النسخة الكاملة

كلمة معالي نايف القاضي اثناء زيارة جلالة الملك للبادية الشمالية

الخميس-2012-04-11
جفرا نيوز -

مولاي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه ،،،

أحييكم وأرحب بكم ، مع هذا الحشد الكبير من أبناء العشائر الأردنية الأصيلة في هذا الجزء العزيز من وطننا الأردني العربي الهاشمي العظيم ، والذين ينحدرون من سلالات أبطال الأمة وقادتها العظام ، وقبائلها التي حافظت على تاريخ الأمة وكرست قيمها ومبادئها الحقيقية في الوحدة والحرية ، والتضامن والتعاضد ، والدفاع عن حدود الوطن والذود عن مصالحه ومكتسباته .

ولقد كان قدرهم محسوماً بفضل الله ، أن يكونوا جنودكم البواسل في الحرب والسلام ، وأن يجدوا في ظل قيادتكم الهاشمية ، الكرامة والعدالة ، والمساواة والتقدير على كل ما فعلوه وقدموه ، واستطاعوا أن يتحملوا معكم أوزار المسؤولية الوطنية ، والاعتماد على النفس والتصدي بشجاعة لكل التحديات والأخطار التي واجهها وطننا وشعبنا الأردني الأبي العزيز .

مولاي جلالة الملك المعظم ،،،

تأتي زيارتكم لهذه المنطقة ، ولقاءكم بهذه النخبة من أبناء عشائر بني خالد أحفاد خالد بن الوليد ، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه بالقرب منكم ، والاستماع إليكم ، وإيصال صوتنا وكلمتنا للأردنيين جميعاً ، وللعالم من حولنا ، عبركم ومن خلالكم ، لأنكم في اعتقاد جميع الأردنيين ؛ الأشراف المصانون ، وأن العهد الذي وقعه الأجداد مع ملوكهم الهاشميين ، هو الأساس ، وهو البداية للاندماج الطبيعي المقدس بين الهاشميين والأردنيين وللأبد بإذن الله .
واسمحوا لي يا مولاي ، في ظل هذه الظروف التي يمر بها بلدنا ومنطقتنا العربية ، أن نؤكد على الحقائق التالية :

أولاً : يقف جميع الأردنيين بأصولهم المختلفة ، وانتماءاتهم السياسية المتعددة وأحزابهم الجديدة والقديمة ، وتياراتهم وحراكاتهم المتنوعة ، خلف قيادتكم الهاشمية التاريخية الملهمة ، ويؤمنون بأنها الضمانة الأكيدة لدوام الأردن واستمراره ، والجامعة الصادقة لأبنائه وعشائره وأحزابه واطيافه ، وأن الأردن ومليكه جسماً واحداً وروحاً واحدة ، لا يستقيم أحدهما دون الآخر ، وأن التعدي على الرموز والتمادي والتطاول على أهل الشرعية ؛ هو تجاوز على أخلاق الأردنيين وعهودهم التاريخية المحفوظة في صدورهم ، وأن السكوت على مظاهر التمادي ، هو جريمة بحق الأردن والأردنيين ، لا بد من وقفه وقطع أثره .

ثانياً : هذا الوطن هو ملك لكل الأردنيين ، وفي مقدمتهم الهاشميون يتشاركون فيه في السراء والضراء ، ويتلقون خيره وشره بنفس الميزان ، ولا يجوز بعد اليوم أن يتقدم أحد على حساب أحد إلا بالتي هي أحسن ، ولا يجوز إقصاء مجموعة وتقديم أخرى ، إلا بحساب ما قدمت أو أخرت للوطن وأبناء الوطن ولقيادة الوطن .

ثالثاً : إن ما يعنينا في هذه المرحلة ، نحن معشر الأردنيين بكل أصولنا ومنابعنا ، هو التمسك بكيان بلدنا العزيز ونظامنا النموذج ، وأن نتعلم من دروس الأشقاء والدول من حولنا ، وأن يكون شعارنا الحفاظ على الأردن وأمنه واستقراره قبل أي شعار آخر ، وأن نواصل مشاريع الإصلاح التي بدأت مع دولتنا الأردنية ، وعلى مدى أكثر من تسعين سنة ، ذاع صيتنا وتحدث العالم من حولنا ، عن انجازاتنا وتجاربنا وأثرنا على غيرنا من أشقائنا ، في التعليم والصحة والإدارة والزراعة والأمن والتدريب .

رابعاً : كما أننا معنيون أيضاً ، باجتثاث آفة الفساد التي اجتاحت مجتمعنا متأخرة حيث لم تكن معروفة في بلادنا منذ عهود طويلة ، ولكنها دخلت إلينا متأخرة مع نفر من المدعين واللاهثين وراء المال ، لكن المجتمع الأردني لم يسمح ولن يسمح لهؤلاء الهرب بريشهم ، وسوف يلاحقهم حتى يدفعوا ثمن تجاهلهم لطبيعة وأخلاق الأردنيين ، ووطنيتهم المشهودة ونظافتهم التي ورثوها جيلاً بعد جيل .

خامساً : إننا من هنا ، نعلن ونؤكد أننا خلف جلالتكم ، وكما كان عليه الآباء والأجداد ، في معركتكم المتواصلة من أجل الإصلاح الشامل ، ابتداء من الإصلاحات السياسية والدستورية ، وحتى استكمال عملية وضع الأردن على خارطة العالم الديمقراطي المتقدم ، ولن نسمح للطبالين ومتلقي المساعدات الخارجية ، وأصحاب دكاكين ومعاهد التحليل والأبحاث والاستشراق الهجينة ومثلها مراكز الفكر الغيبي والطائفي والعنصري ، بإعادتنا للخلف ، أو تدمير منجزاتنا التي حققنا كقيادة وشعب ووطن ، على مدى تسعة عقود مقبلون على العاشر منها .


وأخيراً ، لا بد من التأكيد أمام جلالتكم ، بأننا لن نسمح لأية جهة داخلية كانت أم خارجية ، بفرض أجندتها علينا مهما بلغت التضحية ، ولن نسمح لأحد مهما كان مدعوماً من الخارج ، بان يدمر ما أنجزه الأردن بقيادتكم على كل صعيد وسنتصدى بشجاعة الأردنيين ، لكل أولئك الذين اعتادوا على خلط الأمور والاصطياد بالمياه العكرة ، والتشكيك بولاء الأردنيين المعهود لقيادتهم ووطنهم ، وتقديم أنفسهم كبدلاء عنهم .

إن الحراك الذي نشهده اليوم ، والذي يتسم بالتوازن والاعتدال والانسجام ، كان بداية مباركاً من جلالتكم ، ودوامه سيكون بإذن الله متوافقاً مع إرادتكم ، ومع ما تبذلونه من أجل هذا الوطن وخير شعبه ، وسنرى كما سيرى من حولنا ، أن الأردنيين بأصولهم وعشائرهم ، وأحزابهم وطوائفهم ، هم هم ، لم يتغيروا ولن يتغيروا إلا للأفضل ، وأن التغيير المطلوب اليوم ، هو التغيير الذي يواكب عملية الإصلاح ، التي سوف تستمر وتزدهر ، وعلى الحاقدين والشامتين والشكاكين، سوف تدور الدوائر .

أهلاً وسهلاً بكم بين أبناء شعبكم الوفي وعشائركم الشجاعة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير