النسخة الكاملة

أزمة المياه ليست أردنية فقط .. معظم العالم العربي يواجه العطش

الخميس-2021-10-31 09:19 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – خاص - تصرّ صحافتنا على وسم الأردن بأنه الأفقر مائياً وتصويره أنه وحده فقط من يعاني من شح المياه، وفي هذا مبالغة كبيرة، اذ تظهر الأرقام والإحصاءات أن العالم العربي بمعظمه تقريبا يعاني من ازمة مياه خانقة وليس الأردن فقط.
ففي تونس على سبيل المثال تراجع استهلاك الفرد إلى 420 متراً مكعباً وقد ينخفض أكثر وسط أزمة مياه حانقة وصلت مرحلة الشح.

 وتشهد تونس للعام الثالث على التوالي حالة من الجفاف أسهمت في مزيد من فرض الضغط على المنظومة المائية التي لم تعد تتحمل الطلب المتزايد، لا سيما في فصل الصيف.

وبحسب تصريحات المسؤولين التونسيين المشرفين على المنظومة المائية، فقد تم تسجيل تراجع في مخزون السدود في السنوات الثلاث الأخيرة، إذ إن المخزون عام 2019 كان 79 في المئة من طاقة التخزين ليتراجع في عام 2021 إلى 59 في المئة من تلك الطاقة.

وفي مصر تستمر ازمة المياه مع استمرار تجمد الموقف في شأن سد النهضة الإثيوبي الذي أعلنت أديس أبابا أخيراً إنها أكملت عملية الملء الثاني له، لا سيما وأنها تعتمد على ما نسبته 97 في المئة من نهر النيل في تلبية حاجاتها المائية.
 وتبلغ حصة مصر من مياه النيل 55.5 مليار متر مكعب في السنة، ويُعتبر نهر النيل شريان الحياة في مصر، وعلى الرغم من ذلك تبلغ حصة المياه السنوية للفرد في مصر 660 متراً مكعباً فقط، وهي واحدة من أدنى حصص المياه السنوية للفرد الواحد على مستوى العالم.

 حتى إيران بدورها شهدت احتجاجات عديدة على شح المياه بسبب سوء الإدارة والتهميش والتمييز الذي يصبغ السياسات الإيرانية في بعض المحافظات.

وباتت مشاهد الطوابير التي لا تنتهي أمام شاحنات المياه، وخزانات المياه فوق أسطح الأبنية، وقطع الطرقات بالعجلات المطاطية والحجارة، والصدامات بين مواطنين غاضبين ورجال الشرطة، جزءاً من يوميات الجزائريين بسبب غياب المياه عن الحنفيات.
ودخلت الجزائر أزمة مياه من دون سابق إنذار، واعترفت وزارة الموارد المائية بوجود أزمة في التزود بالمياه الصالحة للشرب، وأرجعت الأمر إلى الجفاف وتراجع منسوب سدود عدة.

وحذرت 13 منظمة إغاثية تعمل في سوريا والعراق من أن ما يزيد على 12 مليون شخص في هذين البلدين يعانون حالياً الحرمان من الماء، والغذاء والكهرباء. وتقول هذه المنظمات إن درجات الحرارة المرتفعة، وانخفاض مستويات هطول الأمطار إلى درجات قياسية، والجفاف، تؤدي إلى الحؤول دون حصول الناس على مياه للشرب ولري المزروعات.

ويؤدي هذا الشح في المياه أيضاً إلى انقطاع التيار الكهربائي، لا سيما بسبب نفاد المياه من السدود.