جفرا نيوز -
وصف وزير "مخضرم" شخصية رئيس مجلس النواب احمد الصفدي بانه "مريح بالتعامل مع الجميع نوابا ومعارضة نيابية وصحافة "، ومع الحكومة ايضا.
رئيس كتلة المعارضة الاسلامية صالح العرموطي الذي نافس الصفدي على رئاسة مجلس النواب كان واضحا حينما وجه كلامه للصفدي بالقول «ما كنت يوما الا مع الوطن وامنه واستقراره وما شاهدناه في الدورات الماضية الا دليل على قربك من الجميع وانك لم تنحاز لاي جهة من الجهات واقول هذا بصدق وامانة ولن تكون بيننا خصومة».
احد النواب قال ان الصفدي هو رئيس «الضرورة» في هذه المرحلة خاصة وان مجلس النواب هو اول مجلس في مرحلة التحديث السياسي، لذلك حظي بتوافق كبير داخل الائتلاف النيابي الذي تشكل من خمس كتل نيابية، والذي وفر للصفدي الفوز برئاسة مجلس النواب بان حصل على 98 صوتا وهو رقم كبير لم نعتد عليه او هو نادر الحدوث.
الصفدي انتخب رئيسا لمجلس النواب العشرين في دورته الاولى، ولكنه كان رئيسا لمجلس النواب التاسع عشر في اخر دورتين من عمر ذلك المجلس.
وهنا حقق الصفدي انجازات شهد لها الكل حكومة ونواب ومعارضة نيابية حتى ان المعارضة الاسلامية في ذلك الوقت انتخبته في اكثر من دورة بحسب نواب اسلاميين انذاك.
النائب الصفدي الذي دخل العمل النيابي في عام 2007 كان دائما يشكل كتلة نيابية كبيرة علاوة على شخصيته المؤثرة تحت القبة ما وفر له التواصل مع الجميع نوابا وحكومات من اجل الوصول بشكل دائم لتفاهمات تحت القبة على القضايا التي تطرح وتناقش سواء كانت تشريعية او سياسية.
الصفدي حرص اثناء رئاسته لمجلس النواب السابق على ان تكون العلاقة بين مجلس النواب والحكومة مبنية على التعاون في اطار الصلاحيات الدستورية لكل منهما لذلك حافظ على علاقة ايجابية ولكنه ايضا كان حريصا على ان يمارس النواب دورهم الرقابي والتشريعي.
وكان دائما يمنح النواب الحرية في الحديث تحت القبة حتى لو كان هناك نقد للحكومة، كما انه كان حريصا على اعطاء نواب المعارضة الاسلامية الوقت الكافي للحديث تحت القبة لابداء مواقفهم في التشريعات او في القضايا السياسية بالاضافة الى انه كان يمنح جميع النواب الفرصة لابداء مواقفهم تحت القبة او الدفاع عن التشريعات ومناقشتها بشكل تفصيلي وهو ما وفر اجواء مريحة للجميع تحت القبة التي غاب عنها التوتر الشديد لانه كان لا يحرم أحداً من حق الكلام حتى في التشريعات التي كانت توصف بانها جدلية.
احد العناوين الرئيسية للصفدي كان التواصل مع المواطنين فكان مكتبه وقاعات المجلس بمثابة «خلية نحل» وكان في اليوم الواحد يلتقي وفوداً من محافظات مختلفة ويتبنى مطالبهم ويطالب الحكومة بحلها، كما أنه حريص على التواصل مع النقابات المهنية والعمالية والاستماع الى ارائهم وملاحظاتهم في التشريعات التي تهمهم.
القضية الاخرى الهامة والتي كان لها تأثير في قرار النواب باعادة انتخاب الصفدي للرئاسة هي الدبلوماسية البرلمانية والتي كانت احد العناوين الهامة لرئاسته وشكلت مساهمة من مجلس النواب في شرح البيئة الاستثمارية في الاردن للمسؤولين والنواب العرب وهنا كانت علاقة الصفدي قوية مع رؤساء البرلمانات العربية وعلى رأسهم رئيس مجلس الشورى السعودي الذي تعددت الزيارات المتبادلة بين الصفدي ورئيس مجلس الشورى السعودي وكان واضحا دفء العلاقة بينهما.
كما عزز الصفدي العلاقة مع مجلس النواب العراقي بجميع كتله النيابية حتى انه التقى مع جميع الرؤساء في العراق وجميع ممثلي الكتل النيابية، اضافة الى العلاقة مع رئيس مجلس النواب المصري علاوة على زيارة الصفدي الى دمشق برفقة عدد من رؤساء البرلمانات العربية كما عمل مجلس النواب بقوة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة.
الصفدي ايضا في مسيرته الرئاسية كان منفتحا على الاعلام والصحفيين حتى ان التواصل معه سهل سواء عبر الهاتف او اللقاء في مكتبه، كما قام بزيارة الى نقابة الصحفيين للتعبير عن انفتاحه مع وسائل الاعلام.
القضية التي ساهمت ايضا في اعادة انتخاب الصفدي هو حرصه اثناء رئاسته على اعادة ثقة الشعب باداء مجلس النواب فكانت بالنسبة له اولوية.
الكثير من النواب يشهد للصفدي بالاداء المميز في ادارة جلسات المجلس تحت القبة وقدرته على الانجاز وحفظ التوازنات السياسية ونزع فتيل الازمات والتعامل مع اية مستجدات بحكمة وروية وواقعية.
هناك اسباب كثيرة سياسية وبرلمانية لاعادة انتخاب الصفدي ولكن الاداء وتجربته السابقة وانفتاحه على الجميع وايمانه بالعمل الحزبي وبانجاح مسيرة التحديث السياسي والتواصل مع المواطنين وحرصه على الدور الرقابي لمجلس النواب هي التي ادت الى ان يصبح مرشح الائتلاف الواسع ثم اعادة انتخابه من النواب الاعضاء في الكتل الخمس.
الرأي - ماجد الامير