جفرا نيوز -
جفرا نيوز- علق معاون وزير الخارجية السوري الدكتور أيمن سوسان على التطورات الدبلوماسية الأخيرة بين الأردن ودمشق.
ونقل موقع العهد اللبناني عن سوسان قوله : المشروع الذي أعد لسوريا يترنح ومصيره الفشل الأكيد، والتغيرات التي تحدث على صعيد العلاقات اليوم بين سوريا والدول الأخرى هي مؤشر جديد على تغير المشهد، وهذا لا ينسحب على سوريا فقط بل على الوضع الإقليمي والدولي بشكل عام، إذ تُلاحظ الرغبة بإشاعة أجواء هدوء على الساحة الدولية لأن واقع العالم شديد التعقيد.
وشدد سوسان على أنّ "تطورات العلاقات السورية الأردنية واللقاءات المتعددة التي جرت للمسؤولين في البلدين سواء في عمان أو نيويورك وبالأمس الاتصال الذي جرى بين الرئيس بشار الأسد والملك عبد الله الثاني، هو الوضع الطبيعي للعلاقات بين البلدين الشقيقين.
وأضاف : البعض يتحدث عن ضوء أخضر أمريكي أو ما شابه، فهناك إشارات يتلقفها البعض من أجل تغيير المقاربة، ولكن هناك تغير في الأجواء الدولية وأصبح ذلك واضحًا وكل ذلك يمهد لمرحلة جديدة ستشهد عودة العلاقات بين سوريا والدول العربية الأخرى وعودة هذا التواصل هو نتيجة أساسية للنصر على الإرهاب".
واردف : سوريا تبني سياساتها الخارجية على أسس وثوابت لا تتغير بفعل ظرف سياسي معين أو موقف معين، و"بناءً على هذه الثوابت تقوم سوريا بمعالجة علاقاتها مع الأخوة العرب والتي تتمنى أن تؤدي بموجبها إلى إصلاح الوضع العربي الراهن حتى نستطيع مواجهة التحديات المفروضة"، معتبرًا أن "أحد أهداف الحرب على سوريا هو فكرة العروبة لأن الغرب يريد تفتيت وتجزئة الأمة العربية لضمان هيمنة "إسرائيل" على المنطقة، وعلينا جميعًا التحرك من أجل بناء واقع عربي يشكل الحصانة لكل دول الوطن العربي".
وحول مقعد سوريا في جامعة الدول العربية، أشار سوسان لـ"العهد" الى أنّ "سوريا لم تخرج من الجامعة حتى تعود إليها، وقرار تعليق عضويتها هو خطأ قانوني كبير ففي ميثاقها لا يوجد إجراء تعليق عضوية دولة دون الإجماع وبالتالي عُلّقت عضوية سوريا بخطأ قانوني ونتيجة ظرف سياسي معين، وعندما يتم تصحيح هذا الخطأ تنضج المتغيرات السياسية وتعود الأمور الى ما كانت عليه وإلى طبيعتها، وعندما يكون هناك موقف عربي دافئ تجاه عودة سوريا لشغل مقعدها بالجامعة سيكون في ذلك مكسب كبير للعرب".
وأضاف إنّ "المملكة العربية السعودية وإيران لاعبان أساسيان في المنطقة، وأن تكون العلاقات جيدة بين دول المنطقة سينعكس على تحقيق الاستقرار، والسعودية بلد عربي شقيق لسوريا، هناك ظروف معينة ترتبط بما تعرضت له سوريا ووصلت العلاقات لما هي عليه اليوم ولكن دمشق لم تعادِ أحدًا ولم تتخذ أي إجراء ضد أحد، وهي تتطلع للمستقبل ولا تلتفت للماضي ولا تتعامل مع أشقائها بمنطق الحقد ونأمل ونريد أن تكون الأوضاع بين الدول العربية على أفضل حال".
وختم سوسان : "المرحلة المقبلة هي مرحلة ترميم العلاقات مع الدول العربية الشقيقة وهناك اتصالات معلنة وأخرى غير معلنة، وكل ذلك سيؤدي إلى وجود واقع عربي سليم وصحي يمكّن هذه الأمة من امتلاك أوراق القوة التي تستطيع من خلالها صيانة حقوقها والدفاع عن نفسها من أي تدخل خارجي".