النسخة الكاملة

"الهوية الجامعة" وراء الأكمة ما وراءها "جدل مفضوح ومصطنع"

الخميس-2021-11-07 11:30 am
جفرا نيوز -

جفرا نيوز- خاص

قبل 10 سنوات وشهر واحد وتحديدا في الحادي عشر من سبتمبر عام 2011 وحين كانت أنظمة عربية تتساقط على وقع "الربيع العربي" كان جلالة الملك عبدالله الثاني يُحصن "بلاده وأهله" من "الفيروس السياسي" الذي نجا منه الأردن بـ"مناعة صامدة" راكم الأردنيون قوتها نظاما وشعبا، إذ في ذلك اليوم وخلال لقاء لجلالته مع نخبة من مثقفين وإعلاميين أطلق الملك ولأول مرة أردنيا مصطلح "الهوية الأردنية الجامعة"، والتي عرّفها جلالة الملك بأنها "هوية جامعة لا مفرقة، وهي هوية عربية إسلامية تحتوي جميع أبناء وبنات الوطن، مشددا على الدور المهم الذي يضطلعون به في تعميق مبادئ الانتماء للوطن قولا وفعلا، وفي ترسيخ الهوية الوطنية الجامعة لكل الأردنيين والأردنيات، إذ أوضح جلالته في ذلك اللقاء بأنه "يجب أن نكون أكثر وعيا وحذرا، وأن نميز في خطابنا السياسي والفكري بين مناقشة الهوية الوطنية، وعدم السماح بأخذ هذا النقاش نحو ثنائية تفتت المجتمع".

ومع تجدد الحديث سياسيا عن مصطلح "الهوية الوطنية الجامعة"، تظهر "أقلية مريضة" تريد الانحراف بالمصطلح السياسي التجديدي عن مقاصده الحقيقية في بناء "أردن قوي ومنيع"، لكن الأخطر هو ما اكتشفته فرق بحث تقنية وفنية رصدت وجود برامج تقنية "خبيثة الهدف" من شأنها إعداد "ردود آلية" لكن بشكل احترافي على منشورات أردنية على مواقع التواصل الاجتماعي حينما يكون النقاش مرتبط بمصطلح "الهوية الجامعة"، إذ تلاحظ الدراسة أن الردود المنسقة هي ردود هجومية وتثير الفتن والقلاقل، والأقوى إنها من حسابات "شبه وهمية" وتُدار من خارج المملكة، إذ لا يمكن لأفراد عاديين أن يقتنوا هذه التقنيات.

وما أمكن للدراسة ملاحظته أيضا، هي أن "الحسابات شبه الوهمية" قد نشطت أيضا في شهر مارس وأبريل من العام الحالي بالتزامن مع قضية الفتنة، والتي كانت تشكك بالرواية الأردنية، وتسيء إليها، وتحرض الناس لتكذيبها والإساءة للأردن الدولة والنظام، وعبر التلطي خلف صور شخصيات وهمية، لكن المفاجئ أن العديد من هذه الحسابات اختفت إذ يقوم موقع تويتر بين حين وآخر بإلغاء الحسابات التي تستخدم برامج "توجيه آلي"، قبل أن تظهر حسابات جديدة استخدمت نفس التقنيات في توجيه ردود آلية، واختراع منشورات فيها نوع من "التوجيه السياسي" الذي يتطابق مع مضمون تغريدات لشخصيات غير أردنية ولا تقيم في المملكة.

يتعرض مصطلح "الهوية الأردنية الجامعة" لـ"افتراس تقني" ممول من "خصوم التجربة الأردنية"، ومن خارج الحدود، لإثارة "جدل مصطنع" بات مفضوح ومكشوف الدوافع، بعيدا عمن اختار أن يختلف برقي ووطنية صادقة ويريد أن يطئمن أن كل عمل غايته أن يكون "الأردن أقوى"، وهؤلاء من فضل الله على الأردن هم "الأكثرية النافعة".