النسخة الكاملة

حادثة تسمم جرش ..عدم تحرك الجهات المختصة إلا بعد وقوع الكارثة

الخميس-2021-10-14 08:54 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لم تكن حادثة التسمم التي حدثت قبل أيام في جرش هي الأولى من نوعها، فقد شهدت المحافظة عدة حالات تسمم خلال السنوات السابقة ولأسباب مختلفة.

إلا ان تكرار حوادث التسمم أثار تساؤلات عدة سواء من مواطنين او خبراء حول مستوى الرعاية الصحية ودور مديريات الصحة الرقابي والاحترازي في جميع محافظات المملكة، متسائلين عن عدم تحرك الجهات المختصة عادة إلا بعد وقوع كارثة صحية.

وكان حوالي 57 شخصا في بلدة جبة بمحافظة جرش أصيبوا منذ ظهر الاثنين الماضي بتسمم، تبين بعد إجراء الفحوصات لعيناتهم حسب وزارة الصحة انه ناتج عن جرثومة شيغيلا، في حين قامت فرق الوزارة بجمع العينات، وتعبئة الاستبيان الخاص للحالات للوصول إلى النتائج الأولية، واستمرار إجراء الفحوصات للتوصل إلى السبب الرئيسي.

مدير مديريات المختبرات في وزارة الصحة الدكتور محمود الغزو قال  ان العينات البشرية التي وصلت المديرية لحالات تسمم جرش أظهرت انها ناتجة عن جرثومة شيغيلا، كما ستقوم فرق التقصي بالوزارة بأخذ عينات أخرى من مصادر مختلفة سواء كانت مياها او غذاء لمعرفة مصدر هذه العدوى.

وأضاف ان العينات سيتم فحصها في كل جهة مختصة، فعينات الغذاء ستقوم بفحصها مؤسسة الغذاء والدواء، والمياه مديرية صحة البيئة، وبعد زراعة البكتيريا ستخرج النتائج عن مصدرها، مبينا ان البكتيريا اذا كانت كميتها كبيرة ونموها سريع ستظهر نتائجها خلال 24 ساعة، اما اذا كانت عينات سلبية ولا توجد فيها جراثيم مسببة للإسهال فتأخذ وقتا قد يمتد لثلاثة ايام لاستخراج النتيجة.

ولفت الغزو الى ان جرثومة شيغيلا هي معدية وتنتقل عن طريق البراز، وتأثيرها يكون أكبر على الأطفال كون مناعتهم قليلة، معتبرا انه ليس من الطبيعي ان يصاب بها الأشخاص، ومن المفترض البحث عن اسبابها واحتوائها سريعا، والبحث فيما اذا كان مصدرها دائماً والذي قد يكون السبب بالعدوى وزيادة عدد المصابين بها.

واعتبر الغزو ان هذه الجرثومة لا تؤدي للوفاة إلا في حالات أهملت إصابتها وكانت مناعتها قليلة ولم تتلق العلاج اللازم، وهذا نادرا ما يحدث، فهي ليست خطيرة وعلاجها بسيط وليس مكلفا، إذ يتلقى المصابون المضادات الحيوية المناسبة فور وصولهم للمستشفى.

أحد الأطباء الذي فضل عدم الكشف عن اسمه قال: ان حادثة التسمم بجرش ليست الأولى، وقد حصلت قبل عدة سنوات أكثر من مرة، وبعد ارتفاع الحالات في الحادثة الأخيرة ونفي مدير الصحة في بداية الأمر وتأكيدها فيما بعد من قبل مدير مستشفى جرش الحكومي الدكتور صادق العتوم، وتأكيد انها حالات تسمم، ودخولات ومغادرة لبعض الحالات وتحويل اخرين لمستشفيات اخرى، ويبقى السؤال من المسؤول عن ذلك؟.

وأوضح انه يقع على عاتق مديريات الصحة في محافظات المملكة، التأكد الدوري من إجراء الفحوص اللازمة لمياه الشرب وحتى الأغذية، بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة.

وتساءل من يتحمل وزر حوادث التسمم المتكررة والكوارث الصحية وتبعاتها، ومن يتحمل الناحية القانونية وما يترتب عليها والمسؤولية الأخلاقية، ولماذا دائما الحال التحرك يكون على ردات الفعل وليس استباق وقوع الفعل؟، معتبرا ان هناك تقصيرا في أداء المهام الرقابية، ويجب محاسبة المقصرين.

الرأي