤخرا مع صندوق الاستثمار الأخضر عن مليار دولار لتعزيز الاستثمارات الخضراء في 7 دول من بينها الأردن.