جفرا نيوز -
جفرا نيوز- في مثل هذه الأيام من عام ١٨٣٤، قام الوالي المصري لبلاد الشام ابراهيم باشا بفرض حصار مدته ١٧ يوماً على الكرك، من أجل إلقاء القبض على قادة ثورة الفلاحين في فلسطين.
بعد احتلال قوات ابراهيم باشا المصرية لبلاد الشام من العثمانيين عام ١٨٣١، قام بفرض سياسات التجنيد العسكري، ونزع السلاح، وجمع الضرائب، فنشبت ثورة ضده في مدن نابلس، والخليل، والقدس، ويافا، بقيادة الشيخ قاسم الأحمد. انتشرت الثورة أيضاً إلى الجليل، وغزة، وأجزاء من شرقي الأردن.
رغم أن صفوف المتمردين ضمت في الغالب الفلاحين، إلا أن بعض وجهاء المدن والقبائل البدوية انضموا إليهم.
تفوقت قوات ابراهيم باشا في التنظيم والعتاد، فهُزم الثوار في القدس، ونابلس، والساحل، قبل هزيمتهم الأخيرة في الخليل، والتي تم تسويتها.
بعدها لجأ قائد الثورة قاسم الأحمد مع بعض من رجاله إلى السلط، وبعدها إلى الكرك، والتي قامت قوات ابراهيم باشا بمحاصرتها على مدى ١٧ يوماً، ونهبها وتدمير أسوارها.
خوفاً من انتقام ابراهيم باشا، قام شيخ اتحاد قبائل العنيزة بتسليم قادة الثوار إلى المصريين، فتم اعدامهم مع مجموعة أخرى أُلقي القبض عليها سابقاً، ونجح الباشا في تنفيذ سياساته.
ولكن الكركيين لم ينسوا هذه الحادثة، فبعد انسحاب قوات ابراهيم باشا من بلاد الشام بعد الحصار بست سنوات (بضغط من القوى الأوروبية بسبب وصوله إلى الأناضول وقيامه بتهديد عاصمة الدولة العثمانية)،
قام الكركيون بمهاجمة جزء من جيشه المنسحب على طول الطريق المملوكي من القطرانة وحتى غزة. بوصولها إلى غزة، كانت قوة ابراهيم باشا قد فقدت معظم ذخائرها وأفرادها ودوابها.
استمرت قوات ابراهيم باشا بالزحف فوصلت إلى الأناضول في تهديد مباشر للسلطان العثماني إلا أن القوى الأوروبية أجبرته على الانسحاب من بلاد الشام فبقيت مصر تحت حكم الدولة العثمانية ولكن بسيادة ذاتية
سلالة محمد علي هي ذاتها العائلة الملكية المصرية التي بقيت تحكم حتى انقلاب ١٩٥٢