جفرا نيوز -
لا يزال الشارع البريطاني تحت أثر الصدمة التي خلفتها قضية الشابة القتيلة ساره إيرفرارد، ابنة الـ 33 عاما، التي كبلت تحت جنح الظلام من قبل شرطي ببدلته الرسمية، واغتصبت ثم أحرقت لافظة أنفاسها.
وقد خلفت تلك الجريمة حالة من الإحراج الشديد للشرطة البريطانية، كما خلقت حالة من الذعر بين البريطانيات اللواتي أبدى عدد كبير منهنَّ قلقهنَّ إزاء هذا الأمر.
ولا شك أن تلك القضية التي هزت بريطانيا، لطخت سمعة جهاز الشرطة تاركة وصمة شك، رغم أن الجاني عنصر لا يمثل إلا نفسه.
ما دفع جهاز الشرطة في لندن إلى الإعلان أمس الجمعة، بحسب شبكة بي بي سي أنه من حق أي موقوف أو موقوفة من قبل عناصرها، أن يطلب التحقق من هوية الشرطي، ومطالبته بإبراز هويته والتحقق من نواياه.
عواقب مدمرة على الشرطة
وقال وزير الدولة كيت مالتهاوس إن "الضباط في جميع أنحاء الأرض يدركون العواقب المدمرة لهذا الحدث الرهيب".
كما أضاف في مقابلة مع شبكة بي بي سي "هناك عمل يتعين القيام به لإعادة بناء الثقة من قبل الشرطة، لا سيما في لندن".
إلى ذلك، اعتبر أنه من "المعقول" أن تقوم امرأة لديها شكوك حول سلوك أي ضابط شرطة بالاستفسار ، إلا أنه أضاف أن هذا التصرف غير مناسب بطبيعة الحال في كل الظروف، لأن ضباط الشرطة الذين يسعون إلى الحفاظ على سلامة الجميع بحاجة للقدرة على ممارسة عملهم دون عرقلة.
خطفها واغتصابها
يذكر أن القضاء البريطاني كان حكم الخميس على الشرطي واين كوزنز البالغ من العمر 48 عاما والأب لطفلين بالسجن مدى الحياة لإدانته بتهمة اغتصاب ساره وقتلها في مارس الفائت بعدما كبلها وأوهمها بأنها موقوفة لمخالفتها تدابير الحجر، في قضية أثارت صدمة كبيرة في البلاد.
وتعد تلك العقوبة الأشد بين العقوبات المنصوص عليها في النظام القضائي البريطاني، وتُنزل عادة لمعاقبة مرتكبي الجرائم الأكثر خطورة، على شاكلة هذه الجريمة التي أودت بحياة الشابة.
فقد خُطفت إيفرارد خلال عودتها مشيا من عشاء لدى أصدقاء وعُثر عليها مقتولة خنقا وجثتها محترقة بعد أسبوع داخل أحد الأحراج.
إلا أن الشرطي نفى في بادئ الأمر معرفتها بمصيرها القاتم هذا، وقال للمحققين إنه سلّمها حية إلى ثلاثة رجال من أوروبا الشرقية، لكنه أقر فيما بعد بمسؤوليته.
واعترف لاحقا بخطف المسؤولة التسويقية الشابة واغتصابها وقتلها، مستغلا وظيفته كشرطي، الذي يأمن إليه الناس عادة، متوقعين أن يحميهم من العنف.
كاميرات المراقبة
يشار إلى أن الشرطي المحكوم كان ضمن عناصر يجرون دوريات للتأكد من التزام السكان تدابير مكافحة كوفيد-19، وعمد إلى تقييد إيفرارد بعدما أظهر لها بطاقته الوظيفية.
وقد شاهد شخصان كانا يمران بالسيارة ما حصل، إذ لاحظت الراكبة إلى جانب السائق أن واين كوزنز يكبل ساره إيفرارد بالأغلال وظنت أن الأخيرة "لا بد أنها ارتكبت مخالفة ما". لكنهما "كانا في الواقع يشهدان على خطف ساره إيفرارد"، وفق المدعي العام.
وعُثر على ساره لاحقا مقتولة خنقا، وجثتها محترقة بعد سبعة أيام على فقدانها في أحد أحراج كنت في جنوب شرق إنكلترا على مسافة أمتار من أرض يملكها كوزنز.
فيما أتاحت صور التقطتها كاميرات مراقبة للمحققين التعرف إلى الشرطي وتوقيفه في التاسع من آذار/مارس في منزله في ديل بمنطقة كنت.