النسخة الكاملة

المرابون في الأردن لا خوف ولا خجل.. ومختصون لـ"جفرا": درء مفسدة أولى من جلب منفعة

الخميس-2021-11-03 10:46 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – رامي المعادات

انتعشت الأعمال الربوية في الأردن بسبب الضائقة المالية التي تضطر الناس للاستدانة، مهما كانت الفائدة، فانتشر المرابون وراحوا يوقعون الناس في مصيدتهم، لا يخافون العقاب، لعدم الرقابة الفعلية، ولا من وازع ديني أو أخلاقي يردعهم.

وبصورة غير معهودة، وتحت مسميات عدة للمكاتب التي تفتح في الأسواق، ولاصحاب رأس مال يرغبون بمضاعفة أرصدتهم البنكية، يمارس الربا اليوم بشكل علني، حيث أصبحت في كل مدينة رموز معروفة لا تخشى شيء، وغالبية هذه المكاتب ترتبط بشكل أو بآخر بمكاتب تحويل العملة أو المكاتب المختصة بالتعاملات المالية، بحسب مواطنون.

ما يشجع على ذلك، بحسب المحامي جلال المهيدات، هو كثرة الزبائن الذين يضطرون لأسباب قاهرة في بعض الأحيان، أو لأسباب تتعلق بفتح مشروع أو تذليل ضائقة مالية، للإستدانة، نظرا للشروط والمعضلات التي تنتهجها بعض البنوك في الية منح القروض الصغيرة.

واضاف المهيدات لـ"جفرا نيوز"، ان لا رقابة فعلية على من سلكوا طريق الربى، ويجب على الحكومة تكثيف الرقابة عليهم، والعمل على الحد من هذه الظاهرة، مؤكد ان الربى يلحق الضرر الكبير بالمجتمع ناهيك عن تحريم الشرع له مما يجعله في مقدمة الجرائم المالية.

واكد مصدر امني مطلع على هذا الملف لـ"جفرا نيوز"، أنه يتم التعامل مع الكثير من القضايا المالية، وهي في الغالب ضد شخص استدان مبلغًا وحرر صكًا ولم يستطع دفعه.
ويؤكد أن السلطات تعرف أن المشتكي في الغالب مرابي، لكننا لا نملك براهين على ذلك، وفي الغالب يوضع الشخص المديون في السجن، لأنه لم يستطع الدفع، على الرغم من أنه دفع للمرابي مبالغ كبيرة كفوائد طيلة الفترة التي استدان فيها المبلغ، وهنا يجب التوعية والتنبه لمخاطر التعامل مع المرابين وتجنب الوصول اليهم مهما كلف الامر.

وبالعودة للرأي القانوني، أكدت المحامية ايمان دخل الله في حديث لـ"جفرا نيوز"، أن القانون المٌجرم لمذنب الربى صدر عام 1934، ويتكون من 4 مواد فقط، ويطلق عليه قانون (الرِّبا الفاحش)، وتنص مادته الثَّانية على إمكانية فتح معاملات الإقراض وتدقيق الحساب مرة أخرى لإثبات وجود ربا فاحش من عدمه.

واضافت، أن تفشي الربا الفاحش ينشأ عنه العديد من الأضرار على الأفراد والجماعات والمجتمع بأكمله، وأن (درء مفسدة أولى من جلب المنفعة)، فضرره قد غلب منفعته وشمل مناحي الحياة المختلفة.

واشارت، أن ظاهرة مرابي القروض تقوم من قبل المرابين على استغلال حاجة الأفراد الملحة للسيولة والمال، وهم يقومون باستيفاء فوائد ربوية فاحشة على القروض، مما يجعل المدين في وضع مالي أسوأ ويعرضه للمساءلة القانونية في حال تعذر السداد وهذه الظاهرة لم يعالجها المشرع الأردني بشكل واف ومناسب بما فيها سوء نية المرابين واستغلالهم لظروف الأشخاص المالية.

وبالذهاب الى رأي الدين، قال الشيخ فادي العشه لـ"جفرا نيوز"، ان الإسلام نهى عن الربا، ويشير القرآن الكريم إلى ذلك في أكثر من موضع، يقول تعالى ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين)) ويؤكد أن المعاملات الربوية تجعل الإنسان يطعم أفراد أسرته من المال الحرام، مؤكدا ان جميع الأديان السماوية حرمت الربى بكل اشكاله وانواعه.